قمة «الناتو» في مدريد: سنقدم المزيد من الدعم المالي والعسكري لكييف ونعزز جناحنا الشرقي
في ختام قمة “الناتو” المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد، تعهدت دول الحلف بتقديم المزيد من المساعدات الدفاعية والمالية لأوكرانيا، مضيفة أنها وافقت على مفهوم استراتيجي جديد للتكتل العسكري حتى عام 2030.
وأكدت دول الحلف، في بيان قمتها، أمس، أن “روسيا هي التهديد الأكثر أهمية والمباشر لأمن الحلفاء”، موضحة أن التكتل العسكري الغربي “يعتزم نشر تعزيزات مؤلفة من قوات متأهبة للقتال على حدوده الشرقية”.
وشدّد البيان، الصادر عن قمة “الناتو”، على أن “تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا مناقض لقيمه ومصالحه”، لافتاً إلى أنّ “الناتو سيؤمّن إمدادات طاقة موثوقة لقواته المسلحة”.
واتفق قادة حلف شمال الأطلسي على دعوة فنلندا والسويد، رسمياً، للانضمام إلى الحلف، بعدما أبرمت تركيا اتفاقاً مع الدولتين الاسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما، كما أفاد بيان.
وأوضح البيان: “اليوم، قررنا دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ووافقنا على توقيع بروتوكولات الانضمام”.
وقال الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، إنّ “المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف يعدّ الصين تحدياً لأمننا وقيمنا”.
وأضاف ستولتنبرغ: “وافق الحلفاء على دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو بصورة رسمية، والتي ستتم بعد تصويت برلمانات الدول الأعضاء”.
وفي وقت سابق، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أنّ “بلاده ستمتلك أكبر جيش تقليدي أوروبي في حلف شمال الأطلسي، بفضل الأموال الضخمة التي قرّرت برلين استثمارها لتعزيز قدراتها العسكرية منذ أن بدأت القوات الروسية غزو أوكرانيا”، في إشارة إلى قرار برلين إنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لتعزيز جيشها.
وأوضح زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في مقابلة تلفزيونية، قبيل انعقاد قمة “الناتو”، أنّ ألمانيا هي اليوم أكبر مساهم في حلف شمال الأطلسي إلى جانب الولايات المتحدة.
وأضاف: “يجري حالياً بناء أكبر جيش تقليدي في أوروبا في إطار حلف شمال الأطلسي، موضحاً “إننا سننفق في المتوسط ما بين 70 و 80مليار يورو سنوياً على الدفاع”.
ولفت المستشار الألماني إلى أنّ بلاده، التي تمتلك أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية، تهدف من وراء هذه الاستثمارات إلى ضمان الدفاع عن أراضيها والوفاء بالتزاماتها تجاه حلف الأطلسي.
يذكر أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ملزمة بتخصيص 2 في المئة على الأقلّ من إجمالي ناتجها المحلّي لموازنتها الدفاعية، لكنّ هذا الهدف نادراً ما التزم به العديد من الأعضاء.
ومنذ أن انتهت الحرب الباردة، قلّصت ألمانيا بقوة حجم جيشها، إذ انخفض عديده من قرابة نصف مليون عسكري عندما أعيد توحيد البلاد في 1990 إلى 200 ألف عسكري فقط حالياً.