حديث الجمعة

مخاض الولادة

لا تلد الشاعرات القصائد كما يعتقد البعض..

في ركنٍ هادئٍ تحت ضوء القمر

أو في مكتبٍ تسوده الكتب بتنسيقٍ متقنٍ لا يعترف بفوضاهن..

لا ينتقين الأقلام ولا حتى الأوراق المزركشة بزهور البنفسج.

بل غالباً ما يلاحقن أطيافهن إلى تلك الزوايا المهملة والمظلمة..

قرب باب الحديقة الخلفي

في مرأب السيارات المليء بالرطوبة وأدغال الماضي..

في مستودعٍ رثٍ يجمع رفوفاً من الأسى يكسوها الغبار والكثير الكثير من الخيبة..

لا يعلمن كيف يأتيهن مخاض الكتابة..

يستجبن لدعوته كقططٍ تائهة

يحملن بطونَهن الثقيلة وأثداءهن الممتلئة بالقلق..

يقفلن الأبواب والنوافذ

وفي ركنٍ ما من الخراب والعتمة يفتتن أرواحهن

وينجبن الحياة.

يقصصن حبالهن السرية ببراعة ويخيّطن أرواحهن بإتقان…. يلتقطن ما تبقى من الأسى المتعلق بخصلات شعرهن

ويتركن الركن نظيفاً مبتسماً ويخرجن لهذا الكون البائس بقوامٍ ممشوق وخصر نحيل ومؤخراتٍ مشدودة

من دون أن يعلم أحد

كم من الحبر بصقن حتى نضج حليب بؤسهن

وكم من النور استنزفن ثمناً لكل هذا الهذيان.. 

ريم بندك

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى