أخيرة

نافذة ضوء

يوسف المسمار

الفلسفة القوميّة الاجتماعيّة 
هي الاكتشاف السوريّ الجديد*

A filosofia do nacionalismo social

 é a nova descoberta da síria

بالصراع الفكريّ القائم على ثقافة المعرفة التي انبثقت لأول مرة في التاريخ في أمتنا يمكننا أن نوقظ الأرواح والعقول في جميع الأمم لتحقيق التقدّم ومتابعة مسار العلاقات الطيّبة بينها جميعاً من دون استبعاد أيّ شعب، والخروج من ميادين الأنانيّة والجشع والكراهيّة ونزعات التوحّش الهائجة بينها من أجل خلق عالم أفضل يقوم على الحق والخير والعدالة والجمال والمحبة والاحترام المتبادل لتقدّم البشريّة جمعاء.

إن الفلسفة القوميّة الاجتماعيّة هي الاكتشاف السوريّ الجديد والرسالة الإنسانيّة الجديدة التي نقدّمها الى جميع شعوب العالم من أجل التخلّص من جميع أنواع التعصّب الأناني والفئوي والعرقي والعنصري والديني والطائفي وكل أشكال تجمّعات الجشع، لأن الحقيقة أن لا وجود في هذا العصر لأمة يمكنها أن تؤكد أنها مكوّنة من عرق واحد أو عنصر واحد أو دين واحد أو طائفة واحدة أو لون واحد أو

هذه الفلسفة التي تعتمد التفكير القوميّ الاجتماعيّ الذي يقول:

 «لتكن آلامنا عبرةً لا نكبة، وإذا كانت نكبة فمن الخير أن تبقى فينا ومن الشرّ أن تنتقل الى غيرنا»، كما قال عنها الفيلسوف أنطون سعاده.

هي العقيدة الوحيدة التي يمكن أن تساعد عالم اليوم على العبور بأمان وثبات الى القرن المقبل لأنها تقوم على حكمة الحياة الحضارية التي لا تقتصر على الأقوال والشعارات بل يقوم ويسعى معتنقوها جاهدين لجعل منتجات الحياة الجيدة، والابتكارات الرائعة تراث الإنسانية جمعاء لجميع الأمم وجميع الأجيال الحاضرة والمقبلة في حين أن الأعمال الشريرة والأشياء القبيحة المؤذية، يتحمل مسؤوليتها فقط فاعلوها الأشرار.

وباستمرار الصراع الفكري الثقافي الحضاري والالتزام بالمعرفة الفاضلة وهذه الحكمة السوريّة الرائدة التي لا تريد الحياة الراقية فقط لسورية، بل تريدها لجميع الأمم وجميع الناس في جميع أنحاء العالم كما تريدها للأمة السورية وأبنائها من أجل تحقيق حياة قوميّة اجتماعيّة أكثر تقدماً وأفضل مستوى وأكثر تحضراً في العلاقات الدولية.

إن ثقافة الأمم الحضاريّة هي هي ثقافة الأمم الحيّة، والصراع الفكري الحضاري هو الوسيلة الأمثل للسير الى المستقبل المزدهر للوصول الى عالم من القيم الإنسانية العالية التي يمكنها أن تساعد جميع الشعوب على التطور والتقدم الى الأمام.

واقع الأرض بيئات طبيعيّة في وحدة كوكب الأرض. وواقع البشرية أمم وشعوب. وخصائص الأمم والشعوب ثقافات وحضارات. والفلسفة القوميّة الاجتماعيّة هي فلسفة تفاعل ثقافات الخير للأمم. ومن المستحيل أن يولد عالم الرقي على خراب الثقافات الخيّرة والحضارات الراقية.

إن كل منحى عالميّ يسعى الى تدمير الأمم والثقافات والحضارات لن يكون أبداً إلا عالم تخلّف وخراب وتلاشٍ.

والعالم الإنسانيّ الحقيقيّ هو عالم تلاقي الأمم الحضارية على مبادئ وغايات الحق والعدل والمحبة والإخاء الإنسانيّ.

إن النهضة القوميّة الاجتماعيّة في سورية تقدّم للعالم نظرتها الجديدة إلى الحياة والكون والفن والعالم بفلسفتها الجديدة التي تقول: “بالتفاعل الموحّد للقوى الإنسانيّةالتي وضعها العالم الاجتماعي والفيلسوف السوري أنطون سعاده من أجل ولادة عالم إنسانيّ جديد مركّب ومعزّز بالثقافة الماديّة الروحيّة والقيم الإنسانيّة الأخلاقيّة العاليّة.

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغاليّة

**المدير الثقافيّ للجمعيّة الثقافية السورية البرازيلية

التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى