أخيرة

في يوم الأرض… الحكومة «الإسرائيلية» تدعم تشكيل عصابات استيطانية مسلحة لتطبيق نظرية أرض أكثر وسكان أقلّ

عملت الحركة الصهونية و»إسرائيل» لاحقاً لتحقيق مقولة (أرض أكثر وسكان أقلّ) عبر الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي لإنشاء مستوطنات تحكمها عصابات استيطانية مسلحة تعمل على طرد ومصادرة أراضي الفلسطينيين كما حصل في الثلاثين من آذار العام 1976 واستقبال مستوطنين يهود جدد من كافة دول العالم مع التركيز حالياً على يهود أوكرانيا.

وتدعم الحكومة «الإسرائيلية» هذه العصابات استناداً إلى مدى قدرتها على اجتذاب مستوطنين جدد وتوسعة وبناء المستوطنات، وهذا الأمر مرتبط مباشرة بالصراع الجغرافي والديمغرافي الذي تريد من خلاله الحكومة «الإسرائيلية» وأحزابها القديمة والجديدة تكرار أكذوبة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وتصعيد الجدل القائم حول ما سُميّ بالقنبلة الديمغرافية وتراجع نسبة اليهود أمام الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وهذا ما يدفع الحكومة «الإسرائيلية» وأجهزتها الأمنية والعسكرية للعمل وفق خطط وبرامج سياسية وأمنية خطيرة يتحرك من خلالها بلدوزر الاستيطان وسياسات الطرد الجماعي ومنع لمّ الشمل، خوفاً من المجتمع الفلسطيني الفتيّ في الداخل والضفة وغزة والشتات.

كما أنّ هذه الحكومة تتحرّك بشكل عنصري مسكون بهوس الديمغرافيا، ولا يمرّ يوم إلا وتقوم فيه بتعداد السكان الفلسطينيين متمنية وساعية إلى التخلص منهم لصالح مشروع يهودية الدولة.

وقد شكلت الحركة الصهيونية ولاحقاً الحكومة «الإسرائيلية» الكثير من العصابات الاستيطانية المسلحة منذ العصابة السرية المسلحة (هاشومير) عام 1909 ولاحقاً البالماخ والهاغانا والأرغون… وصولاً اليوم إلى ما يُسمّى «شبيبة التلال» و»تدفيع الثمن» وليس آخراً عصابة مسلحة تحت اسم (برئيل) بقيادة الضابط كوهين ألموخ من حزب إيتمار بن غفير وبدعم من الشرطة «الإسرائيلية» وبلدية بئر السبع والشاباك ومهمتها الأساسية العمل على تهديد أهالي النقب واقتلاعهم من أرضهم من خلال مصادرة الأراضي والاعتقالات وهدم القرى والبيوت والتضييق على أهل النقب الذين يشكلون أكثر من 33% من السكان ويعيشون على أقلّ من 5% من مساحة النقب البالغة 14 ألف كيلومتر مربع والباقي استولى عليها الجيش الصهيوني والمستوطنون.

وعلى الرغم من استمرار عمليات مصادرة الأراضي ومحاولات التهجير يزداد تمسك الفلسطينيين بأرضهم ويعتبرون يوم الأرض محفزاً إضافياً لزيادة الوعي والتمسك بالأرض والهوية الوطنية وخاصة في مناطق الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية ويتوقع أن تأخذ قضية النقب والأسرى الحيز الأكبر في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض هذا العام استناداً إلى تنامي الحراكات الشبابية التي تعيد توحيد النضال الفلسطيني بعيداً عن صدمة النكبة والنكسات والخيبات لأنّ بقاءهم وتمسكهم بالأرض والهوية هو انتصار للعدالة والديمغرافيا والجغرافيا والتاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى