أخيرة

خوارج

إسأل أيّ وهّابيّ من أصغرهم الى أكبر حاخاماتهم عن إشكاليّة خروج الحسين على طاعة اليزيد بن معاوية وعن الثورة الحسينية، سيقول لك… لقد أخطأ الحسين وأصاب اليزيد. خروج الحسين عن طاعة وليّ الأمر هو خطأ، وتصدّي اليزيد بن معاوية لهذا الخروج وبهذه الطريقة البشعة الوحشية هو عمل مشروع، لا تشوبه شائبةً. لكأنّي بخوارج العصر يتجنّبون بكلّ الطرق وبكلّ ما أوتوا من قوة خلق سابقة وبغضّ النظر عن أيّ ظروف يكون فيه الخروج على طاعة وليّ الأمر شيئاً مقبولاً.

فالعمود الفقري وقطب الرّحى في ترّهات الوهابية هو إطاعة وليّ الأمر، لأن واضع هذا المذهب بين قوسين وخالقه أسّس لهذه الفلسفة أو لنقل الأضحوكة التشريعية كيما يتسنّى لقوى الشرّ الإمساك بتلابيب الأمّة ومصادرة أيّ محاولة للنهوض ومن ثم، نهب ثرواتها من أقصاها الى أقاصيها بالتفويض الإلهي…

خروج اليزيد عن الملّة هو شأن بيّن لا لبس فيه لمن شاء أن يستجدي تبيان الحقيقة ومن يلفظ البطلان، يكفي أيّ باحث عن لبّ الأمور وليس قشورها أن يستغرق ذاته في سيرة الرجل منذ صغره وحتى توليه أمر الأمة، ويطّلع على سرديّة ممارساته وأقواله ونهجه وفجوره ونزواته ليعلم انّ الرجل لا علاقة له ليس فقط في الإسلام، بل لا علاقة له بأيّ دين آخر وبأيّ قيمة اخلاقية… وهو لا يستحي بذلك… بل يعلنها جهاراً نهاراً. يكفينا حادثة واحدة لنعلم من أين أتى هذا الرجل، إذ حينما أوتي برأس الحسين الشريف ووضع في حضرته، أخذ يتلاعب بشفتيه بعصاه التي يهشّ بها على كلابه في رحلات الصيد، وأخذ ينشد أبياتاً لعبد الله بن الزبعري… والذي كان من أشدّ أعداء الإسلام

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

إلى

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

كفرٌ بيّن لا لبس فيه… ويصرّ خوارج العصر، حين نأتي بالذكر على اسم اليزيد… أن نقول… رضي الله عنه وأرضاه، ولا تنسوا… أرضاه.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى