الوطن

العبور إلى الدولة الحقيقية ببركة المقاومة وسلاحها

} د. علي عباس حمية

لقد تفاقمت الأزمات وتوالت الأحداث بشكل لم يعد بالإمكان مواكبتها او التعامل معها لأنّ الضغوط الخارجية مع الأزمات الداخلية وفساد معظم المسؤولين والقيّمين في البلد، وقبيل الوصول الى كافة الحلول وبالأخصّ منها البحرية والثروات النفطية هناك من يعرقل كي يحصل على مكاسب وحصص لشركاته النفطية، ومن ثم يقول «وينيي» الدولة؟

مع علم هذا المسؤول او ذاك أنّ شركة «توتال» عائدة للتنقيب والاستخراج قريباً جداً ومع اقتراب الإعلان عن حصولنا على الحقوق البحرية، والتي هي نتيجة الندية وتوازن القوة بفضل سلاح المقاومة، وإلا لكان مثال اجتياح ١٩٨٢ حاضراً.

ما أقبحه من كلام عندما يردّده مسؤول في الدولة، ويقول أين الدولة؟ لنردّ عليه: أنت جزء منها، لا بل في بعض القرارات أنت الدولة، لا تحمّل عبء الفساد لغيرك، أو لمن ضاع نتاج عمره. ومن ثم يأتي من هو متآمر على البلد بحجة التغيير وصاحب نظرية الثورة وإقفال البنوك وخنق الناس ليتضح فجأة انه يتماشى مع الفاسدين الذين كان يريد محاكمتهم، ومن ثم يكمل دربه بإشعال عواطف الناس بكلمة يُراد بها باطل كما حصل في الأيام الأخيرة من اقتحامات للمصارف لنرى انّ معظمها كان يتمّ تبنيه أو إدارته من قبل ما يُسمّى بـ «قوى التغيير التابعة لحكومة الفوضى الخلاقة»، حيث تستخدم ما يلزمها وفق الطلب على حساب أوجاع الناس لتأجيج نار التآكل الداخلي وفقاً لتوصيات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

لكن الآن وصلنا الى نهاية الطريق وآخر الخط ونقطة اللارجوع، وبفضل المقاومة وسلاحها، شاء من شاء وأبى من أبى، فالحكومة ستتشكل خلال أيام معدودة، والاتفاق والتسوية بخصوص الحدود البحرية قيد الإنجاز، كما استوَت طبخة استحقاق رئاسة الجمهورية بشخصية تكون بمستوى المصلحة الوطنية مقبولة من الجميع.

فيبدو أنّ أبرز المرشحين للرئاسة هم مع حفظ الألقاب: جبران باسيل، سليمان فرنجية، العماد جوزف عون وسمير جعجع، ولكن ربما يرشح كلّ من هؤلاء بديلاً عنهم للتوافق؟ فهل يكون (أيضاً مع حفظ الألقاب) أنطوان شقير مرشح باسيل؟ ستريدا طوق مرشحة جعجع؟ جورج قرداحي مرشح فرنجية؟ أما العماد عون فهل سيُستبدل بفريد الخازن؟

لكن العظة في البداية الجديدة للدولة والوطن والمواطنة ومعرفة العدو، لا يمكن ان نستمرّ بثلاثين سنة أخرى بالمحاصصة والتنفيعات والاسترضاء والفساد وتوريث غلمان السياسة عن آبائهم زعماء الطوائف، طفح الكيل ويجب ان نعيده الى حجمه لكي يستوعب كلّ الموطنين.

لقد قام سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بكافة الطرق لتدوير الزوايا بين الأحلاف قبل الأخصام، فهل سيهدأون من أجل لبنان؟ وهل ستكفّ أميركا وأدواتها في لبنان عن محاولات بثّ الفرقة بين اللبنانيين من أجل العدو «الإسرائيلي»؟ رغم ذلك نجحت المقاومة وسلاحها من وضع معادلة الندية لنيل الحقوق وقيام الدولة، وعليه ان ما سنصل إليه قريباً هو بفضل ما قام به حلف المقاومة في لبنان مع القريب والبعيد من الوطنيين بمحاولة إفشال معظم تلك المؤامرات ومحاولة مقارعة الحصار لاستمرارية الدولة عبر استقدام المازوت من إيران لفكّ حاجة الناس، ومن ثم عرضها لاستيراد الفيول لزيادة ساعات الكهرباء أيضاً من إيران وبالمجان.

نحن نرى في لبنان أين تذهب الهبات اإايرانية وكيف تأتي لصالح الشعب اللبناني كله، أما ما قدّمه الآخرون من الدول الشقيقة عن طريق الفاسدين فذهب معظمه للجيوب.

الدولة الجديدة آتية لا محالة والازدهار مقبل بفضل كلّ من ضحّى من أجل لبنان، وتحديداً المقاومة بكلّ أطيافها وصولاً إلى المقاومة الاسلامية.

وعليه، للبدء بقيامة الدولة والوطن، هل نحتاج الى تفعيل بنود اتفاق الطائف كاملاً من دون نقصان أم تعديله أم نحتاج الى مؤتمر تأسيسي للنهوض؟ علينا تقوية دولتنا ولو قليلاً مع بعض المال والمخزون الغذائي قبل انزلاق العالم لربما الى الحرب العالمية الثالثة، ولكن العبرة هل سينجو العالم من تلك الحرب الكبرى؟ هذا موضع آخر نكتب عنه قريباً. فقد انتهى الوقت وخلص الكلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى