الوطن

«القومي» ودّع رئيسه الأسبق الأمين المناضل عصام المحايري بتشييع حزبي وشعبي مهيب رئيس الحزب الأمين أسعد حردان: كان رفيقاً مندفعاً ومسؤولاً رصيناً ورئيساً قدوة دائم الحضور في حركة الحزب ونضاله

ـ رئيس الحكومة السورية ومسؤولون رسميّون وشخصيّات وفاعليّات وأحزاب عزّوا قيادة الحزب والعائلة بالراحل الكبير ـ وفد مركزيّ وثلة من نسور الزوبعة استقبلا جثمان الأمين عصام المحايري وعائلة الراحل في مطار بيروت ـ حردان: الأمين المناضل عصام المحايري جسّد في مسيرة جهاده كلّ مزايا المسؤول النهضوي والقائد القومي WWـ رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت: خسرنا قامة حزبية وقومية كبيرة اقترن اسمه بمسيرة الحزب حضوراً مميّزاً وجهاداً دؤوباً ـ عميد الداخلية رامي قمر: سنديانة حزبية مضمّخة بقيَم البذل والعطاء ووقفات العز

} اعتدال صادق

في حومة الحزن الموغل في الصمت نعى الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيسه الأسبق الأمين عصام المحايري عن عمر جليل وحياة حافلة لتتمدّد تلك القامة امام الموت، ويغيب هذا الدمشقي العريق والمناضل القومي المخضرم على قوافي الحق والخير والجمال.

دمشق استعدّت لمراسيم رحلة الوداع الأخيرة للراحل الكبير بعد أن وصل جثمان الراحل قادماً من دبي عبر بيروت فالجبل فالبقاع، متدثراً بعلم الزوبعة مرفوعاً على أكفّ ثلة من نسور الزوبعة وبمواكبة عائلته والمسؤولين الحزبيين، وجمع من القوميين جاؤوا يلقون التحيه الأخيرة على من كان بينهم ذاكرة متأجّجة بفيض غامر من عبق نهضة باكراً خاضوا غمارها معاً بحمل الشعلة المضيئة على درب جلجلة طويل ولم يزلوا.

غير أنّ للقاء في دمشق طعم مختلف حيث جاءت وفود القوميين إلى دمشق للمشاركة في وداع رئيس الحزب الأسبق واحد أبرز قادة الحزب ابن مدينة دمشق التي شكلت موئل الحزب وقبلته التاريخية وموضع مدماكه الأول من زمن بزوغ الفكرة الى سطوع منارة الحزب وما بينهما تاريخ من الوفاء لا ينفصم عراه.

هي لحظة الفراق التي تفيض فيها كلّ الاشواق كما الشعور القاسي بالفقدان، فدمشق تودع «منفذها العام» ونائب الحزب عنها ولها في مجلس الشعب الذي حملته اليه دمشق بتلك الهبة الوفية وفاء لدم سعاده المسفوك غدرا…

دمشق اليوم ذاتها تودّع ذاك الشاب المحامي اللامع المــفوّه بالعدل وبالحق وهو الذي طاله الظــلم سحــيقاً فــي قساوته وقد قارعه متجــلياً بالجرأة والشجاعة كمجالد جبار، ليخرج من المحنة وقــد زادته صلابة واشــتدّ إيمانه بحقيــقة قضيته حتى تاريخ كلمــته الأخيرة، تصحبه ابتسامةٍ عتية مُطَمْئِنة لم تنل منها المهالك حتى في أحلك الأوقات.. ليبقى رجل فكر وعقيدة راسخه وسط المصاعب او دونها..

رجل المنابر هو… رجل المواقف «العنيدة» وشجاعة شهد له بها القاصي والداني. تجلت في الأدوار التي خاضها محاميــاً ومشــرعاً وقائــداً محـنك بفضــيلة التمــيّز الراقــي الـــذي عــرف بــه الراحــل..

بهذه الصفات وهذه المقاليد العريقة.. كان عصام المحايري مناضلاً عتيداً بمنزلة رجال الدولة الكبار وهو صاحب الباع الطويل في السياسة.. كما كان اسمه راجح الحضور في منتدى رؤساء الحزب مرة واثنتين وثلات… وهو في مصاف قادته الكبار.

يقف القوميون في حضرة رحيل «كبير السن» امام تجربة حزبية زاخرة بكلّ صنوف النضال كان الراحل في خضمّ معتركها ومن موقع المسؤولية خاض خلالها خيارات صعبة وخطيرة على الحزب آنذاك في وجوده ومصيره ومستقبله ليشكل الراحل جزء من حركة الحزب بمدّها وجزرها وخيارات شاهدة عليه وشاهدة له يوم إجتهد وأصاب.. ويوم اجتهد وأخطأ.. الا انها تجربة كان فيها الأمين عصام المحايري حاضراً فاعلاً بكلّ رمزيته النضالية والتاريخية التي تحمّل مقاليدها من زمن سعاده وشكل رمزية المؤسسة التي تبقى ولا ترحل, وانْ رحل قادتها هم يبقون مقيمين في جلال الذاكرة.

عصام المحايري شاهداً على مرحلة عاشها الحزب مليئة بالصعاب كما بوقفات العز التي غيّرت وجه التاريخ المعاصر للأمة، كان فيها المحايري جزءاً لا يتجزأ من تلك المرحلة فاعلاً وشاهداً ..وشغلها الشاغل..

نستذكره منفذاً عام لدمشق يستقبل حضرة الزعيم قبيل «زيارة مشؤومة»، ونستذكر تلك الصورة الشامخة مع الأمينة الاولى في السجن اثر «حادثة» أصابت الحزب في مقتل..

نستذكر عصام المحايري اسماً مرّ بتاريخ الحزب مرور الكبار وبإسمه ارتبطت مراحل حزبية عديدة وازنة توافق فيها القوميون او اختلفوا.

ســيرة الأمين عصام المحايري لن تختزل ببضــع كلــمات من وحــي الرحــيل، وحدها ســدرة التاريخ تنصــفه وتفيــه حقــه..

النعي الرسمي
في 14 حزيران 2022، صدر عن عمدة الإعلام بيان النعي التالي:

نعى رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي أسعد حردان إلى الأمة وعموم السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، الرئيس الأسبق للحزب الأمين المناضل عصام المحايري، الذي توفي عن 104 أعوام، قضى ثمانية عقود منها في حركة الحزب رفيقاً ومسؤولاً وقائداً.

جسّد الأمين الراحل من خلال مسيرة جهاده القومي بكلّ مشاقها وتحدياتها، مزايا المسؤول النهضوي والقائد القومي، عزاً وثباتاً، وفي أصعب المراحل وأشدّها حراجة على الحزب والأمة، كان رصيناً وشجاعاً. لم تعرف مسيرته استراحة مناضل، بل كان دائم الحضور في حركة الحزب السياسية وعلى الصعد كافة، في سدة المسؤولية وفي أيّ موقع حزبي كان.

عرفه القوميون الاجتماعيون رفيقاً ملتزماً، وأميناً مشبعاً بالعقيدة ومسؤولاً قدوة، عرفوه صلب الإرادة قوي العزيمة، ما مكنّه خلال سنوات السجن والاعتقال من الانتصار على قسوة السجّان وقهره.

عرفه قادة الأحزاب والقوى والفصائل والشخصيات في الأمة، رئيساً معبّراً عن ثوابت حزبه، ونهجه صراعاً ومقاومة في مواجهة العدو اليهودي، دفاعاً عن فلسطين كلّ فلسطين، والأمة بأسرها. وفي مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت والطائفية البغيضة،

أدّى الأمين الراحل أدواراً سياسية ووطنية وقومية عديدة، خلال الفترات التي كان خلالها رئيساً للحزب، وفي العمل التشريعي حين كان نائباً في مجلس الشعب السوري، وكانت له علاقات وصداقات وطيدة مع العديد من القادة والمسؤولين والشخصيات.

برحيل الأمين المناضل الرئيس الأسبق للحزب وعضو مجلس الشعب السابق الأمين عصام المحايري، يخسر الحزب قامة بارزة من قاماته الكبيرة، وهو الذي ارتبط اسمه بمسيرة الحزب ومحطاته، مجسّداً من خلالها إيمانه العميق بقضية كبرى وعظيمة تساوي وجوده.

الأمين عصام المحايري رحل جسداً بعد مسيرة كفاح وجهاد، لكنه سيبقى حاضراً في ذاكرة الحزب والأمة، ولسان حال أبناء النهضة، «قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود».

نبذة عن حياته

من مواليد دمشق 1918، وقد نال شهادة الحقوق من الجامعة السورية سنة 1949، وشارك في تأسيس النادي الأهلي الرياضي في دمشق وعَمل في بداية حياته موظفاً في المصرف الزراعي.

اقترن بالسيدة هيفاء سلو، فشاركته مسيرة النضال، وأسسا معا عائلة قومية اجتماعية مؤمنة بفكر ومبادئ النهضة، مؤلفة من باسل وعلياء وبشر.

انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي أوائل أربعينيات القرن الماضي.

تولى مسؤولية منفذ عام دمشق سنة 1947، ومنحه حضرة الزعيم رتبة الأمانة عام 1948.

عيّن في العديد من المسؤوليات المركزية، وانتخب عضواً في المجلس الأعلى لأكثر من دورة.

انتخب نائباً في الجمعية التأسيسية أواخر عام 1949 وقد أعطيت الجمعية صلاحيات البرلمان السوري. ثم انتخب نائباً في البرلمان السوري عن دمشق.

اعتقل في نيسان سنة 1955 وقضى في السجن ثماني سنوات. وبعد إطلاق سراحه تولى قيادة الحزب في فترة العمل السري. لينتقل بعدها الى لبنان في مطلع السبعينات حيث تولى مسؤوليات مركزية، ورئاسة الحزب مرات عدة.

ترأس تحرير عدد من الصحف، وله مئات المحاضرات والخطب والمقالات في السياسة والفكر والعقيدة.

مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي في الجبهة الوطنية التقدمية في الشام عام 2005.

يشيع جثمان الأمين الراحل يوم الجمعة الواقع فيه 17 حزيران 2022 من مشفى الأسد الجامعي ويوارى الثرى في مقبرة الدحداح في دمشق بعد أن يؤدي له القوميون تحية الوداع.

هذا وسيتم الاعلان لاحقاً عن مراسم التشييع ومواعيد تقبل التعازي.

البقاء للأمة
استقبال جثمان الراحل والعائلة
في مطار بيروت
في 16 حزيران 2022

وصل مساء الى مطار بيروت الدولي جثمان الرئيس الأسبق للحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين عصام المحايري، الذي توفي في دبي، ورافق الجثمان أرملة الراحل السيدة هيفاء سلو، وشقيقها بشار سلو وأبناء الراحل باسل وعلياء وبشر.

وكان في استقبال العائلة في صالون الشرف، وفد مركزيّ من قيادة الحزب ضمّ رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، عميد الداخلية رامي قمر، عميد الإعلام معن حمية، عميد شؤون فلسطين وهيب وهبي، عميد العلاقات العامة فادي داغر، ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي، عضو المجلس الأعلى بطرس سعادة.

رئيس المجلس الأعلى

وقال رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، خسرنا برحيل الأمين عصام المحايري، قامة حزبية وقومية كبيرة، وهو الذي اقترن اسمه بمسيرة الحزب السوري القومي الاجتماعي حضوراً مميّزاً وجهاداً دؤوباً، واستطاع مع رفقائه بالإرادة الصلبة ومضاء العزيمة التغلب على القهر والمعاناة والانتصار لقضية كبرى تساوي الوجود.

عميد الداخلية

من جهته، أشار عميد الداخلية رامي قمر الى أن الرئيس الأسبق والأمين المناضل عصام المحايري سنديانة من سنديانات الحزب الذين أغنوا مسيرتنا بقيم البذل والعطاء ووقفات العز، والمواقف الصلبة في أصعب الظروف التي مرت على الحزب والنهضة.

استقبال الجثمان

وبالتزامن كانت ثلة من نسور الزوبعة وحمع من القوميين يتقدمهم عميد الدفاع علي عرار والعميد ساسين يوسف ومنفذ عام المتن الجنوبي هشام المصري ومنفذ عام الغرب سلطان العريضي وعدد من المسؤولين يستقبلون الجثمان بالتحية الحزبية، لينطلق بعدها ترافقه العائلة وعرار ويوسف والقوميون بموكب مهيب باتجاه دمشق. حيث كان في استقباله عند نقطة جديدة يابوس وفد من قيادة الحزب وجموع من القوميين الاجتماعيين.

التشييع في دمشق
في 17 حزيران 2022

ودّع الحزب السوري القومي الإجتماعي رئيسه الأسبق الأمين المناضل عصام المحايري، في تشييع حزبي وشعبي مهيب، شهد مشاركة واسعة من القوميين والمواطنين، بما يليق بأمين معطاء نذر حياته للحزب والقضية.

تقدم المشيّعين إلى جانب العائلة، رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، رئيس المكتب الســـياسي ـ عضو القيــادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية د. صفوان سلمان، وعدد كبير من أعضاء مجلس العمُد والمجلس الأعلى، ووكلاء العمد والأمناء والمنفذون العامون وهيئات المنفذيات ومسؤولو الوحدات وفصائل رمزية من نسور الزوبعة وحشد من القوميين والمواطنين، إضافة إلى جمع من الفعاليات.

انطلق موكب التشييع من مشفى الأسد الجامعي في دمشق، حيث أدى له القوميون الإجتماعيون وفصائل رمزية من نسور الزوبعة التحية الحزبية، ومرّ موكب التشييع من أمام منزل الراحل على طريق عام المزة، ثم إلى مسجد لالا باشا حيث صلي على الجثمان ليوارى بعدها الثرى في مقبرة الدحداح.

تقدّم موكب التشييع حملة الأكاليل، وبينها إكليل باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، ورفع المشاركون أعلام الحزب والأعلام الوطنية في مشهد لم تشهد له دمشق مثيلاً منذ وقت طويل، حيث جال الموكب في شوارع عاصمة الياسمين لنحو ساعة.

وخلال مشاركته على رأس وفد مركزيّ أشار رئيس الحزب أسعد حردان إلى أنّ الراحل الأمين عصام المحايري جسّد خلال مسيرته الحزبية، إيمانه القومي بالحزب والنهضة، فكان رفيقاً مندفعاً ومسؤولاً رصيناً ورئيساً قدوة، وهو الذي كان دائم الحضور في حركة الحزب ونضاله على كل الصعد.

وقال حردان، إنّ وداع الأمين عصام المحايري، هو وداع يليق بالمناضلين الكبار، والمشهد يليق بالحزب السوري القومي الاجتماعي، ويؤكد وفاء القوميين الاجتماعيين لحزبهم وللمناضلين الكبار الذين نذروا حياتهم في سبيل الحزب والنهضة.

التعازي في دمشق

توافدت الشخصيات الرسمية والقيادات السياسية والحزبية والفاعليات الاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية والوفود الحزبية والشعبية إلى دار السعادة ـ المزّة جبل ـ دمشق، أيام الأحد والاثنين والثلاثاء 19 و20 و21 حزيران 2022 لتقديم واجب العزاء بالرئيس الأسبق للحزب الأمين الراحل عصام المحايري.

وفي اليوم الأول، تقبّل رئيس الحزب الأمين أسعد حردان وأعضاء القيادة المركزيّة ووزيرة الدولة ديالا بركات وأعضاء الكتلة القومية الاجتماعية في مجلس الشعب والعائلة التعازي، وكان في مقدّمة المعزّين رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس وعدد من الوزراء والشخصيات وممثلو الأحزاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى