أخيرة

عدالة

حسن فرحان المالكي هو باحثٌ ومفكّر ومؤرّخ إسلامي… وضع جلّ جهده التوفيق والتوحيد والمؤاخاة… وجلب كلّ الملل والفرق التي تنهج النهج المحمّدي إلى جادة اللقاء والوفاق والتسوية… وبعيداً عن الخطاب التمزيقي التفريقي الشعبوي… رجل دمثٌ تكاد دماثته تبزّ فكره الثاقب العميق… وتكاد أريحيّته تطغى على حبّه الجارف للمعرفة واجتراح الحقيقة والمنطق.

أُلقي القبض عليه خلال حملة إبن سلمان «التنويرية التحديثية»، «المتعوب عليها فكرياً»، والتي خلطت الحابل بالنابل، وجعلت كلّ ذي عقلٍ يضرب أخماساً بأسداس… وأُوكلَ إلى «المحكمة الجزائية المتخصّصة»… وهي محكمة إرهابية مهمة إعداد لائحة الاتهام والمحاكمة… فقامت المحكمة بكيل التهم العجيبة للرجل، وهي تهمٌ تحمل في طياتها إدانة للمحكمة بذاتها وليس اتهاماً للرجل… وأقلّ ما يُقال فيها إنها مسخرة. إحدى التهم… سبّ ولاة الأمر حينما نعتهم بالتطرف… واتهام دول الخليج بدعم تنظيم الدولة «داعش»… والإشادة بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله… وتعاطفه مع أنصار الله… أما التهمة الأضحوكة فهي حيازة كتبٍ محظورة… وأخيراً وليس آخراً… مغادرة المملكة بشكلٍ غير قانوني… ترتيباً على ذلك تسعى هذه المحكمة الإرهابية لإنزال عقوبة الاعدام بحق المالكي…!

نحن قومٌ أيها السادة يُعدَم المرء فينا لحيازة كتابٍ محظور… ثم نتساءل بعد ذلك لماذا نحن في الدرك الأسفل بين الأمم؟

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى