أخيرة

غـزة مـحـَّـجُ الأحـرار

} يوسف المسمار  

ســقـطَ القـنـاعُ وأفـلسَ المـتـنـافــقُ

في أرض ِ غـزة والبـطـولة ُ تـنـطـقُ

ليــلُ التـخـاذل ِ يـنـتـهي وشـمـوسُنـا

بــدم ِ الطـفـولـة ِ والبـراءة ِ تُشــرقُ

رحـلَ الظـلامُ وفـجـرُ أمـتــنـا ابـتـدى

بـتـنـاثــر ِ اللحـم ِ البــريء يُـوَثَّــقُ

صـار المـَحـجَ صـمـودُ غـزة َ للعُلى

فـمـن اقـتـدى بـصـمـودهـا لا يُخـفـِقُ

أطـفــالُ غــزة ذنـبُهـمْ مـيــلادُهُــمْ

تـحـتَ القـذائـف ِفي الأسـرة ِ أُحرقـوا

ونـســاءُ غــزة حـَمـلَهُنَّ جـريـمـة ٌ

ولـذا الحـوامـلُ والصـبـايـا تُخـنَـقُ

والمُـقـعـدونَ مـن العـجائـزِ ضُعـفهمْ

جـُرمٌ وحَـدُّ عـقـابـهـمْ أنْ يُـسـحَقـوا

هـذي عـقـيـدة ُ مـنْ تَهَـوّدَ : خِـسـَّـة ٌ

وتَــوحّـشٌ  وغــوايــة ٌ  وتَـزنــدُقُ

نـهـجُ اليهـود ِ ومـن يمارسُ نَـهـجَهُم

غـيٌّ وظُـلـمٌ  وانـحـطـاط ٌ مُـطـبـِـقُ

ديـنُ اليـهــود ِ طـبــيـعـةٌ شـَـرّيـرة ٌ

تـلـتــذُّ بالـقـتـل ِ الحـرام ِ وتـعـشـَـقُ

مـنـذ ابتـدوا في الأرض ِ كان شعارُهم

أن ْيسـتـبـيحوا المكرماتِ ويمـحـقـوا

مـا مارسـوا الأخــلاقَ يـومـا ً واحــدا ً

أخـلاقـهُـم ســوءٌ  وشــرٌ مُـطـلَـقُ

لـو كـل أســبـاب ِ الفـســاد ِ تـعـَطـّـلَـت

لاســتـنـبـطـوا سُـبُـلَ الفساد ِ وسَـوَّقـوا

وتـأبـطـوا شــــرَ المـساوئ  دائـمـا ً

وإلى الـرذائـل ِســارعـوا وتَـسـابـقـوا

قــال الإلـــهُ بـأنـهـمْ لـم  يُـؤمـنــوا

إلا َّ بـمـا روحَ  الفـضـائـل ِ يـزهــقُ

إيـمـانُـهُـمْ بالشــــرِّ ديـنُ حـيـاتـهـم

وطـقـوسُهم عَـفَـنُ العـصـور ِيُـعَـتَّـقُ

ودعـاؤهُـم حِـمـَمُ الفُـجـورِ وهـولُـه

وصـلاتُهـُـمْ أبــدا ً نـفــاقٌ  أخـــرقُ

هُـمْ في الـحـيـاة ِ نـجـاسة ٌ إن لـم تُـزَلْ

فـمـن َ المـحـال ِ طـهـارُهـا يَـتَحَـقَـقُ

ويـهـودُنـــا شــرُ المـصائـب ِ، فلـنَـعِ ،

عـَرَبٌ عـن ِ الحـق ِ المـبـيـن ِ تـَفـَرَّقـوا

عـَرَبٌ جـبـانـاتُ القــرون ِ تَجَمَعَـت

بـسـفـولـهـمْ وعلى الحـقـارة ِ أغـرقوا

عـَرَبٌ إذا طُرقَ الحـذاءُ بـوجـهـهـمْ

صَـرَخَ الحـذاءُ بـأي جـُرم ٍ أُطــرَقُ

عـَرَبٌ إذا طَـلَـعَ النـهــارُ عـلـيـهـمُ

لاذوا  بـأقـبــيـةِ الظـلام ِ وخـرنـقـوا

عـَرَبُ العـبـيـد ِعلى الخـنـوع ِ تـعـَوّدوا

ومـعَ الطـغـاة على الخـيـانةِ نـَسـَّـقـوا

مـا هـمّـهُـم صَـونُ الكـرامة ِ، هـَمـُّهـُم ْ

أن يـخـدمـوا أسـيادهـمْ  ويُـلَـفِّــقـوا

هُـمْ قـامـروا بـنـسـائـهـمْ وبـلادهـمْ

وبـكـل عـار ٍ في الـوجـود ِ تَـعَـلّـقـوا

عـَرَبُ الشهـامةِ وحدهمْ قـد غَـيَّـروا

نَـهـجَ الصراع ِ وبـالفـداء ِ تَـوَفّـقـوا

يـا غـزة الـعـزِ ابـشري، سَقَـط َ الأُلى

خَـدعـوا الأبـاة َ وكَـذّبـوا وتـنـافــقـوا

عـادتْ قـضـيـة ُ شـعـبـنا مـلكَ الأُلى

بـدمـائـهـمْ بـدءَ المـسيـرةِ أطـلـَقـوا

مـا هـَمّ لـو فـاضـتْ سيـولُ دمـائـنـا

فـبـهـا جـــذورُ حـيـاتـنـا  تَـتَـعَـمَّـقُ

مـا هـَمّ لـو نُـثـِـرتْ لـحومُ جُـسومـنا

فــوقَ البــروج ِ فـإنـهـا تَـتَـألَّــقُ

مـا هَـمّ لـو بَـلَـغَـتْ جـماجـمُ شعـبـنا

سُحُـبَ الفـضـاءِ، فـإنـها تَـتَـعـملـقُ

مـا هَـمّ لـو كُـنَّا الضـحـايـا وحـدنـا

فَـقَـط الكـرامُ وحـدهـمْ لـمْ يُـصعَـقـوا

في غـزة انـكـشفَ الضلالُ وأشرقـتْ

شـمـسُ الكـرامةِ بالحـقائق ِتَـنـطـقُ

يـا غــزة العــزِّ ارقـصي وتـأنّـقي

بـســنـا الفـداءِ فـأنـتِ أنـتِ الأصـدقُ

بـإبـائـكِ انـتـعشَ الوجـودُ وزغـردتْ

قِـيَـمُ الحـضـارةِ بالنـزاهـةِ تَـغـدِقُ

بـجـراحـكِ اشـتـعـلتْ مـنائــرُ أمــة ٍ

بـابُ التَـفَـوّق ِ عـنـدهـا لا يُـغـلَـقُ

بـدمـائـكِ اغـتـنـت الحيـاة ُ وأخـصَبَتْ

أسـمى المـناقـبِ بـالفـضـائـل تَـعـبـقُ

أنـتِ المـنـارُ وعَـزمُ أهـلكِ خـارقٌ

يـمـتـدُّ مـا امـتـدَّ المـحـالُ ويـخـرقُ

قـرطـاجـة ٌ مـا زالَ يـنـبـضُ قـلبُهـا

في أرضِ غـزة بـالفـداءِ ويَـخـفـقُ

بـغـدادُ مـا زالتْ  تـُـعَـبـقـِـرُ بـالفـدى

وعـطـاؤُهـا خـيـرُ العـطـاءِ وأصـدقُ

بـيـروتُ مـا عـادتْ  أسيـرةَ زمـرةٍ

بـسـفولهمْ شِـيَـمُ الفـسـادِ تُـعَـتّـقُ

عـمـانُ هـبـّتْ تستـعـيـدُ شــبـابَهـا

بـالعـزم ِ تـنـهـضُ بالفـتـوةِ تُـبـرقُ

الكويتُ قـالتْ للـذي لا يـسـتـحـي

لا مـرحـبـا ً بـمـنـافـقٍ يَــتَـشَـدقُ

والشـامُ شـام ُ المخـلصـينَ هي التي

بـصـمـودهـا نـصـرَ الأبـاة تـُرافـِقُ

هي وحـدةُ التاريـخِ في الشعب الذي

مـا كـان يـومـاً بـالمـكـارمِ يُـسْـبَـقُ

يـا غـزة العـز ِ اشمـخي  وتـبـاركي

فَـلَـكِ مـلائـكـة ُ الفــداءِ تُـصَـفِّـقُ

قـد صـرتِ للأحـرارِ كعـبةَ حَـجِّـهـمْ

مـنْ لا يـَحـجُ اليـكِ لا يَـتَـفَـوَّقُ

شـلاَّلـكِ الشهـداءُ عـطـرُ دمـائـهـمْ

يـستـنهـضُ الحَجَـرَ الأصـم ويُـطـلِـقُ

* شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى