الوطن

تعليق اعتصام الخيمة 194 بعد تراجع «الأونروا» عن قرارها بوقف المساعدات مهدي: لو لم يبقَ من فلسطين تحت الاحتلال سوى «دالية عنب واحدة» ستبقى المقاومة مستمرة حتى تحرير هذه الدالية بما تحويه من عناقيد عنب

بعد مرور ثلاثة أشهر على التحركات الفلسطينية الشعبية الضاغطة في عموم المخيمات والتجمعات الفلسطينية رفضاً لإعلان الأونروا بتاريخ 15/12/2021 القاضي بقطع بدلات الإيواء والغذاء عن اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من الشام إلى لبنان نتيجة الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها العصابات الإرهابية، واستبدال تلك البدلات بمبالغ زهيدة تسعى لتأمينها، ومطالبة بخطة طوارئ اقتصادية عاجلة شاملة ومستدامة لعموم اللاجئين الفلسطينيين.

نظمت الهيئة القيادية للخيمة 194 مؤتمراً صحافياً شارك فيه وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والناموس المساعد في عمدة الإذاعة رامي شحرور وممثلو الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية والأحزاب الوطنية اللبنانية واللجان الشعبية وأحمد الوزير ممثلاً عن المدير العام للأونروا في لبنان والقوى الأمنية وحشد من الفعاليات والنشطاء والأهالي.

بداية مع كلمة ترحيبية ألقتها الطفلة حلا الخطيب استعرضت فيها الظروف الصعبة التي يمرّ بها شعبنا الفلسطيني وما رافقها من تحركات تصعيدية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية وصولاً إلى الاعتصام المفتوح في الخيمة194 رفضاً لسياسة استسهال معالجة الأزمة المالية.

كلمة «العائدون إلى فلسطين» ألقاها المهندس عبد المنعم عوض أمين سر اللجان الشعبية في لبنان الذي أكد على مطالب اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من الشام إلى لبنان ومعاناتهم وضرورة تحمّل الأونروا لمسؤولياتها الدولية الإغاثية والتشغيلية تجاه عموم اللاجئين. وأن تقوم بتوفير خطة طوارئ اقتصادية وبفتح الاعتماد لعائلات جديدة في الشؤون بعد أن عمّ الفقر وانتشرت البطالة. وتوفير الرعاية الصحية الكاملة لجميع اللاجئين الفلسطينيين ودفع بدلات مواصلات للطلاب. كما دعا عوض إلى أن لا يستأثر إطار بعينه بإغلاق أية مؤسسة من مؤسسات الأنروا، خاصة وأن هذا الأمر تحديداً بحاجة لرأي جميع الأطر مؤكدا أنّ هذه الخيمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

كلمة الخيمة 194 ألقاها عضو الهيئة القيادية إبراهيم منصور فأكد على إرادة الشعب التي لا تنكسر وعشقه للحياة وعزيمته في الاعتصام المفتوح الذي جاء بعد سلسلة اعتصامات تصعيدية في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية لم تهدأ حتى اليوم لمطالبة الأونروا بالقيام بدورها الإغاثي التشغيلي حسب التفويض الدولي الممنوح لها…

وقال منصور: نعلق الاعتصام اليوم بعد نضالات كبيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني وجهود مقدّرة أيضاً من كافة القوى الفلسطينية واللبنانية والمؤسسات ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي أثمرت بعدول الأونروا عن قرارها وتوزيع مساعدات نقدية بقيمة 250 دولاراً لكلّ فرد خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2022. واعتباراً من أيار 2022 ستبدأ الأونروا بتوزيع مبلغ 50 دولاراً للعائلة و25 دولاراً للفرد عن كلّ شهر بشكل مستدام.

كما أثمرت بتأسيس مسار تعزز فيه الشراكة عبر عقد لقاءات مع مدراء البرامج في الأونروا والمهجرين برعاية لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والمجموعة الوزارية فيها برئاسة الدكتور باسل الحسن لمتابعة انتزاع الحقوق لشعبنا في الاستشفاء والتعليم والتشغيل وتسوية الأوضاع القانونية وتسهيل إجراءات التسجيل في الأونروا وغيرها من الملفات.

واعتبر منصور أنّ ما تمّ إنجازه بتوفير المساعدات النقدية وتثبيتها كبرنامج مستدام للاجئين الفلسطينيين المهجرين من الشام خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح تستوجب الاستمرار بالاعتصامات والتحركات الشعبية السلمية الحضارية الضاغطة لانتزاع الحقوق، مؤكداً أنّ هذا الاعتصام في الخيمة 194 هو جزء حركة الشعب الفلسطيني يثبت على الدوام أنه قادر على المواجهة والانتصار وعصيّ على الشطب والانكسار.

كلمة الأحزاب القومية والقوى الوطنية ألقاها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي الذي قال:

من أمام الخيمة 194 بما تحمله من رمزية وإثبات على صلابة أبناء شعبنا الفلسطيني، وتمسكه بالمطالبة بحقوقه الطبيعية الحاصلة نتيجة الجريمة المرتكبة بحقه نتيجة تشريده من أرض فلسطين عام 1948. ونتيجة الجريمة المضاعفة التي ارتكبت بتهجير أبناء شعبنا من مخيمات الشام إلى لبنان.

نحرز اليوم انتصاراً جديداً لهذا الشعب المقاوم المناضل الصابر المرابط عبر انتزاع الحقوق التي سلبتها منه وكالة الأونروا. فعقب ما يقرب من ثلاثة أشهر صمد خلالها أبناء شعبنا في هذه الخيمة رغم كلّ الظروف القاسية التي عانوها خاصة الظروف الاقتصادية والمناخية. إلا أنهم أثبتوا أنه ما ضاع حق وراءه مطالب.

تمكنا نتيجة هذا الضغط الشعبي السلمي المطلبي من انتزاع بعض الحقوق. كما تمكنا من انتزاع وعد، بالتعاون مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، لمتابعة ما تبقى من حقوق طبيعية لأبناء شعبنا سنستعيدها بهمة من يتابع هذا الملف، وبهمة المتعاونين وفي مقدّمتهم الدتور باسل الحسن الذي أظهر خلال الفترة الماضية تعاوناً جدياً وحضورا يشهد له به.

من أمام الخيمة 194 نؤكد مجدّداً أنه لو لم يبقَ من فلسطين تحت الإحتلال إلا «دالية عنب واحدة» ستبقى هذه المقاومة مستمرة حتى تحرير هذه الدالية بما تحويه من عناقيد عنب، وبما تمثله من إحدى صيغ استمرار الحياة لأبناء شعبنا على أرض فلسطين.

نحن وإياكم جميعاً، كتفاً إلى كتف، على طريق تحرير فلسطين.

بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون، سيظلّ هتافنا يدوي «لتحي فلسطين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى