أولى

بين عيد الجيشين وفيديو المقاومة

 معن بشور

 

1 ـ الأول من آب أكثر من عيد

في مرحلة تنفيذ بنود مشروع «الشرق الأوسط الكبير» أو «الجديد»، تعرّضت أوطاننا ومجتمعاتنا لأبشع مؤامرة تفتيت وتمزيق، وكان استهداف جيوشنا هو أحد أبرز محطات هذا المشروع، وهذا ما رأيناه في أكثر من بلد عربي.

فحيث كان احتلال مباشر كما جرى في العراق عام 2003 جرى حلّ الجيش العراقي الباسل بأسره تمهيداً لما شهده العراق بعد الاحتلال.

في الجزائر تمّ استهداف الجيش الوطني في العشرية الدامية باعتباره عنصر استقرار وسلام وأمان للبلد الذي كانت ثورته «مفاجأة العروبة لنفسها».

في مصر وليبيا واليمن والسودان واجهت الجيوش أنواعاً متعددة من الحروب منها، من كان يسعى لوضعها في وجه شعوبها ومنها من استهدفها بعمليات إرهابية أدّت إلى استشهاد العديد من الضباط والرتباء والجنود.

أما في لبنان وسورية حيث يحتفل البلدان معاً بعيد الجيش في الأول من اب/ أغسطس من كلّ عام تأكيداً على علاقة مميّزة بين قطرين شقيقين متجاورين لم تتوقف الحرب عليهما بأشكال متعددة، كان أخطرها الحرب الإرهابية التي تصدّى لها الجيشان، وفي القلب منهما المقاومة، في العشرية الماضية ولا يزالانوقدما خلالها الآلاف من الشهداء البرَرة سواء في مواجهة العدوان الصهيوني من الخارج أو العدوان الإرهابي من الداخل، حيث أنّ تمزيق البلدين لا يتمّ إلاّ من خلال تدمير الدولة وهو أمر يحتاج إلى تدمير الجيش أولاً.

لذلك كانت مهمة اللبنانيين الأولى بعد اتفاق الطائف هو بناء جيشهم الوطني بعقيدة وطنية واضحة، وبتكامل رائع مع الشعب والمقاومة، وتمّ تكليف قائد يتمتع بمزايا وطنية وأخلاقية تؤهّله لبناء هذا الجيش هو العماد إميل جميل لحود، ابن قائد عسكري وطني واحد خريجي الكلية الحربية في حمص، فكانت قيامة هذا الجيش مبشراً بقيامة لبنان بأسره وهو ما نرى ثماره اليوم من خلال صمود جيشنا وقوانا الأمنية كآخر أمل في بقاء لبنان رغم الظروف الصعبة التي يعيشها بلدنا، والتي يعيشها معه جيشنا الباسل وقوانا الأمنية الشجاعة.

لذلك لا يتعامل اللبنانيون وأشقاؤهم السوريون مع عيد الجيش كاحتفال موسمي تقليدي بل كمناسبة وطنية خاصة تجمع بين عبَر الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل، فيما يدرك الجيشان أهمية تمسكهما بعقيدة قتالية واضحة في مهامها وفي تحديد أعدائها المحتضنين من أعداء البلدين

فألف تحية للجيشين معاً في عيدهما المشترك، وكلنا أمل بانتصار بلدينا على أعداء الخارج والداخل معاً.

2 ـ سؤال وتمنّ

كل ما أتمناه أن يفهم اللبنانيون، كل اللبنانيين، وأيّاً كانت مواقفهم السياسية من المقاومة، انّ الفيديو الذي نشره إعلام المقاومة الإسلامية بكلّ ما يحمله من رسائل ومضامين، هو قوّة للبنان، كلّ لبنان، في معركة من أجل حماية حقوقه النفطية والغازية وحقه في استخراج نفطه وغازه بما يساعده على الخروج من النفق المظلم الذي أدخله فيه تحالف الحصار من الخارج والفساد من الداخل..

في اللحظات المصيرية التي تواجهها الشعوب والأمم، كما اللحظة المصيرية التي يواجهها لبنان، تتراجع الخلافات الجانبية أمام القضايا المصيرية، وتتحد القوى كلها لمجابهة التحديات على أنواعها.

فهل يعي المعنيون بهذا الأمر خطورة الأوضاع وضرورة تجاوز الانقسام الخطير الراهن الذي لو استمرّ لدفع لبنان كله، واللبنانيون جميعاً أبهظ الأثمان بسببه

سؤال مصيري نأمل أن يكون الجواب عليه بمستوى مصيري أيضاً؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى