أولى

نظرات سعاده
 شاخصة إلينا من عليائه

 د. جورج جريج _

نحن جماعة لا تتخلى عن مبادئها لتنقذ جسداً بالياً لا قيمة له”. قد يعتقدها البعض بضع كلمات، قالها سعاده، والأمر كذلك، معه تختلف الحكاية.

إعلاء شأن المبادئ أبجدية رسمها سعاده في مسيرة بناء إنسان المجتمع الجديد. ارتقى سعاده درب الشهادة، تعملق بالانعتاق في تموز، ليخلد مع كلّ يد مرفوعة لتحيا سورية

قضية استعادة السيادة المسلوبة على الأمة والوطن شكلت أولى عوامل النهوض، إجابة على سؤال: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ واليوم والويل أصبح قاطرة حياة يئنّ تحت صفير ارتدادات زعيقها المواطن الرازح تحت أعباء انكشاف استحالة التكيّف مع هذا التراجع المتسارع نحو الانهيار، نعود إلى المعلم لنعيد معه وعلى هدى تعاليمه، صناعة الأمام.

أيها الحاضرون في مساحة الأمل، على درب الفداء والوفاء، نستظلّ واياكم نطاق مساحة حرية، رسمته دماء الفداء المعمّدة بشهادة العز، مؤكدين التزام الوفاء لمن عاهد فصدق، وكان للحق نبراساً، ولإعلاء القيم والمصالح المجتمعية صنوان اتجاه ومسار. إليك أيها المعلم الفادي في هجعة زعيق عتمة ظلمات ليل بهيم، تهيم أرواحنا بالأملانّ فيكم قوة لو فعلت…”

يستعيدنا تاريخ الزمن على معابر القطع والوصل، قطع مع التبعية والاستباحة والتغيب والتعامي والتعاليم العتيقة، ووصل مع التحديد والجلاء والوضوح والتسامي والتعاليم الجديدة، محطات كلها وجميعها بالتناغم والتناسق تنساب معاً، لتكون شاهد شهادة على معبد ارتقاء نصرة الحق على مذبح التاريخ.

أنا أموت أما حزبي فباق”… واستمرّ الحزب معززاً بصحة العقيدة وشدّة الإيمان وصلابة الإرادة ومضاء العزيمة، وقوّة الدفع المستمدة من وهج عظمة الحدث ـ القضية استشهاد المعلم. واستمرت الشدائد، وتكاثرت المكائد وتشعّبت المؤامرات. وهكذا تحدّدت أطراف الصراع، تحتشد في منازلة مفتوحة على مساحة الزمن، بين الحقّ والباطل، صراعاً قيمياً وجودياً، لا يحتمل المساكنة ولا أنصاف المواقف، صراعاً لا حياد معه وفيه، فكنتم أنتم يا تلاميذ سعاده حملة الراية وحماة الديار والمؤتمنين على سلامة المسيرة وصون الاتجاه، وكنتم كما عهدكم المعلم، أوفياء ثابتين على العهد.

وعلى تقاطع محطة العبور في الثامن من تموز، يتجدّد الانبعاث، ويترسّخ الالتزام، الأمر الذي يستلزم معه، إعادة رسم سلّم الأولويات على أسس القواعد الأولى، فوحدة الحزب أولوية تتقدّم على كلّ ما عداها، وعندها تصبح أولويات العمل وصناعة البرامج وتحديد الأهداف العملية، أمراً يستوجب التحقيق ليكون انتصارنا واجب الوجوب، ولنكون على قدر عظمة الاستشهاد، وعلى قدر الأمل المتوسم فينا.

في ربوع تموز شاخصة إلينا نظرات سعاده من عليائه، تستنهض عزائمنا، أن كونوا للأمة أبراراً، وكونوا للفكر رسلاً أوفياء، ولنا مع كلّ تموز حكاية وبداية

*عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى