حديث الجمعة

صباحات

} 11-3-2022

صباح القدس للحرب التي ستقرر مصير العالم، وقد كانت فرص تفاديها بين الكبار، الأميركي لو قبل وسالم، والروسي بأن لا يختار، لكن الأميركي رمى بكل ثقله، والروسي في قرار الحرب يعرف حمله، كان بمستطاع واشنطن قبول طلب الضمانات ومن ضمنه اعلان الحياد، لكنها تعلم انه اعلان خسارة أوروبا بالقضم المتلاحق، وكان بمستطاع روسيا تجنب قرار الحرب بالاستبعاد، لكنها تعلم انه اعلان الخسارة قبل أن تسابق، تلاقت التحديات المصيرية بين القطبين وقد اعدّ كل منهما للحرب العدة، عند اللحظة أوكرانية، وقد اعتقد كل فريق ان دولته باتت مستعدة، وان الحرب باتت حاجة آنية. فأميركا تحشد كل ما بين يديها من اسباب، وتعرض أوروبا للخراب، وتراهن على تفكيك روسيا من الداخل، بضغط العقوبات الشديدة، وموسكو قررت الحرب وتواصل، لأنها تدرك عجز أوروبا عن العيش وحيدة، فحبل الصرة عند الروس، والاقتصادات الأوروبية لا تحيا مقطوعة الرؤوس، وعضّ الأصابع بين الميدان والاقتصاد، سيعم العالم وكل البلاد، فهي من جهة حرب الغاز والطاقة، ومن جهة حرب مصير اوروبا بين إخضاع روسيا او الخضوع لها، وكل طرف يعتقد حلوله سباقة، ويظن أنه رسم خطة المواجهة من آخرها الى أولها، وفي قلب هذه الحرب التي لن تنتهي، كما خططت أميركا وكما تشتهي، نحن لسنا على الحياد، فاليد الأميركية هي التي تشد على خناقنا، وفي السياسة الأغبياء والأوغاد، يملكون ترف التلاعب بأوراقنا، ورغم صحة اننا لا نستطيع تغيير قواعد الاشتباك، الا اننا في حرب الوعي اكثر من نافذة وشباك، ويكفي النظر لفرصة إخراج الأميركيين من سورية والعراق، وفرصة ارتباك الكيان، لنعلم لماذا يستنفر أهل النفاق، ويعلنون انخراطهم في الحرب مع الأوكران، والأمر ببساطة، ان على كل منا ان يحدد وجهة انخراطه، فصديق صديقي صديقي، وعدو عدوي صديقي، قاعدة تكفي للاصطفاف، بعيداً عن كل انحراف، فكن مع الحق ولا تخاف.

} 12-3-2022

صباح القدس لسقوط القناع وانكشاف البشاعة، عن وسائل التواصل التي فلقتنا بمزاعم الحرية كل ساعة، باعتبارها نموذجاً للمؤسسات غير الحكومية، ومعايير الرقابة فيها ضد المقاومة لأنها مؤسسات سلمية، واذا بها تظهر وجهها الحقيقي، وتقول لحكوماتها عدوك عدوي وصديقك صديقي، ودعوات العنف مسموحة، فهي مطاطة كالأرجوحة، تستطيع تمجيد المقاومة، عندما تكون بيضاء، ومستعدة للمساومة، على الأبجدية والألفباء، فكل شيء عندها على طريقة الفاخوري واذن الجرة، يضعها حيث يشاء ويزور قانون الذرة، اذا شاءت المصالح الاستعمارية، فكل المزاعم بالاستقلال صورية، وكل الغرب مؤسسة عسكرية، على طريقة «اسرائيل»، وحبل الكذب الطويل، ومنظمات المجتمع المدني، التي عندنا منها نسخات محلية، لا مكان عندها لما هو وطني، ولا لحقوق الإنسان الأولية. فالمعيار هو لرضا الممول، وتنفيذ تعليمات المشغل، فالذين كانوا يبشرون بالحياد للبنان، صاروا ضد الحياد لأوكرانيا ودول الغرب، والذين قالوا إن المقاومة ضد الكيان، مرفوضة لأنها تهديد بخطر الحرب، صاروا رواداً في هذا الدرب، فطالما اعلن الأميركي النفير، وقالت السفيرة او قال السفير، وجبت تلبية النداء، بمعزل عن الأسماء، فالكل منافق، والكل عميل، والكل موافق، على سياسة التهويل، وكذبة العالم الحر، عن الحرية في التجارة واستخدام النفط والبنوك في السياسة، من الأميركي وجرّ، لا تحتاج بعد للكياسة، فبكل فجاجة ووقاحة، يشهر الغرب سلاحه، ويقول المال والنفط سلاح، حتى الفايسبوك وتويتر، بالكراهية والعنصرية ستمطر، وتطلق الأشباح، فهل صدقتم أننا نحيدها، فاذا استدعى الأمر كل شيء يستباح، ولوائح الطب نقيدها، أما الأكاذيب عن تحييد الاعلام والمال والتجارة والنفط والطلب والعلوم، فهي لمنع دول العالم من استخدامها دفاعاً عن حقوقها، وعندما يتهم الغرب او يلوم، فهو لا يمتنع عن النفاذ من شقوقها، والأمر يصير اسمه الذكاء والدفاع عن المصالح، وليتحمل العبء من سامح ومن صالح، ومن قبل قواعد اللعبة في فلسطين، ويقف الآن يسأل، كأبله او مغفل، فالتاريخ لا يحمي المغفلين.

} 14-3-2022

صباح القدس للضربة المزلزلة، في اللحظة المتحولة، يظهر فيها الثبات، وذكاء التعامل مع الأوقات، فإيران الجاهزة، تقطف الجائزة، وتضرب الموساد، في شمال البلاد، وتقول للأكراد، إما نحن وإما الصهاينة، فلا مكان بيننا للنفوس الخائنة، وتقسم العراق، بين دعاة حق وأهل نفاق، وتفرز الأوراق، وتفتح المرحلة القادمة، لمبادرات قوى المقاومة، وتوجّه الرسائل في حزمة الصواريخ، بريد من الجغرافيا وبريد من التاريخ، ليعلم الأميركي، أن ليس عند إيران، مكان، للتحالف التكتيكي، وان إيران لا تساوم على التطبيع، ولا تشتري ولا تبيع، وعندما تختلف مع روسيا على التفاصيل، فلا تبيع المواقف لخائن او عميل، وهذا معنى أن يشمل الاستهداف امن القنصلية، فالمبادئ تبقى الثوابت الأولية، والحليف يبقى الحليف، سواء كان قوياً ام ضعيف، واغراء النفط لا يبدل المواقف، ولا يغير العواطف، ولا يحني الهامات للعواصف. وها هي الصواريخ تقول انها ليست على الطاولة، الا للإطلاق نحو اهدافها، وعلى من يفكر بالمحاولة، ان يهابها ويخافها، وها هو الحرس، يقرع الجرس، فهو العنوان، لكل إيران، وما دامت عليه العقوبات، سقطت كل الاتفاقات، فبوركت اليد التي قررت، واليد التي وقعت، واليد التي سددت، وليعلم بنو «إسرائيل»، ان لا أمن لهم في أربيل، يعني أن أمنهم في المنطقة كلها مستحيل، وأن زمن التلاعب بالغارات، ونظرية المعركة بين حربين، ستقطعه المسيّرات، والصواريخ ما بين النهرين، فيصل للأميركي نصيب من الويلات، ما دام يحتل شرق الفرات، وإن تجرأ الكيان على المحاولة، فستقلب على رأسه الطاولة.

} 15-3-2022

صباح القدس لمفاجآت الردع الجديد، حيث تسقط القبب الحديد، فكما قال الأميركيون للإسرائيليين، ما يقوله الإيرانيون مطمئنين، تضربون في سورية فنضربكم في كردستان، فحيث أنتم مطمئنون نحرمكم الأمان، وما ادراك ما كردستان، حيث التنصت وغرف العمليات للضرب في إيران، مركز التجسس الأول، بعدما تحول، من وجهة استثمار، الى واجهة للاستئجار، فلكل مخابرات العالم فروع، حيث تلتقي اقدام الأخطبوط والضلوع، وتتشكل مثلثات ومربعات، من كل الجهات، ويأتيك سياسي منافق، أو عميل مأجور برتبة نائب او وزير، فيختم ويصادق، ويمارس التزوير، ليشهد ان الهدف في أربيل، لم يكن تابعا لـ»إسرائيل»، بل كان حياً للشقق السكنية، ما يدلك بعدما تشاهد الصور والفيديوهات، أنهم لا يعرفون جنس الوطنية، ويرددون كالببغاء ما تطلبه المخابرات، فالمركز مجمع واضح للعيان، يصلح مركزاً او مصحاً او هيئة أركان، ولا مكان فيه للشقق والسكان، وجاءت الجدية في كلام الخبراء الإسرائيليين، لتفضح إنكار الساسة الأكراد والعراقيين، بالدعوة للتعامل بجدية، مع الضربة الإيرانية، فتحريم كردستان على الموساد، يعني حرمانها من موارد كثيرة، وإلزامها بالابتعاد، عن المهمات الخطيرة، لأنها أهم نقطة في المنطقة للعمليات، ومنها استهدفت المفاعلات، ومنها انطلقت عمليات اغتيال العلماء النوويين، وفيها يقيم آلاف العاملين، بصفة تجار ومهنيين، ومراكز إعلامية، ومراكز دراسات، يجلسون على الخطوط الأمامية، يدققون المعلومات، ووفقاً للكلام الأميركي، أن الحرس يحقق التفوق التكتيكي، فقدرته على التحرك أسرع وأشد فاعلية. فالموساد لا تتواجد كالإيرانيين في سورية بصورة علنيّة، ولا بصفة عسكرية، ولا تملك الشرعية، وسيسارع كل الرعاة لإنكار وجودها، ويطلبون منها المغادرة خارج حدودها، وأن المعركة بين حربين التي اخترعتها القيادة الإسرائيلية، ستصبح معادلة إيرانية، وربما تفتح مثل كردستان جبهة موازية، تحد قدرات «اسرائيل» كقوة غازية، في كازاخستان وأذربيجان، وكل حدود إيران، عدا الضربات السيبرانية، ذات الهوية الإيرانية، والحبل على الجرار، لدى أكثر من جار، وقد جار الزمن على من جار.

} 16-3-2022

صباح القدس والأميركي يحصد الفشل تلو الفشل، فالرهان على العقوبات لكبح روسيا أصابه الخلل، فأوروبا تعتمد على النفط والغاز، والصين تفضح الخفايا والألغاز، وبين هذه وتلك تبقى أموال موسكو تتدفق، وتقع أميركا في المأزق، وعندما تأتي الى جماعتها في المنطقة، تكتشف أن خطتها غير موفقة، فلكل منهم حكايته مع عجزها عن الحماية، وتخليها في ساعة الحشرة عن الرعاية. هذا ما تقوله تركيا عن التمسك بالأكراد، وعن تركها وحدها لحظة التصادم مع الروس، فلماذا عليها الآن أن تخاطر بالاقتصاد، بين البنوك والسياح وقد تعلمت الدروس، و»إسرائيل» التي تدرك أن لا قيمة لها في قرار العودة للاتفاق النووي، وأن هوامشها مستمدة من نهج موسكو التسوويّ، لماذا عليها ان تقامر، ومصيرها في الميدان على المحك، والأمر لا يحتمل التشاطر، والحقيقة واضحة دون ادنى شك، انها تحت تهديد محور المقاومة، لا تحتمل غضب موسكو في اللعبة القادمة، وقد رأت بأم العين ما جرى في أربيل، وأدركت ان حبل التلاعب قصير، وان ذراع المقاومة طويل، والأحداث لا تحتاج الى تفسير، لهذا يتعمم الارتباك، مع كل حلفاء أميركا بخوض الاشتباك، فهذا حال مصر المهتمة بالسياحة، وحال الإمارات والسعودية واليمن يمسك سلاحه، وواشنطن عجوز شمطاء، لا تعرف إلا إصدار الأوامر، ولم يعد بمستطاعها توفير الغطاء، وخلال عقد وهي تناور، وقد تغيرت الموازين، وهي باتت على يقين، بأنها عاجزة وضعيفة، وترمي بالحجج السخيفة، وكما ترمي بحلفائها في أوكرانيا، ليواجهوا مصيرهم وحدهم، فعلتها مع الأتراك والأفغان وستفعلها مع لتوانيا، وتقول إنها تعرف الروس وتعرف قصدهم، ومثلهم عندما يواجه الخليج، نتائج حرب اليمن، تقول لهم كلام تهريج، عن تغير الزمن، وقبلها في ما أسمته بالربيع، باعت الحلفاء، وساقت من بقي للتطبيع، ونقلت عمالتهم الى العلن من الخفاء، وتركتهم في بحر المواجهة الهائج، و»اسرائيل» تحتاج مَن يحميها، فكيف تملك للحماية برامج، وغزة وحدها تكفيها، والكل يكتشف مع واشنطن أنه زوجها المخدوع، آخر من يعلم، وأنها شر مزروع، من يركب موجه يألم.

} 17-3-2022

صباح القدس لتغير الأحوال، تحت تأثير ميادين القتال، فرغم ترويج الأكاذيب والأوهام، ومحاولة صناعة الحقيقة من الأحلام، بالتسويق لفرصة الانتصار على الروس، والحديث عن نصر متعدد الرؤوس، فإن ما تقوله الوقائع، مفتاحه في هذه الرواية ضائع، فكيف يكون الغرب منتصرا، ويشعر بالزهو، ويأتي بالمقابل معتذرا، ويترك الغلو، فيبدأ عبر العرش البريطاني المتعجرف، أول خطوات فك العقوبات عن إيران، بعدما كادت المفاوضات تنحرف، نحو حسابات الكيان، وكيف تقترح الرياض مشروع تفاوض في اليمن، يبدو من الشكل أنه بداية تغيير، فما يجري لا ينتمي الى الزمن، الذي يتحدث في أوكرانيا عن حرب مقاومة وتحرير، فمن لديه الثقة بتحقيق انتصار هناك، يعلق كل الملفات على الانتظار، ويضع في طريق الحلول الأشواك، حتى يتحقق الانتصار، فتتغير كل المعادلات، ويستعيد زخم التحالفات، ويصعد في الشروط، وفي رسم الخطوط. أما من يريد تهريب الحلول في ظلال الدخان، فواثق من خسارة حرب ستتغير بنتيجتها الأثمان، ولذلك يسارع باحثاً عن حلول، بحدود ما يعتقد انه افضل المقبول، تفادياً لأن يزيد الوضع في التعقيد، ويصعب معه التصعيد، وحتى في الجبهة الأوكرانية، ورغم العنتريات الصبيانية، تسير الحرب بثبات، وتتقدم القوات، على كل الجبهات، وفي ملفات التفاوض، يتقلص هامش التعارض، ويصبح حل الحياد مقبولا، ويصير البحث بالخصوصيات معقولا، ويستنتج الغرب ان روسيا تضعف، بالتمسك بجملة يعرف، انها كانت محاكاة للجيش، بالدعوة لتسلم السلطة، لا تشبه الطيش، الذي جعله الأميركي في العراق خطة، فروسيا لا تريد التحول الى قوة احتلال، ولا ان تأتي بنظام تابع، وستوقف القتال، وتفتح باب السياسة وتتابع، عندما يقبل الحياد، وهذا كلامها الأول والأخير، فلا تبنوا انتصارا وهميا وتحققوا الأمجاد، على سوء الفهم والتفسير، ووفقا لروزنامة احتلال العراق، مع حفظ الفوارق التي تمثل نسبة واحد الى عشرة، لم يكن الأميركي قد وصل الى بغداد كما تقول الأوراق، في أيامه العشرة، بينما صار الروس يحاصرون العاصمة، ولم تنفع في منعهم ما تسمونها مقاومة، والسؤال البسيط يا سادة، لو كان الشعب يؤيد النظام كما تقولون ويتوق للقتال، لماذا تقرر القيادة، منع السفر على كل الذكور ولا تترك التطوع قراراً حراً للنساء والرجال، تعرفون اننا نعرف، ونعرف انكم تعرفون، لكنكم لا تعرفون أننا نعرف، انكم تعرفون.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى