أولى

التعليق السياسي

بين كلام جنبلاط وكلام جعجع

غريب عجيب حال الارتباك الذي تحمله الكلمات التي ينطق بها ركنا المعركة ضد المقاومة وسورية في لبنان، وليد جنبلاط وسمير جعجع؛ جنبلاط الذي قال بعد معادلة السيد حسن نصرالله حول النفط والغاز، إن هذه المعادلة تربط لبنان بحرب أوكرانيا، عاد وقال لا أحد يستطيع منع الحرب، فإذا وقعت علينا تقبّلها، وما نستطيع فعله هو لفت نظر نصر الله إلى التداعيات السلبيّة للحرب علينا.

جعجع دعا الحكومة لقبول عرض السيد حسن نصرالله لهبة الفيول الإيراني مشككاً بها، من باب التحدّي، لكنه يفعل ذلك مقامرة رجل مأزوم، لا يعلم ماذا سيكون وضعه وحال مصداقيته، إذا كانت نتائجها ستكون عكسيّة عندما توافق الحكومة وتأتي الهبة، بمثل ما فعل عندما تحدّى أن يتجاوز الرئيس السوري نهاية العام 2012 في البقاء رئيساً، وقد مضى على الكلام عشر سنوات؟

عندما تحدّث جعجع عن موضوع المطران الحاج دفع بالأمر إلى أعلى مستوياته فوصف القاضي عقيقي بالخائن، ما استحقّ رد جنبلاط بالتذكير أنه لا يمكن بهذه اللغة خوض معركة الدعوة لإزالة العقبات من طريق المحقق العدليّ طارق بيطار.

قمة الارتباك ظهرت في الحوار الذي دار بين جنبلاط والمذيعة التي كانت تحاوره حول قضية النازحين السوريين، فعندما تقول له إن النازحين يستهلكون ثلث الكهرباء والخبز، يقول لها الحل بالكابيتال كنترول، وعندما تسأله لماذا لا تكون عودتهم حلاً يقول إن الخطر عليهم في سورية، فتردّ له القول بأن أغلبهم يحمل بطاقة نازح، لكنهم يذهبون الى سورية ويعودون، ما يسقط حجة الخطر على حياتهم، فهم يذهبون ويعودون، فيقول إن المناطق مدمّرة في سورية، وعندما تسأله لماذا لا تنسق الحكومة مع الحكومة السورية للعودة إلى المناطق التي تمّ تأهيلها يعود إلى الكابيتال كونترول.

الذكاء والدهاء لا يكفيان لتكون قادراً على الإقناع، فأفضل المحامين لا يستطيع ربح قضيّة خاسرة.

جوهر الارتباك هو أن الذين يصطفون وراء أميركا والسعودية، لم يعودوا يعرفون الوجهة التي ستسلكها أميركا والسعودية، فالتنجيم بوجهة التموضع لم تعد حكراً على جنبلاط وحده، وهو اليوم ضائع لأن غيره يفعلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى