حديث الجمعة

صباحات القدس في يوميات الأسبوع

} 12-11-2021

صباح القدس للسيد تتساقط من حروفه النقاط في البيان، مستعيداً الأصل في لغة القرآن، فالتدفق الصادق بلا تنقيط، كما إظهار الحق البائن لا يحتاج إلى تخطيط، والسيد السهل الممتنع، غير قابل للتقليد والتكرار، سيل لا ينقطع، من تسلسل الأفكار، ببساطة ضوء الشمس واستحالة تقليده، وتدفق ماء النهر وصعوبة استجراره، مفاجئ دائماً بقوة جديده، وترابط أفكاره، فلمن يقول إن حزب الله يهيمن على الدولة، أسئلة بسيطة، كيف يهزمنا قاض في أكثر من جولة، ولا نجد لسفننا مكاناً لترسو على الخريطة، ولمن يقول إن السعودية غضبت لما تعتبره إساءة لها، يسأل السيد لقد أسيئ لرسول الله ولم نجد رد فعل عندها، أليس ملكها خادم الحرمين، وقد سمعت وسمعنا ما يخدش القلب والأذنين، وخرج حكام من أصدقاء المملكة، يتمسكون باعتبار الإساءة من حرية التعبير، ولا شهدنا غضباً ولا تهلكة، ولا خطاباً لملك أو أمير، ولمن يقول إنها اليمن يسأل السيد ولماذا يماطلون في الزمن، فليوقفوا الحرب ويفكوا الحصار، فتخف عنهم وعن اليمن الأخطار، ويوضح بعض الكلام المتداول، عن أن إيران قالت للسعوديين راجعوا حزب الله حول اليمن، فيقول لمن يحاول، تبرير التصعيد بسوء الظن من حسن الفطن، لقد قرأت المحاضر، وليس فيها من هذا إلا الكذب، فلا تلعبوا بالمخاطر، وتوقفوا عن اللعب، نصر اليمن يمني الولادة، وأهل اليمن أصحاب سيادة، ويقفل السيد الحساب، لأن معادلات الردع أصل الخطاب، فحرب الجليل قادمة، والمقاومة ليست نائمة، وهي تستعد كل يوم للمنازلة الشاملة، وعبثاً يقيمون المناورات، ولن تفيدهم ألف محاولة، في منع الانتصارات، وفي ترسيم الحدود، تمكن لبنان من الثبات، لأن خلف الدولة قوة المقاومة، تحمي الحدود والوجود، وتحشد المقدرات، ولا تخشى في الحقة لائمة، والمقاومة مطمئنة لغد أفضل، وقد كانت الأصل في ما حصل ويحصل، فالتراجع الأميركي نتيجة صمودها، وبفضلها إسرائيل قلقة على وجودها، وها هو نصر سورية يجلب إليها العرب، وما عاد ينفع إنكار ولا عتب، فقد ضرب من ضرب وهرب من هرب، وفي اليمن لا قيمة للغضب، ولا للمال والذهب، فنصر اليمن انكتب، بدم ودموع وتضحيات، ودعاء الأمهات، وبطولة الحفاة، وتسديد الرماة، وعبقرية شباب الصواريخ والمسيرات، وما عاد ينفع الإنكار، ولا مواصلة الحصار، وها هو العالم في المشرق والمغرب، عينه شاخصة إلى مأرب، وما لا يحله منطق وحوار، يحله انتظار نشرة الأخبار

} 13-11-2021

صباح القدس لكلمة الحق تخنق صاحبها إن لم ينطق بها، وقد سمعنا وزير خارجية قطر يحاضر، ويكتب في المحاضر، عن أصول المواقف، ويتفلسف كالعارف، ونحن الذين نحسب الكلمات بعد زيارة وزير خارجية الإمارات، كي لا نخاطر بالإيجابيات، ونضع الأمور في إطارها، ونبقي المعركة في مسارها، فنقول إن الزيارة مجرد إقرار بالفشل، ولن تطوي تاريخ الوقوف على ضفاف الحرب، ولن ننسى ما حصل، لمجرد تغيير الدرب، ولن نشتري أو نبيع، مع دولة التطبيع، لكن ما قاله وزير قطر، عن رفض التطبيع مع سورية، وحكومته كانت طليعة التطبيع مع إسرائيل، ولم تغضب عندما طبعت معها الإمارات، ويحدثنا الوزير عن عدم نسيان الجرائم، وهو من كان فيها أصيل، وشاهد الإثبات، كل دم عربي يسيل، وتشهد له ليبيا والسودان ومصر وتونس والانتفاضات، وقد حولها إلى جرائم، وقد خرب كل بلد مسالم، وانتشر فيه الإرهاب، وبقي كل ذلك من دون عقاب، ونعده بأننا لن ننسى ولن نسامح، والشعوب تميز قاتلها من الملامح، وغريب هذا الغضب، والأميركي يكتفي بالعتب، والغضب محصور، برفض التطبيع مع النسور، وليس مع الغربان، هكذا يتفلسف العربان، فحسناً فعل، كي نعلم قيمة ما حصل، ولا نبالغ بالتحذير، فيبدو أن ما جرى جدير بالتقدير، وقد غضب رأس الفتنة في الأمة، لا يريد حضور سورية في القمة، وسلفه حمد، من طلب رأس الأسد، وفي الأمم المتحدة، دعا للحرب الشاملة، والحملة المتجددة، ولأن الأمور لا تقبل المجاملة، فإذا كان الفرز في الماضي، بين مع الحرب ومن ضدها، فلا يمكن اليوم التغاضي، عن الفرق بين من يريد طي الصفحة السوداء، ومن يمعن في العداء، بين من يقول فشلنا ونريد التأسيس للتعاون، ومن يمعن في قتلنا ويمضي في العدوان بلا تهاون، بين من يقول آن الأوان للمصالحة في القمة، ومن يتوهم أن أيتام أردوغان سيقودون الأمة، وفي الماضي قالت العرب إذا وجدت الأشرار على بغيهم استماتوا، فقل إن الذين استحوا ماتوا، فالوقاحة دين عند من فقدوا الضمير، وامتهنوا القتل والخراب، وتسببوا بالتشريد والتهجير، ويكفي أن قناتهم نعيق الغراب، همهم أن ينالوا شهادة حسن سلوك، تلك ثقافة العبد والمملوك، على دور مشغل الإرهاب، ووسيط الانسحاب، ونكرر ونعيد، لن نسامح الإمارات على التطبيع ونقدر لها التراجع عن دعم الإرهاب، لكن العبيد ليسوا من يحاضر في رفض الإفلات من العقاب، وشتان بين حكمة يدعيها ولد، وحكم يقوده أسد

} 15-11-2021

صباح القدس لليمن في صنعاء ومأرب وعدن، فكما الحكمة يمانية، تاريخنا سيكتب من اليمن، ويرد الاعتبار للعرب، فنسترد معنى الأمة والقضية والوطن، ومعنى السيادة والكرامة والغضب، وتستعيد الجزيرة دورها في صناعة التاريخ، كما تسترد جيوشنا سمعتها بصناعة الصواريخ، ويعود الذعر ليكبر في الكيان، أين منه الذعر الذي تسبب به لبنان، فهذا اليمن يا سادة، حيث عشرات الملايين، وحيث الشعب بالإجماع وراء قيادة، لا تبيع وتشتري بشأن فلسطين، وهذا اليمن حيث ثروات النفط والغاز، تحول خريطة الخليج إلى ألغاز، وهو يمن الصواريخ والمسيَرات، حيث للقدس تنطلق التظاهرات، ويقسم اليمين، بعودة فلسطين، وحيث مفترق الطرق للتجارة العالمية، في باب المندب، وحيث يتقرر صاحب القرار العربي في مأرب، فهناك تعقد القمة، التي سيحسم فيها مصير الأمة، وكما سحب لقب الجيش الذي لا يقهر، عن جيش الاحتلال، بفعل المقاومة الصادقة، يسحب لقلب لواء العمالقة عن جيوش الاحتلال، ويسحب اسم عنتر، من أسماء القادة المهزومين، ويرتفع اسم الصماد، ليعم البلاد، وتسمى الشوارع والنواحي، بأسماء مثل قرداحي، ومتى نهض اليمن، دقت ساعة زوال إسرائيل، ويصير الكيان المحاصر بجيوش المقاومة، مجرد عفن، ينتظر البخاخ المزيل، والممسحة القادمة، والبخاخ صواريخ من صناعة اليمن تسقط في إيلات، والممسحة فرق الرضوان والدخول إلى الجليل، وعندها هيهات للمفاجآت، ولحجارة من سجيل، حيث المنصات العائمة، تصير في خبر كان، ولا يعرف الصاروخ من اليمن أم من لبنان، هنا اليمن، هنا صنعاء، هنا عدن، هنا مأرب، هنا الحديدة، تغير الزمن، وسقط الهراء، وقام الوطن، بصوت الغضب، من أبي عبيدة، وسيف القدس صار الصباح، تجهزوا لسماع أذان السلاح، وقفوا في الصفوف للصلاة جماعة، وانتظروا موعد الساعة، فالزحف المقدس ليس بعيداً، انظروا إلى سورية ترون كل يوم جديداً، ولا يغشنكم صوت الزوار الجدد، فقد جاؤوا يؤدون فروض الطاعة، ترونهم واقفين، وهم سجد، ولا يصير الأحرار عبيداً، ومن يشتري ويبيع، ويقبل التطبيع، مع تغير الأزمان والمعادلات يتموضع من جديد، يعلن الإذعان ويقبل دور صندوق البريد، والدولة العظمى وراء البحار، تغيرت هنا وتمرغ أنفها، وهي في حال انهيار، تخفض سقفها، ولمن يسأل عن غياب المشروع العربي، نسأله لماذا هذا السؤال الغبي، أليس اليمن عربياً، وسورية قلب العروبة، والمقاومة نخبة العرب، أم إن الذي اعتاد أن يكون عند الشيخ أو الأمير صبياً، وفي بلاطه ألعوبة، غارق في الذل للركب، ينتظر المشروع من الأمير، كمن ينتظر من المفاوضات تقرير المصير، أو يتوقع أن يسمع الصهيل من إسطبل الحمير، بينما الحصان الأصيل لا يأكل من اليد التي أساءت إليه، لأنه يعرف معنى الكرامة، ويعرف أن لا مكان لإسرائيل، في قاموس المقاومة، وأن الزمن العربي الجديد، يكتب بالنار والحديد، وأنه في زمن اليمن ما عادت فلسطين تسأل هل من ناصر، فمن اليمن عادت روح عبد الناصر

} 16-11-2021

صباح القدس لباب المندب، وليعتب من يعتب، أو يغضب من يغضب، فالطريق إلى القدس بات اليوم أقرب، ومن يقدر على وقف الزحف المقدس، ما دام حلف العدوان قد أفلس، ما دام النصر في اليمن، يتسارع في الزمن، وبانتظار مأرب تأتي الحديدة، وعن سورية يقول حمد أفلتت الصيدة، هو تدحرج الانتصارات، في زمن المقاومات، ومنه ترسم الخرائط لشرق أوسط جديد، بلغوا غونداليسا كيف تكون المواعيد، وكيف تكون الحروب ولادة، لكن بحفظ الكرامة والسيادة، وكيف يتساقط العملاء في الحروب، وكيف تنفتح الدروب على الدروب، وبلغوها أن شرقنا غير شرقهم، فشرقنا مقاومة وكرامة، وشرقهم حروب مستدامة، والمعيار سيبقى من لفلسطين يمهد الطريق، ويؤمن أنها بوصلة الصديق والرفيق والشقيق، ومن يشتري ويبيع في سوق التطبيع، جبهتان لا تلتقيان، ولو جاءت مناسبات ومواسم، أو اقتضت ظروف ومراسم، فالوجهة تختلف بين حساب الشرف، وحسابات الجيب، واحد يحسب كم صرف، وآخر يحسب العرض والأرض والدين والغيب، واحد تهمه الوجبات الفاخرة، وآخر يقيم حساب الآخرة، والبلاد والعباد صاروا على علم بالانقسام، ولهم أن يختاروا الصلاة وراء إمام، إمام يبشرهم بوهم الازدهار، ويصور لهم طاولة الأمير، ويعدهم بأن الكافيار، سيصبح فطور الكبير والصغير، ويقول لهم قارنوا حال لبنان والإمارات، تعرفون ما الذي أصابكم من ويلات، ويكمل أن المقاومة كخيار، تسببت بالانهيار، ونسأله ماذا حققت للسودان، كي تعدنا بمثله في لبنان، ونسأل الذي يحذرنا من الخطر، ويتحدث عن البحبوحة في قطر، ماذا فعلت للشعب الليبي، كي تعدني به يا حبيبي، والصورة للشعوب واضحة، لا نسيان ولا مسامحة، من خرب بلدان العرب، واسماه ربيع الغضب، لا يستحق أن يسمع له كلام، وخطه ينتهي بالاستسلام، فالموائد للملوك والأمراء، ولن تنال الشعوب منها إلا الصور، كمن يعدنا بالصعود إلى القمر، وهو استأجر الصاروخ والمنصة، ليروي لنا القصة، ولكل الذين قرروا السير تحت عباءة المقاولة بدل المقاومة، نقول إن التنمية ما زالت عندنا هدفاً أكيداً، وإن الاستقلال ليس إلا بوابة الدار، ولدينا من الثروات المزيد، ومتى تحقق الاستقلال وصار لنا الخيار، سنريكم كيف يبنى الاقتصاد الجديد، وكيف يدار النفط والغاز وتبنى المصانع، وكيف تنشأ سكك الحديد، وكيف نستعيد مالنا الضائع، ونربط الأوطان المفككة، وكيف يكون التكامل، بين اقتصادات مشبكة، وليس عليكم إلا الانتظار، حتى يتدحرج الانتصار تلو الانتصار، وها هي سورية تنتصر، وقوى العدوان تندحر، ومشروع التقسيم يحتضر، وها هو اليمن على الطريق، نصر مبين يليق، فاسمعوا وتوقعوا، وانظروا للأميركيين كيف تموضعوا، فما بعد أفغانستان ليس كما قبلها، وما بعد سفن الحصار في لبنان، وتراهنوا تحرير باب المندب بعد مأرب أم قبلها، لعلكم تكسبون على بعض الرهان، هي أيام وأسابيع، ليس فيها من يشتري ويبيع، لن تعرفوا نهاركم من ليلكم، وقد ركبتم أعلى خيلكم، والعبرة بالخواتيم، واشربوا زوم المراسيم، فقد ضاعت حرب حزمكم، وما اسميتموه بالأمل، وفي اليمن عزم أين منه عزمكم، وشعارهم حي على خير العمل

} 17-11-2021

صباح القدس لبلوغ المواجهة مرحلة الخيارات الفاصلة، حيث تقف على مفترق كل المواجهات الحاصلة، وحيث المقاومة وحلفاؤها في كل الخيارات رابحون، وارتبك الخصوم ناجم عن أنهم مهما فعلوا خاسرون، ففي التفاوض مع إيران إن ذهبوا للاتفاق بلا شروط كرسوا انتصارها، وتفكك حلفهم، وإن قرروا الافتراق عن خيارها، لن يجدوا بديلاً خلفهم، فإيران تخصب وتخزن وتقترب من العتبة، التي يخشونها ويرون فيها العقبة، ولذلك يقعون في التخبيص، وحيص بيص، وفي اليمن إن قبلوا شروط الأنصار، لفك الحصار ووقف النار، خسروا حربهم، وتفكك حزبهم، وما وعدوا وهددوا، وسلموا للأنصار بالانتصار، وإن واصلوا الحرب، تساقطت المواقع تباعاً، وقد فقدوا على الحرب إجماعاً، وحسم الأمر في الميدان، وصار اليمن قلعة صلبة البنيان، يطل على البحار والمحيطات ويمسك بالمضائق والممرات، لاعب إقليمي فاعل، شريك في أي حرب يقاتل، بوصلته فلسطين، يمسك بعنق التجارة العالمية وموارد الطاقة، يغير الموازين، وقد صار حصناً يستحيل اختراقه، وبعيداً من التهريج يغير وجه الخليج، فيصبح التطبيع لعنة تلاحق أصحابها، وتغلق المضائق على إسرائيل أبوابها، أما في سورية فالبقاء على خط الحرب والتقسيم، فنتيجته هزيمة نكراء للعدو الجديد والقديم، وإن سلموا بشروط الدولة السورية، وجاؤوا إلى سلمها سوية، ورحل الاحتلال، نهضت سورية بدورها، وأمسكت بأمر العرب وأمرها، وقد صارت المواجهة الشاملة بعد أفغانستان، حلم صيف واجب النسيان، وصار الانفتاح، إلقاء للسلاح، وصارت القطيعة، خطيئة مريعة، فكيفما داروا واستداروا أمامهم سورية القوية الصاعدة، للمقاومة قلعة وقاعدة، وتغيير في موازين القرار العربي، بعد هذا العقد الغبي، أما في العراق حيث توهموا تحقيق انتصار في الانتخابات، فتشكيل الحكومة هو الاستحقاق، واستحالة التفاهمات، من دون قوى المقاومة، فما نفع الانتصار الموهوم، ما دامت المساومة، لتفاهم معلوم، كما كل مرة تفرضه الموازين، وهم يعلمون علم اليقين، أن الانسحاب الأميركي قادم لا محالة، وأن تجاوز محور المقاومة وحضوره استحالة، ومثله في لبنان تكتفي المقاومة بحق النقض، لها كلمة القبول أو الرفض، ولا تحتاج للبحث عن أغلبية، فيكفيها ما لديها من قوة فائض في الشارع والسياسة، كي تحفظ أوراقها وتفاوض، بانتظار تغييرات يعرف معها كل محور قياسه، وتتثبت المعادلات، وينهي الظرف التباسه، ومن يستطيع الانتظار، يستطيع صنع الانتصار، لأن خصوم المقاومة ينتظرون السراب، والمقاومة تعرف أن النصر وراء الباب، وتبقى الموازين الرابحة في فلسطين، حيث الكفة الراجحة للمقاومين، فإن جنح الكيان للحرب خاسر، وإن تساكن مع تصاعد المواجهة حصد الخسائر، وكيفما تقلب على ظهره وبطنه، فالخسارة تنام في حضنه، وقد ولى زمن الحرب الخاطفة والنصر الحاسم، وسقطت القبة الحديدية وميزان الردع، بعدما صار كل مقاوم، درع يسنده درع، وصار سلاح الصواريخ، وحده يكتب التاريخ، وفي الحصيلة في كل الجبهات، إن انتظروا جاءتهم الصفعات من كل الاتجاهات، وإن سارعوا للحرب سدت بوجههم كل درب، وإن قرروا التنازل، فالنصر بالتقسيط حاصل، فطوبى للزمن الجميل، الآتي لا محالة، زمن زوال إسرائيل، الذي قالوا إنه استحالة، وقد بتنا نراه يقترب، اسألوا باب المندب

} 18-11-2021

صباح القدس لخيار أفغانستان، يصبح نموذجاً للتعميم على بلدان العدوان، حيث لا خيار إلا الانسحاب، بعد فشل العدوان والإرهاب، فمن سورية إلى اليمن، لم يبق باب للرهان على الفتن، وصار استمرار الحرب لعب خطير مع الزمن، واليوم يقول الأميركيون للسعوديين، لستم أقوى منا، وليسوا أضعف من طالبان، فتحملوا معنا، تجرع كأس الخيبة والخذلان، خير من العناد والإصرار، وقد صار نوعاً من الانتحار، فلا أمل يرتجى من الاستمرار، فاستجمعوا أنفاسكم وقدموا الهزيمة بثوب القرار الشجاع، وتفادوا انسحاباً ذليلاً يفرضه عليكم تدهور الأوضاع، وترون جنودكم يهرولون بثياب النوم، ودباباتكم وقد استولى عليها القوم، والشاطر من تعلم، الانسحاب المنظم، وقد ولى زمن الإنكار والمكابرة، وكل تأخير مخاطرة، ويهرع السعوديون إلى الأميركيين ليقولوا، لكن اليمن ليس أفغانستان، ليصولوا ويجولوا، في الشرح والتبيان، فهذا اليمن وباب المندب، أخطر مضيق مائي في العالم، ويوم نصر الأنصار سينقلب، مشهد المنطقة لصالح المحور المقاوم، وسيتحكمون بعبور الأساطيل، ويهددون بقصف إسرائيل، فساندونا لنمنع وقوع الواقعة، واسألوا رأي تل أبيب، ويرد الأميركيون بأنهم يعرفون الخطر، ويعرفون أن افغانستان ليست راجعة، وقد تلقفتها روسيا والصين وإيران في الأحضان، ولا يغير من الحقيقة شيئاً مشهد قطر، وتظهير الحوار مع طالبان، والخسارة هناك ابتعاد عن جبهات خطيرة، وتسليم بتداعيات كثيرة، لا ينفع التخفيف من آثارها، بحرف الأمور عن مسارها، فما حدث هناك مرير، وما سيحدث خطير، فلا تصدقوا الكلام عن التفرغ للصين، وقد كنا على مسافة صفر منها، فقد خسرنا فرصة التمكين، فكيف نفوز بعيداً عنها، وسمحنا تحت عيوننا، أن تتواصل عمالقة آسيا في البر الأفغاني، وقد باتت آسيا من دوننا، حرة بكل ما تحمل الكلمة من المعاني، وعلى رغم إدراكنا للمصاعب الكبيرة، والهزيمة الخطيرة، وأن أفغانستان أصعب من فيتنام، قررنا الانسحاب، وحاولنا في الإعلام، التخفيف من المصاب، وليس أمامكم إلا أن تفعلوا مثلنا، وتتأقلموا مع واقع جديد، وتتفادوا الانزلاق لحروب مع القريب والبعيد، فالخطر ترتفع درجاته، ومحور المقاومة يضع اليمن في أول مندرجاته، ويعرف قيمة انتصاراته، وسيتصرف كمنتصر من إيران ولبنان إلى سورية والعراق وفلسطين، وستشعرون بمرحلة عبد الناصر تعود بما هو أشد وأقوى، وبقدر ما إن المشهد مظلم وحزين، لم تجر الرياح لسفننا كما نهوى، وعلينا ابتلاع الخنجر، وتحمل الآلام، فالأيام المقبلة ليست أيامنا ولا أيامكم، وما أصعب الأيام، ولا يفيد الحلم بمنامنا أو منامكم، فقد حكمنا وحكمتم وظلمتم وظلمنا، وبطرتم وبطرنا، فلنعترف أننا خسرنا، ونتفادى التدهور السريع، والمستقبل المريع، ونتعلم من عدونا الصبر والبصيرة، فنأمل بأن لا تتسارع المسيرة، نحو التحديات الخطيرة، فهم ينتظروننا على الكوع، ولديهم خطة ومشروع، ولديهم إيمان ويقين، بأنهم سيكتبون التاريخ، ويجهزون بدل الحبر الصواريخ، فتشبثوا بفراشكم، وتأملوا برحمة إيمانهم ورفعة أخلاقهم، وليس بيدنا شيء لإنعاشكم، فاليمن يمانهم والعراق عراقهم، وادعوا رب العالمين، أن تتأخر الحرب في فلسطين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى