ثقافة وفنون

مهرجان بلدة شارون الفنيّ جهد محليّ بمواهب محليّة

رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى المهرجان الفني الكبير في بلدة شارون ـ جبل لبنان في مقرّ قلعة «شير الروم»، وذلك بحضور حشد كبير من الفاعليات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية، رئيس بلدية شارون مهنا البنا وأعضاء المجلس البلدي.

وتضمن المهرجان سمبوزيوم للفنون التشكيلية وحفل موسيقي وتراثي للفنان والمؤلف الموسيقي زياد الأحمدية ومواهب صاعدة.

والقى المرتضى كلمة جاء فيها: “من ارتفاع ألف وثلاثمئة متر فوق سطح البحر ترتفع شارون ألف درجة على سلم الأصالة اللبنانية، لتطل من جيرةعاليهعلى شرفة عالية الثقافة فيحائها، فيها الفنون جميعها من رسم ولحن وتشكيل وتمثيل، تماماً كما يختزن هذا الجبل التنوع الإيجابي الذي زخر به منذ قرون، فصار أساس بناء الوطن وعنوانه في بريد الشعوب، ولربّ سائل: لماذا يُقام الآن هذا المهرجان، بعدما حزم الصيف حقائبه وجاء يلوح لأيلول بمنديل من حر آب؟ والجواب أن العمل الثقافي عابر للفصول، لا يتأثر بصيف أو خريف أو شتاء أو ربيع، وعابر للسياسة، لا يعيقه تصريف أعمال، ولا يزكيه تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس، والحمد لله على ذلك حمداً كبيراً، فلو كان الأمر معاكساً، لكانت الثقافة اللبنانية في عطلة شبه دائمة”.

ولفت الى ان «غاية الناس على الأرض عمارة الكون بالجمال والسلام والحق والوئام. رسالة يستحقها لبنان أكثر من أي بقعة في العالم، ويرجو أن يكون شبابه منغمسين فيها وعاملين على تحقيقها. ولا شك البتة في أن العمل الثقافيّ هو الميدان الحقيقيّ لإتمام هذه الرسالة، لأنه في كنهه لقاء وحوار».

وأردف: «فالرسام لا يضع لوحة إلا ليحاور بها الجمهور ويحوز على رضاه، وكذلك الشاعر والموسيقي والممثل والفنان. كلهم ينافسون ذواتهم ويشحذون مواهبهم باستمرار ليبلغوا درجات أرقى من التواصل والتفاعل مع الناس. فالفن يسعى إلى مرضاة الآخر عن طريق المنافسة في سبيل الخير العام، فكلما احتدمت المنافسة وتوهّج الفن ازداد الخير بين الناس، بعكس صراعات أخرى قاتلة لا تنتهي إلا بتدمير الذات والمجتمع.

أجمل ما في هذا المهرجان، أنه جهد محليّ بمواهب محلية، لبنان أيها الأحباء، في كل بقعة من بقاعه وجنوبه وشماله وجبله، مليء بالكفاءات المميّزة على جميع الصعد وفي الاختصاصات كافة. وهو قادر بما فيه من ثروات معرفية، أن يحفظ تراثه ويحمي مستقبله، إذا أحْسنتْ إدارة موارده البشرية والطبيعية

وأكد أنوسائل صنع الغد شتى عديدة، لكن علينا أن نتبين مصالحنا أين هي، وحقوقنا أين صارت، وكرامتنا الوطنية كيف نحافظ عليها، واتحادنا كيف نصونه، وثرواتنا كيف نذود عنها، فبهذا يكون لنا الغد ويكون أفضل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى