أخيرة

نافذة ضوء

حذار الحقد والتآمر*

Cuidado com o ódio e a conspiração

 يوسف المسمار **

كل جماعة مهما كانت صفتها، متخلفة أو متحضرة، تحتضن كراهية بعضها لبعض، وتسمح بالمكائد والكيديات بين أعضائها، وتُسهّل تآمر فئة منها ضد فئة أخرى، لا يمكن إنقاذها من التفكك، ومصيرها لن يكون إلا في مقابر الجماعات البائدة.

إن فلسفة التفكير القومي الاجتماعي هي فلسفة الجماعة الواعية المنظمة الهادفة التي تؤسس لتحقيق وحدة ألأمة، وتجاهد لتحقيق نهضة الأمة وحياتها الفضلى، وليس فلسفة الجماعة الجاهلة الفوضوية التي ترفض نواميس الحضارة ولا تقبل الحياة إلا حياة غوغاء وقطعان بشرية.

فمن صفات الهمجيّة هيجان مثالب الكراهية والمكائد والكيديات والمؤامرات داخل الجماعة الواحدة التي تؤدي إلى هيجان الأحقاد بين إبنائها وتفسيخ روابط المودة بينهم ومن ثم تفكيكها وزوالها.

ومن فضائل المعرفة والفهم، توطيد التراحم والتآخي والتعاون والتناغم لتقوية وحدة الأمة وتألق نهضتها لأن في وحدة الأمة ونهضتها حضنها الرحيم الذي يحفظها ويحميها من كل ويل.

 وهذا ما تهدف إليه فلسفة التفاعل الموحّد للقوى الإنسانية في الأمة وفي العالم.

 ومن مزايا الحضارة تنامي فضائل تقوية وتعزيز أواصر الاحترام المتبادل بين الأمم وترسيخ أسباب التفاهم والعلاقات الودية الراقية والتعاون بين الشعوب من أجل مستقبل إنساني أرقى.

هذه هي فلسفة التفاعل الموحّد في داخل المجتمع بين أبنائه وفي علاقاته مع غيره من المجتمعات الإنسانية.

 هذه هي الفلسفة القومية الاجتماعية التي تقول بالتفكير القومي الاجتماعي الجامع للقوى والمنعش والمطلق للمواهب والعبقريات والتي تستطيع أن توحد القوى الإنسانية في الأمة وفي العالم على أساس فضائل الوعي السليم والمعرفة النافعة والعلم المفيد والحضارة النامية المتطورة، ولا سبيل غير ذلك للخروج من العيش البشريّ الهمجيّ الى الحياة الإنسانيّة الراقية.

*ترجمة لمقال منشور في البرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى