هل من مبادرة لانتشال لبنان من قاع جهنّم؟

عمر عبد القادر غندور*

 انقلبت الأولويات السياسية في لبنان رأساً على عقب وسقطت الشعارات على وقع الانهيار الاقتصادي المريع الذي يصنّف لبنان من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم، وليس هيناً على اللبنانيين ان يروا مصرفهم المركزي عاجزاً عن دعم أبسط الحاجات الضرورية من محروقات وحليب أطفال وطحين، ولم يبقَ لديه سوى مليارات قليلة من ودائع اللبنانيين المنهوبة ونظام مصرفي متواطئ مع حيتان السياسة وحفنة من الوكالات الحصرية وانعدام الرؤية، ولا ندري ايّ حجم سيبلغ التضخم عن طبع الليرات اللبنانية العشوائي لتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين من مدنيين العسكريين !

 ويقول وكيل الخارجية الأميركية السابق شينكر انّ الإدارة الأميركية هي التي طلبت من وكالة “موديز” للتصنيف المالي وضع لبنان في أدنى الترتيب وتسريع انهياره لأنها ليست متفائلة بالنتائج التي آلت إليها الانتخابات البرلمانية ولا تراهن على تغيير لبنان.

 وبالأمس قال ديفيد هيل المساعد السابق في وزارة الخارجية الاميركي والمتابع للأزمة اللبنانية عبر فريق ١٤ آذار إنه في لحظات الخلاف الداخلي والإقليمي يتطلع العديد من اللبنانيين الى الجهات الفاعلة للتدخل، ومع ذلك فإنّ الأجانب على الأرجح إما راضون عن الشلل اللبناني او غير راغبين في القيام بتسويات، وقال انّ السياسة الاميركية الحالية تكتفي بتزويد الجيش اللبناني ببعض المساعدات وهو أفضل ما يمكن ان تقوم به واشنطن في الظروف الراهنة !

وفي ضوء هذا الأفق المسدود، على اللبنانيين، ومن يتحدث باسمهم ان يتخلوا عن شعاراتهم السياسية ويضعوها على الرفّ، ويبادروا الى ‘علان حالة طوارئ قصوى لتوفير الحاجات الأساسية من خبز ودواء وشيء من الكهرباء، والى الكثير من التعاون لإنقاذ بلدهم من الموت، وليس أمامهم إلا القليل من الوقت والكثير من المسؤوليات الحادة، والتخلي عن أنانيتهم والاتعاظ بما آلوا اليه من إفلاس وفقر وتسوّل، وانْ بقي من مبادرات خارجية للإنقاذ، وهي ليست في صندوق النقد الدولي، بل ربما في المؤتمر او المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر حوار لبناني ـ لبناني برعاية عربية دولية تكون رافعة لانتشال لبنان من قاع جهنم وتضع الوطن على سكة التعافي.

 والأهمّ من ذلك العمل والإسراع في استخراج ثروة لبنان الطبيعية من غاز ونفط في البحر والأرض وهي الوسيلة الأفضل من كلّ المساعدات والهبات التي تتقدّم على ما سواها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي