أخيرة

دبوس

كردستان…

لم يوفر الأكراد فرصة إلّا وانتهزوها بإصرار للوقوف في وجه طموحات وتطلّعات شعوب المنطقة، مع الإقرار دوماً بوجود القاعدة ووجود الاستثناء

يحدّثنا التاريخ بأنّ قيادات كردية وبالذات عائلة البارزاني كانت تربطها علاقات حميمة ومصلحية بالصهيونية العالمية حتى قبل إنشاء كيان الإحلال، لم تكفّ الكيانات الكردية التي تتموضع في مجموعة من دول المنطقة كأقليات عن التآمر دائماً والتواصل مع قوىً خارجية ودول لا تريد بالضرورة الرفعة والسؤدد لهذه لشعوب المنطقة، وقامت بمدّ جسور التواصل والتحالف التكتيكي والاستراتيجي مع دول الهيمنة ومع كيان الإحلال الذي انوجد قسراً وعلى حساب الأمة برمّتها والشعب الفلسطيني المظلوم، وتحالفت مع هذه القوى التي لا تريد خيراً للأمة، وتسعى سعياً دؤوباً للهيمنة عليها ونهب ثرواتها

إقليم كردستان في العراق بالذات يتصدّر الأكراد عموماً في انضوائه المقيت بالأفعال وبالأقوال وبالممارسة تحت لواء تحالف الهيمنة والكيان الصهيونى، يقتطع لنفسه قسراً جزءاً من العراق نقيضاً لما ترتضيه الدولة، ويحتكر مداخيل النفط في منطقة كردستان لذاته بما لا يتواءم مع منظومة الدولة، وبوقاحة يطالب بحصته من الناتج القومي الإجمالي العراقي وبواقع 18%، ويمارس دور دولة مستقلة من الناحية السياسية والأمنية، وفوق هذا وذاك جعل من الأرض التي يسيطر عليها مقرّاً ومستقرّاً للموساد وللمخابرات الأميركية ولكلّ القوى المعادية لشعوب المنطقة، والذين يحيكون مؤامراتهم الخسيسة لزعزعة الاستقرار ولإلحاق الأذى بقوىً ودول مناهضة للهيمنة ولكيان الإحلال…!

وتبيّن أخيراً وليس آخراً الدور الذي لعبته أربيل في الإضطرابات المصطنعة التي طرأت مؤخراً في بعض مدن إيران في ما يتعلق بوفاة مهسا أميني، وكيف انطلقت عصابات مناوئة للدولة الإسلامية ومؤيَّدة بالكامل من الكيان الصهيوني ومن إمبراطورية الهيمنة، أؤيد شخصياً ردّاً مدمّراً من قبل إيران لاستئصال هذه العصابات القابعة في كردستان، وأرى ان يتمّ استئصالها بالمطلق مهما كلّف هذا الأمر من تبعات، ولتلقّن أربيل الدرس المناسب والأنجع بلا مراء وبلا مواربة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى