أخيرة

الخذلان…

منذ أن وطأت قدماي أرض أميركا قبل 33 عاماً وأنا أحرص حينما أقود السيارة على أن أستمع الى قناة KYW الإذاعية، القناة في ما يتعلق بالأخبار المحلية مميّزة، ولكنها في ما يتعلق بالأخبار الخارجية، وبالذات الشرق الأوسط، وبالذات القضية الفلسطينية فهي منحازة الى درجة العهر، تماماً مثل كلّ الميديا الأميركية القاتلة، نموذج، قامت “إسرائيل” باغتيال أحد قادة الفصائل الفلسطينية العسكريين في غزة، المقاومة تردّ برشقات من الصواريخ، كيان الإحلال يقوم بمجموعة مدمّرة من الغارات على غزة، الخبر يأتي في الـ KYW كالتالي: “قامت إسرائيل بالإغارة على مواقع عسكرية لحركة حماس الإرهابية في غزة ردّاً على قيام الحركة بإطلاق صواريخ عشوائية على إسرائيل”، انتهى الخبر.

إذن نحن الـ Bad Guys المتعطشين للدماء، الذين يطلقون الصواريخ على المدن “الإسرائيلية” الآمنة، و”إسرائيل” هي الدولة المسالمة التي تقوم بالدفاع عن نفسها! أين خبر اغتيال القائد الفلسطيني، ليس له وجود؟

ألسنا حتى الآن في نفس الوضع بدون أيّ تغيير، دعونا نمحّص، “إسرائيل” ترسل حفارة عملاقة الى الشواطئ المتنازع عليها بين لبنان ودولة الإحلال، بكلّ المعايير عمل عدواني استفزازي لا يمكن السكوت عليه، لأنّ السكوت عليه سيرتّب سرقة “إسرائيل” لكلّ الغاز ولكلّ النفط في المنطقة المتنازع عليها، ونحن ناظرون، تقوم المقاومة بإرسال رسائل من ضمنها بعض المُسيّرات الغير مسلّحة بأننا لن نسمح بذلك، تقوم قيامة الغرب المنافق القذر، ويندّد بردّ الفعل، ولا يأتي على ذكر الفعل العدواني، المشكلة ليست هنا، فهذا وضع تعوَدنا عليه منذ زمن بعيد، عدوانية دولة الإجرام ونفاق وسفالة الغرب، لكن المضحك المبكي انّ وزارة الخارجية اللبنانية ورئاسة الحكومة يعتبران ما قامت به المقاومة أمراً غير مقبول، نقطة ومن أول السطر.

لا يُلام الذئب في عدوانه

إنْ يك الراعي عدو الغنم.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى