أخيرة

مسخرة

هنالك لغة الجسد، وهنالك أيضاً لغة المشهد العام… فأنت تستطيع ان تستنبط فحوى أيّ لقاء او اجتماع عقد بين مجموعة من الأشخاص من خلال تحليل ماهية أولئك الذين حضروا الاجتماع ومن خلال ما صدر من ترتبات على هذا اللقاء. فماذا نتوقع من اجتماع عقد في بيت «غانتس»، بدون إعلان مسبق، بين «دعبس» و «بني غانتس»، وكان «حسين الشيخ» هو المنظّم والناطق الرسمي للجانب الفلسطيني… علام تعوّل في شخص مثل «دعبس» يعتبر أنّ الخيار الوحيد والذي لا ثاني له هو خيار المفاوضات…؟

خليطٌ نتنٌ من عمالة وخيانة وغباء مطلق تجعله يعوّل على نتائج مختلفة للممارسة نفسها والتي جرّبت على مدى 25 سنة ولم تأت بشيء… أمّا الحاضر من الطرف الآخر فهو رجل في الشكل وفي الموضوع كلّ ما يجعله العدو رقم واحد للشعب الفلسطيني وطموحاته… مجرم حرب تماماً مثل سابقيه «شارون»، «بيريز»، «شامير»، الذي يميّزه حتى عن هؤلاء… هو التماثل الكلّي بين ممارساته الإجرامية وبين ما يصرّح به علانية… فهو منسجمٌ مع ذاته الإجرامية تماماً… أما «حسين الشيخ»، فالرجل ليس بحاجة الى تعريف… فإن كان «دعبس» هو «علي جناح التبريزي»… فإنّ «الشيخ» هو تابعه «قفّة»، ولكن كلّ ذلك كوم… وما ترتب عن الاجتماع هو كومٌ آخر… فالاجتماع هو – حسب «الشيخ» – لخلق أفقٍ يؤدّي الى حلّ سياسي وفق الشرعية الدولية… كما أنه تناول الأوضاع الميدانية المتوترة وقضايا أمنية واقتصادية… وركّز على المصلحة المشتركة في تعزيز «التنسيق الأمني» وفي حفظ الاستقرار… يريدون احتلالاً واستقراراً في آن واحد! مسخرة ليس بعدها مسخرة!

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى