أولى

المزايدون في طلبات الرد

كلما وقع اعتداء إسرائيليّ على سورية تخرج أصوات تتلبّس ثوب مزاعم الحرص وتبدأ بالحديث عن ضرورة الردّ فهل هؤلاء هم ممن يحبّ سورية وينتصر لها؟

مع وصول سفينة استخراج الغاز من حقل كاريش خرجت أصوات مشابهة تدعو المقاومة للردّ، بزعم التعبير عن المصلحة الوطنية، فهل هؤلاء فعلاً من الغيورين الوطنيين؟

لا نلبث أن نكتشف أن هؤلاء يفسّرون عدم الرد بالطعن بوطنية موقف سورية والمقاومة، مرّة بروح شماتة تصور الموقف الروسي متواطئاً مع كيان الاحتلال، ومرة بالطعن بصدقية المقاومة وجدية ما تقدمه في قراءة موازين القوى من جهة، وحزمها في الدفاع عن لبنان وثرواته من جهة مقابلة.

من حيث المبدأ الذي لا يزال بعد 40 سنة من عمر المقاومة يحتاج الى أدلة على صدقية المقاومة ودرجة وطنيتها هو بلا مصداقية ومطعون بوطنيته، والذي لا يزال بعد كل الذي جرى في سورية يحتاج دليلاً على موقع سورية المستهدف عبر المشروع الأميركي التركي الإسرائيلي غبيّ او مشبوه.

الذين يقومون بالترويج لمعادلة التشكيك بالعلاقة الروسية السورية، او بإظهار روسيا في موقع انتهازي تجاه موقفها مع سورية هم أيضاً طابور خامس لتشويش وتوهين الموقف الشعبي.

كل مَن يحب سورية ويؤيد المقاومة ويثق بقيادتهما يتمنى أن يشهد الرد اليوم قبل الغد، لكنه لا يضع ثقته هذه كل يوم أمام امتحان صدقية، فحجم التضحيات ودرجة الثبات، ومستوى الشجاعة والحكمة، التي أظهرها كل من الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله كافية للقول لكل مشكك ولكل متنمر، خسئتم أو فشرتم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى