أولى

سورية والجزائر

العلاقة التاريخيّة بين سورية والجزائر هي علاقة بين شعبين ودولتين، مؤسستين عسكريتين، وقيادات تاريخية منتمية إلى خط عربي تحرريّ واحد، ولذلك لا تشبهها أية علاقة تربط أي دولة عربية بدولة أخرى. ففي العلاقة السورية المصرية التي شكلت علاقة الشعبين والجيشين نواتها الصلبة، وتشكل جسراً صلباً في العلاقات العربية، رغم كل التباينات السياسية في مواقف سورية ومصر من قضايا عديدة، شكلت المتغيرات التي لحقت بطبيعة الحكم في مصر اختلافاً جوهرياً عن المرحلة التي كانت فيها دولة الراحل الكبير جمال عبد الناصر قبالة الدولة التي أسسها الراحل الكبير حافظ الأسد.

في سورية والجزائر جيشان ومؤسسات حاكمة، وقيادة، يربط بينها خيط تاريخيّ واحد يجعل منها امتداداً لتاريخ عربي كفاحي يحفظ تراث النضال الوطني والقومي بوجه المستعمر الأجنبي وكيان الاحتلال، وتمسكاً واضحاً لا مكان فيه للمساومة تجاه فلسطين وخيار المقاومة.

التلاقي السوري الجزائري في الذكرى الستين لانتصار الثورة الجزائرية، وما رافقه من حرارة، خلال زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد للجزائر، إحياء لهذا العمق الذي يمثله الثنائي السوري الجزائري في وجدان كل القوميين وكل الوطنيين وكل المقاومين وكل دعاة الاستقلال والحرية.

ليست القضية في ما إذا كانت سورية ستحضر القمة العربية في الجزائر، على أهمية الحدث، ولا في ما إذا كانت الجزائر ستطلب نقل القمة إلى بلد آخر إذا تعثرت عودة سورية الى الجامعة العربية بسبب تلبية بعض الحكومات العربية للطلبات الأميركية. فالأمر تفصيل بالقياس لتمسك الجزائر بحضور سورية، وتمسك سورية بانعقاد القمة في الجزائر، وتمسكهما معاً بموقع لا يعوّض غيابه شيء في وضع عربي شديد السوء.

 موقع سورية في المشرق وموقع الجزائر في المغرب، وبينهما مصر في الوسط، عقد فريد لمواجهة الأزمات، سواء في ليبيا وتونس والصحراء والمغرب او في العراق والأردن وفلسطين ولبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى