أولى

الحركة الصهيونيّة وتأسيس الكيان (2)

 حسين مرتضى

 

لقد شكّل الموقع الجغرافي لفلسطين نقطة جذب لسيطرة الدول الاستعمارية عليها خاصة بعد أن نالت الدول العربية استقلالها لتبقى فلسطين في دوامة الاستعمار.

في هذا الجزء سنتحدث عن نشأة الصهيونية ودور الدول الغربية بدعم الحركة الصهيونية للاستيلاء على فلسطين وتحويلها إلى قاعدة عسكرية للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها وتسخيرها لخدمة دول الاستعمار.

لقد تناول التاريخ نشأة الصهيونيّة من فكرة مشبوهة إلى واقع بدعم من الجهات الاستعمارية لاحتلال فلسطين وقد بدأت تلك النشأة في العام 1798 حينما كانت القوات الفرنسيّة بقيادة نابليون تحاصر مدينة عكّا على سواحل فلسطين، حيث أصدر نداءه لليهود تحت مسمّى العودة إلى فلسطين في وقت لم تكن فيه فكرة الصهيونية مقبولة أو منتشرة بين اليهود، بل كانت متداولة فقط بين مفكّرين ورجال دين وسياسة من الدول الاستعماريّة.

في ذلك الوقت قامت الدول الاستعمارية بربط مفهوم الصهيونية باليهودية لتتحوّل فلسطين إلى هدف لإقامة كيان محتلّ يخدم مصالح الغرب.

وما هي إلا سنوات حتى وقع العرب في فخ سايكس بيكو ليتمّ احتلال المنطقة العربية تحت عنوان الانتداب لتبدأ مرحلة جديدة لمقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال، وفي تلك المرحلة بدأت الصهيونيّة ببناء عقيدتها بدعم بريطاني ليصدر وعد بلفور المشؤوم وتبدأ الحركة الصهيونية بدخول فلسطين عبر عدد من المستوطنين اليهود وبدعم من الدول الغربية ليتمّ إنشاء كيان الاحتلال الصهيونيّ على أرض فلسطين.

في تلك المرحلة بدأت الثورات الفلسطينية لمواجهة عصابات الصهاينة المدعومة غربياً، تلك الثورات كانت بين الشعب الفلسطيني شبه الأعزل إضافة إلى عدد من المتطوّعين العرب وبين القوى الاستعمارية الداعمة للعصابات الصهيونية.

إنّ ذروة المؤامرة على فلسطين كانت عبر إصدار قرار من الأمم المتحدة حمل الرقم 181 لعام 1947 ونصّ على تقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية وتدويل القدس، وقد صوّت لصالح هذا القرار 33 دولة وعارضته 13 دولة. لتكتمل المؤامرة في العام 1948 ويستولي اليهود على نسبة 5.6% من أرض فلسطين مع العلم أنّ ملكية اليهود عند تصريح بلفور لم تتجاوز %2.6 منها.

في حرب عام ١٩٤٨ كانت الجيوش العربية تقاد من حكومات إما عاجزة أو مقصّرة أو متواطئة، فقد تمّ إرسال جزء من جيوشها لحرب العصابات الصهيونية ولفترة محدودة فكانت أيام الحرب لا تتجاوز 33 يوماً, وكان عدد الجنود من الجيوش العربية التي وصلت فلسطين أقلّ من عدد أفراد العصابات الصهيونية المسلحة. وبالرغم من قلة عدد الجيوش العربية التي دخلت الحرب وضعف تسليحها وعدم توفر إرادة القتال للأنظمة التي أرسلتها لفلسطين، لكن هذه الجيوش حين كان يُتاح لها القتال كانت تحارب وتكسب المعارك وتحاصر العدو الذي كان يُنقذ بالهدنات فيتسلح ويقوى وقبل أن تستعيد القوات العربية المحاربة أنفاسها تأتي الهدنة الدائمة مع العدو الغاصب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى