أخيرة

نافذة ضوء

الانتصار بالحق والاندحار بالباطل

} يوسف المسمار*

إن الانتصار الحقيقيّ يكون ويتجلّى بأبهى مظاهره عندما يتأكد الإنسان بأنه على حق ويدافع عن حقه بكل ما يملك وبكل الوسائل الممكنة حتى ولو أدّى ذلك إلى الاستشهاد، لأن في الاستشهاد من أجل نصرة الحق عزة لقوم يعقلون.

 والاندحار الحقيقيّ هو في اتخاذ الباطل عقيدة والاعتداء على حقوق الآخرين، والإمعان في بث الفتن، والاستهزاء بكرامات المعذبين والمظلومين بأية وسيلة من وسائل الدناءة والحقارة.

إن أبناء الحق هم المنتصرون حقاً بحقهم وباستمرار جهادهم، وأبناء الباطل هم المسحوقون أكيداً بباطلهم وخمولهم وتخاذلهم.

 أبناء الحق هم صفوة الخلق الذين أودع فيهم الله مشيئته وإرادته وجبروته فـقُدّر لهم أن يستشرفوا نهايات الآفاق، ويلامسوا أطراف الآزال والأباد، ويظفرون بالنصر لأن النصر الحقيقيّ في التاريخ ما كان يوماً الا لأبناء الحق ولن يكون الا لأبناء الحق.

أما أبناء الباطل فإنهم تفاهات الأباطيل والشرور التي تتآكل أمام نور الشمس، وتذهب هباء في هبوب الرياح، ولا يبقى لها أثرٌ في حضرة الألوهة التي هي المحبة المطلقة للحق والعدل، والرحمة التامة بالخلق، والحنوُّ العظيم بالصفات الحسنى والعظمى لخالق الكون والوجود والحياة والأسرار والغوامض.

لن يكون في الوجود انتصار لأية جماعة أو أيّ متحد اجتماعي أو أمة إلا إذا تحلّت بالمناقب العليا والأخلاق المثلى والقيم السامية والبطولة الواعية المؤيّدة بنظرة جليّة وعقيدة صحيحة وجهاد لا يعرف الخمول.

 *باحث وشاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى