أولى

الردّ الإيراني… تفعيل المعادلات الجديدة

‭}‬ حسين مرتضى
تتسارع الأحداث على الساحة الدولية بعد العملية العسكرية المركبة التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية رداً على اعتداء كيان الاحتلال الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق.
العملية كان لها الكثير من الإنجازات ومن أبرز تلك الإنجازات الحفاظ على زمام المبادرة في يد محور المقاومة.
ومن أجل تسليط الضوء على هذا الإنجاز علينا أن ننظر إلى التوجهات الجارية في العمليات الميدانية على مختلف الجبهات.
تؤكد المعلومات أنه بعد استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، لم تتأثر العمليات والأحداث الإقليمية، حيث كانت المنطقة تنتظر الردّ الإيراني.
وأتى الرد متوافقاً مع المواثيق الدولية وشكل نقطة تحوّل في معادلة الصراع في المنطقة، وقد تأثرت جبهات القتال المباشرة والغير مباشرة من اليمن إلى العراق ولبنان وغزة بالعملية الإيرانية مما أدّى إلى تغيير معادلات الردع.
من هنا سيكون العدو الصهيوني من الآن فصاعداً يتحرّك في ميدان المبادرة الإيرانية ويكون في موقع ردّ الفعل.
في قراءة تحليلية بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، نجد أن كيان الاحتلال الصهيوني حاول مراراً وتكراراً إخراج المقاومة من حالة الهجوم والفعل إلى حالة الدفاع وردّ الفعل لكنه لم ينجح حتى الآن بتنفيذ مبتغاه، ليأتي هجوم 14 ابريل/ نيسان ويرسم معادلة جديدة في الأحداث الإقليمية وقد تمّ ذلك أيضاً عبر المقاومة.
وأبرز تلك التغييرات هو تكثيف عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان من حيث الكمّ والنوع في الجبهة الشمالية.
وكثيرة هي الأمثلة ومنها تنفيذ عمليات استخبارية معقدة وماهرة لزرع الألغام في طريق كتيبة غولاني في تل إسماعيل، وثلاث موجات هجومية مدمّرة على أنظمة «القبة الحديدية» في بيت هليل واستهداف قاعدة ميرون، وقد تمّ تنفيذ تلك العمليات في غضون 24 ساعة، ثم أتت العملية النوعية في استهداف موفق جداً لموقع العدو في بلدة عرب العرامشة، وبالتالي نحن أمام معادلات جديدة في المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أنّ في سيناريوات الردّ الإيراني في المرحلة الأولى، كانت حركة المجموعات المقاومة حتى على الأرض وإطلاق النار المشترك مطروحاً، وقد تم الاحتفاظ بهاتين الرافعتين على التوالي لاحتمالات الهجوم المباشر لكيان الاحتلال على إيران ودخول أميركا إلى الساحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى