أولى

التعليق السياسي

الضفة على طريق غزة

يقول عدد من محللي الشؤون الفلسطينية في صحف كيان الاحتلال، إن مشهد الضفة اليوم يشبه مشهد غزة عشيّة قرار الانسحاب الإسرائيلي عام 2005، حيث تحولت عمليات المقاومة إلى خبز يومي لجيش الاحتلال، والتنسيق الأمني مع أجهزة السلطة يفقد قدرته على اختراق البنى الجديدة للمقاومة، والعمليات المقاومة تزداد تنظيماً، ومستواها التقني الى تقدّم مضطرد، ووتيرتها الى تسارع، والعمل الاستخباري يفشل في استباقها، والحرب الوقائية وحملات الاعتقال تتحول كثيراً من المرات الى عمليات استدراج لدوريات الاحتلال الى كمائن نصبها المقاومون.

صلُب عود المقاومة في الضفة الغربية، وصارت هيكلاً يصعب تدميره، وهي تقوى بالشهداء والأسرى في صفوفها، بحيث لا يؤثر نزيف المواجهات على حيوية العمليات، والخط البياني للعمليات يتيح التوقع بأن ما يبدو يومياً سيصبح على مدار الساعة، وما بدا أنه مختص بمنطقة صار مسرحه مناطق وسيصبح على مساحة الضفة الغربيّة بمدنها وقراها ومخيماتها، فلا تبقى جنين ونابلس والخليل.

النهضة الفلسطينية الجديدة تستقطب الشباب الفلسطينيّ من كل المشارب السياسية والفصائلية، ويتحوّل معها التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال الى مصدر هلع لجنود الاحتلال فعناصر الأمن الفلسطيني باتوا يشاركون في العمليات، كما حدث في عملية الأمس التي أسفرت عن مقتل ضابط في جيش الاحتلال.

خلال شهور سيجد الاحتلال جيشه عاجزاً عن السيطرة المستدامة على مناطق كثيرة من الضفة، وستنشأ أكثر من غزة صغيرة عصيّة على الاحتلال، وتتواصل فيما بينها تدريجاً، وسيصبح عبور الطرق بين مدن الضفة ومخيماتها بحاجة لحشد آلاف الجنود وعشرات العربات المدرّعة والطوافات الحربيّة، وعندها سيكون العدّ التنازليّ للانسحاب من الضفة قد بدأ عملياً، وهو اليوم منظور كل مَن يُبصر ويتبصّر في الأفق المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى