أخيرةأنطون سعاده

الأول من آذار

} يكتبها الياس عشي

عندما يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون، اليوم في الأول من آذار، بذكرى مولد الزعيم أنطون سعاده، فإنما هم يحتفلون بالفجر الآتي الحاملِ في رحِمه كلَّ حقّ، وكلّ خير، وكلّ جمال.

وعندما، في مثل هذا اليوم من كلّ عام، تشعّ قمم الجبال، فلأنّ سعاده قد أسّس لمرحلة جديدة تُخْرج الأمة السورية من نفق التخلف والتعصّب والكيانية، بحيث تعود هذه الأمة، كما من قبلُ، إلى واجهة الدنيا، خزّاناً حضاريّاً، ومنارة بطولة مؤيدة بصحة العقيدة.

إنّ أنطون سعاده، في منهجيته الفكرية والفلسفية، انتقل، عبر المؤسّسات التي أقامها، من التجريد إلى الواقع. الفلسفة، كما رأى إليها سعاده، تبقى سفسطائية، ما لم يوجِدْ فيلسوفٌ الأداة ـ الوسيلة التي تنقلها من «السفسطة» إلى «التطبيق»، وهذا ما فعله سعادة.

عودة إلى الجذور… عندما نقرأ النتاج الفكري لأنطون سعاده، لا نقدر أن نفصل بين ما جاء فيها من أفكار وطروحات، وبين مبادئ الحزب، ولا بينها وبين النظام الدقيق الذي يحكم مؤسسات الحزب.

حتى إذا ما رحلنا أكثر في فكر سعاده، وفي رؤيته إلى واقع الأمة التي ينتمي إليها بإخلاص، نجد أنّ التماهي بين أفكاره والواقع الحزبي يصل إلى قَسم الزعامة وقسم الانتماء؛

أمّا قسم الزعامة فتُرجم دماً على رمال بيروت، وأما قسم الانتماء فتمثّل في البطولات النوعية التي مارسها القوميون ضدّ الصهاينة يوم أطلق الشهيد خالد علوان أول رصاصة باتجاه اليهود في «الويمبي»؛ وتُوّج يوم أضافت سناءُ وعليٌ ونورما ورفقاء آخرون، إلى لغة الفداء، لغة جديدة، ونقيّة، ومربكة.

ومن أجل هذا كله، وفي الأول من آذار من كلّ عام، يحدو الرجال، وتزغرد النساء، ويتحلق الأطفال ليسمعوا حكاية رجل من لبنان اسمه أنطون سعاده، ولد مع أوّلِ وردة، وأول شقيقة نعمان، وسكن في عيوننا إلى الأبد .

المجد لسورية والخلود لسعاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى