مقالات وآراء

فلسطين حرة… في يوم التضامن

} ربا يوسف شاهين

 فلسطين بقعة جميلة من أرض الله الواسعة، التي وقعت عليها أعين شياطين الاحتلال، فبدأت سمفونية العزف للكورال الصهيوني، عبر رسائل مكماهون وأرثر بلفورد، منذ الحرب العالمية الأولى، وللتذكير فإنّ فحوى رسالة بلفور تلخصت عبر كلمات أدخلت الشعب الفلسطيني في أتون الاحتلال الغاشم، إذ قال بلفور «تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر».

عصا المايسترو الذي يتبدّل بين الجنسيات البريطانية والأميركية، ذي الأصول الصهيونية، حافظت على أطقم الجوقة السياسية العنصرية الخاصة بهذا الوعد المشؤوم، لتغدو الآن كوادره الصهيونية على منصات بعض دول التطبيع العربية.

المشهد الدراماتيكي للمسرحية العالمية، أخذت كلّ أصناف الدراما، واختصّت بالملهاة والتراجيديا السياسية، لِتكون نوعاً من القصص الإنسانية تُركز على شعبهم اليهودي، كبطل، والجريمة تُنفذ بحقّ شعب فلسطين المحتلة.

 وبعد ما يقارب الدهر على مأساة الشعب الفلسطيني، في حربه مع الكيان الصهيوني، يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، ليكون يوماً يؤكد على حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

اليوم العالمي منذ انطلاقته، وهو يسير على نفس الوتيرة والنهج، في تأكيد حقّ هذا الشعب في دولته وأرضه، ولكن مع الإبقاء على وجود الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ ما يسمّى «حلّ الدولتين».

 سياسة التهجير والقتل والتعذيب والأسر والتضييق والخنق، تُمارس كلّ يوم على هذا الشعب الصامد المناضل، الذي هُجّر أهله عن أرضهم، وما زالت جرافات المحتلّ، تجرف كلّ ما يصادفها، فازدادت المستوطنات، وأُغلقت الأحياء الفلسطينية العتيقة والعريقة، ومُنع الصيادون من استثمار شواطئهم، والفلاحون من جني محاصيلهم، والأطفال من عيش طفولتهم، كلّ هذا أمام مرأى العالم بأسره، وبصمت مخزٍ من قبل المجتمع الدولي.

 في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني نقول: تحية حب ووفاء وسلام، لأرواح الشهداء، وتحية إكبار وإجلال لأمهات الشهداء والأسرى، ولكلّ مناضل فلسطيني، يقاوم المحتلّ، لذاك الطفل الذي يحمل بيده حجارة، من فلسطين ليدحر المحتلّ، وسلام للشعوب العربية والإسلامية والغربية، التي تعرف معنى الحق، لتدافع عن حق الشعوب المستضعفة، عبر وقفات تستطيع بها إجبار المجتمع الدولي ومجلس الأمن، عبر هذا الموقف النبيل، على كفّ يد المحتلّ، ووقف جرائمه بحق الفلسطينيين، والتأكيد على عودة اللاجئين إلى أرضهم المنهوبة من قبل عصابات الصهيونية العالمية.

فلسطين كانت وستبقى عربية من النهر إلى البحر، ففيها القدس الشريف، ومهد السيد المسيح، ومنها ستنطلق أولى شرارات النصر الكبير، لتحرير الأرض من رجس المحتلّ، عاجلاً أم آجلاً، ورايات الحق ستبقى خفاقة ما دام في الأرض محتلّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى