أخيرة

أنوف…

} سميح التايه

تتحدّث إحدى الدراسات الفرنسية عن علاقة ما بين الأنوف الكبيرة والعبقرية العسكرية… ويستشهدون بذلك بكلٍّ من نابليون بونابرت والإسكندر المقدوني والجنرال الإنجليزي بيرنارد مونتغمري وشارل ديغول… يخلصون إلى نتيجة مفادها أنّ الأغلبية الساحقة من القادة العسكريين العظام كانوا يتمتّعون بأنوفٍ كبيرة.

شخصيّاً أعتقد أنّ هذه النتيجة من الممكن أن تنسحب على أيّ مكان في العالم عدا منطقتنا العربيّة… عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري في حرب 1967 كان يتمتّع بأنف عظيم… إلّا أنّ معركته ضدّ «إسرائيل» في حرب الأيّام الستة كانت كارثة بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى… لقد ركضنا مذعورين في كلّ اتجاه… في البراري والبطاح… في السهول والجبال… في الصحارى والوديان طلباً للنجاة من هول الضربة الأولى… لقد ركضنا ركضاً لم يركضه ثورٌ في كرنڤال إسباني نتيجة لحماقة «عامر» وغبائه العسكري… ياسر عرفات كان يتمتّع بأنفٍ عملاق، رغم ذلك، كنا نجد أنفسنا عقب كلّ معركة عسكرية خاضها في مكان أكثر بعداً عن التماس المباشر مع العدو… فمن الأردن إلى لبنان… ومن لبنان إلى تونس… ومن يدري… لو قيِّض له أن يكون موجوداً بين ظهرانينا الآن ربّما كان مقاتليه يتجوّلون في شوارع «ساوباولو» في البرازيل، يمارسون هواية الثرثرة على أنغام «الكوندور باسا» في بعض مقاهيها… المضحك المبكي أنه كان دائماً يصرّ على أن يُدعى «الجنرال».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى