حديث الجمعة

ليلة تشرين الأولى

في طفولتنا كنا ننتظر الليلة التشرينية الأولى لم تكن مرتبطة برومانسية ما حمل الشعراء عن تشرين، كانت بريئة حد التماهي مع الطفولة.

كان التسمر من خلف شباك منزلنا في حي الزاهرة القديم لحظة خيالية خرافية ربما وكلما هطلت قطرات أكثر استشعرنا قرباً آخر من السعادة القصوى.

كانت صوبيا المازوت قطعة فنية ساحرة، رائحتها في المرة الأولى الاحتراق، كان ينبئ بجمال القادم، كان ينبئ ببدء موسم الجلوس حولها ورائحة الخبز وقشر البرتقال الذي كان يملؤها بعد العصر.

كان الذهاب والمجيء آلاف المرات بينها وبين النافذة المطلة عالجنة رحلةً من نوع آخر، يبدو الوقت عصراً والشمس لا مكان لها حيث الغيم احتلّ كل شيء آخر، ونافذتنا الصغيرة يملؤها بخار دفء منزلنا بحيث نرسم أحرف أسمائنا كلّ بما وصل في صفه، لطالما كبرت وأنا أعتقد أن سر الدفء هو تلك الزاوية التي تحتلها الصوبيا إلى أن كبرت وغادرنا المنزل ثم غادر أبي وعرفت حينها أن الدفء غادر إلى غير رجعة وأن مصدره كان وجود أبي وتحلقنا حوله

ليلى عمران الزعبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى