الوطن

المرتضى وحجار يفتتحان في الريحان المكتبة الوطنية ومركز جمعية الاعتناء بالأم والطفل

علي بدر الدين

شهدت بلدة الريحان حدثين نوعيين ومميّزين، شكّلا تظاهرة ثقافية واجتماعية واغترابية رسمية وشعبية، لم تشهد أيّ منطقة أو بلدة لبنانية مثيلاً لهما منذ سنوات في ظلّ طغيان الأزمات والمشكلات الاقتصادية والمعيشية وجائحة كورونا التي زادت «الطين بلًّة»، ما أدّى إلى غياب أيّ نشاط ثقافي أو اجتماعي وإلى انعدام الخدمات والتقديمات مهما كان حجمها ونوعها.

غير أنّ جمعية الإعتناء بالأم والطفل (Aime) في الريحان التي يرأسها أمين السر التنفيذي في المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال أحمد زين كانت استثناءً بل علامة إيجابية فارقة حيث استطاعت خرق جدار الأزمة والانتصار على الخوف من «كورونا «بجرأة وتحدّ وبتقديم المساعدات والخدمات وإقامة الأنشطة المتنوعة التي لم تقتصر على بلدة الريحان وقرى جبل الريحان، بل تمدّدت إلى مناطق لبنانية أخرى.

 الحدثان البارزان تمثّلا بحفل افتتاح رسمي وشعبي لمركز الجمعية في الريحان ولمكتبة جبل الريحان الوطنية، برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، وزير الشؤون الاجتماعيّة د. هكتور حجّار، النائب السّابق ابراهيم عازار، رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال د. نسيب فوّاز على رأس وفدٍ من المجلس، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر، رئيس اتّحاد بلديّات جزين خليل حرفوش، رئيس اتّحاد بلديات جبل الريحان المهندس باسم شرف الدين، رئيس بلدية الريحان حسين فقيه، عدد من أعضاء المجالس البلدية والاختيارية في جبل الريحان، وشخصيات اغترابية واقتصادية واجتماعيّة ورؤساء وممثلي عدد من الجمعيات الأهليّة، ووسائل إعلامية متنوعة.

كلمة ترحيب بالحضور من د. دال الحتّي، وتنويه بالجمعية ورئيسها وهيئتها الإدارية والعاملين فيها، وإشادة بالمغترب أحمد زين (رئيس الجمعية) الذي التزم وهو في غربته القاسية بتنمية بلدته الريحان، بالتعاون مع غيره من المغتربين الأوفياء وبفضل عطاءاتهم، أصبحت الريحان على ما هي عليه الآن».

وهو يتوّج اليوم عطاءاته لبلدته بافتتاح المركز الرئيسي لجمعيته العالميّة في الريحان.

وتحدث رئيس الجمعية أحمد زين فأكد أنّ نهوض المجتمعات وتطوّرها وتعاضدها لا يمكن أن تتّم إلّا من خلال الاهتمام بالمؤسّسات التربويّة والاجتماعيّة والخيريّة، وانطلاقاً من هذه الأهميّة نحن هنا جميعاً لنحتفل بافتتاح جمعيّة الاهتمام بالأمّ والطّفل، والإضاءة على إنجازاتها ومشاريعها الخيريّة والطبيّة والتعليميّة والبيئيّة، واليوم الثقافيّة بالتعاون مع معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى».

وشدّد زين على أهميّة ودور المغتربين والمجلس الاغترابي اللبناني للأعمال، في دعم لبنان ومساهمته في إنجاح المؤتمر الصناعي، كما في تنشيط ودعم الصناعة الّلبنانيّة وخلق أسواق للبضائع الّلبنانيّة وغٌرف تجارة في البلدان الأخرى لتسويق المنتجات الّلبنانيّة.

وتحدّث فوّاز، عن أهميّة المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال ودوره وأهدافه، وهو يعمل لمصلحة لبنان، وتصبّ في مصلحة إعمار وطننا والدول التي تستضيفنا حول العالم

ثم عرضت نائبة رئيس الجمعية وممّثلتها لدى الحكومة الناشطة الاجتماعية السيّدة ديانا زين، فيلماً وثائقياً سلّطت فيه الضّوء على نشاطات الجمعيّة المتنوّعة كالمساعدات الغذائية والتموينية والاستشفائيّة والطبيّة، وتنظيم الندوات والدورات الصحية النسائيّة وغيرها بالتعاون مع الصّليب الأحمر اللبناني، وكذلك توزيع أدوية و»كمامات» طبيّة على مرضى ومدارس ومستوصفات المنطقة، وتقديم مساعدات شخصيّة وهدايا في مناسبات اجتماعيّة، ولوازم دراسيّة، للطلاب وغيرها.

وألقى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى كلمة اعتبر فيها «أنّ هذه الوقفة الوجدانية أمام ذكريات البسالة والوطنية، التي حفظتها الأرض الجنوبيّة منذ نشوء الكيان المغتصِب وتنامي حركة المقاومة لعدوانه. ذلك أنّه من أبسط عناوين الوفاء أن نستذكر من ضحّوا لنبقى، خصوصاً ونحن في معرض مناسبةٍ تتعلّق بالأمّ الّتي هي رمز التّضحية، والطفل وهو رمز الوفاء، من غير أن ننسى أنّ الأمّ عادةً تضحّي بكلّ شيء من أجل أولادها، والأمّ الجنوبيّة بشكلٍ خاص لم تتردّد في التضحية بأولادها من أجل الوطن».

ولفت إلى أنّ ثمّة انتصاراً أهمّ في قاموسنا وفي سجّلنا يقتضي على اللبنانيين أينما كانوا أن يستهدوا به، هو الانتصار على كلّ عوامل التفرقة والانقسام في مجتمع متمايز متعدّد يضمّ مواطنين من أديان ومذاهب مختلفة، ومن طبقات اجتماعيّة متفاوتة، وانتماءاتٍ حزبيّة وعائليّة متنوّعة».

وأكد «أنّ أهمية جبل الريحان تكمن في تنوّعه وفي حرص بنيه على هذا التنوّع وتمتين العيش الواحد واتّباع منهج واحد هو منهج الرحمة والحقّ والعدل والانفتاح على كلّ ما هو إنساني ومواجهة كلّ ما هو شيطاني

من جهته رأى وزير الشؤون الاجتماعيّة هكتور حجّار، أنّ الإنسان اللبناني حمل معه إلى بلاد الاغتراب العزم والإرادة، رغبةً منه في توفير لقمة العيش والحياة الرغيدة، كما حمل معه القيم الإنسانيّة والنبيلة، وساهم في تنمية وطنه وبلاد الاغتراب وخدمة الإنسان، وأشاد بدور جمعية الاعتناء بالأمّ والطّفل، ورغبة وزارة الشؤون الاجتماعية في التعاون وإمضاء الشراكة والمساعدة معها، واعداً بتحويل مركز الخدمات الإنمائية في البلدة إلى مركز رئيسي على مستوى المنطق.

وكانت كلمة من وحي المناسبتين للكاتبة والمؤلفة الفرنكوفونية نور زين، ثمّ جرى تبادل تسليم الدّروع التكريميّة، واختتم الحفل  بزيارة مغارة الريحان والحديقة العامة.

وأقام أحمد زين مأدبة غداء تكريمية للحضور في دارته في الريحان.

يذكر، أنّ جمعية الاعتناء بالأم والطفل حصلت على العلم والخبر من وزارة الداخليّة تحت الرقم 793 في 25 تموز 2021، مقرّها الريحان في قضاء جزين، مؤسّسها ورئيسها رجل الأعمال المغترب أحمد زين، وتضمّ هيئتها الإدارية: نائبة رئيس الجمعية وممثلة الجمعية لدى الحكومة ديانا زين، المسؤولة المالية وأمينة الصندوق ديانا الصقّال، مسؤولة العلاقات القانونيّة المحامية زينب علي أحمد، مسؤولة العلاقات العامة الكاتبة نور زين، ومستشار الجمعية رجل الأعمال محمود زين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى