أخيرة

دبوس

السلاح الستاتيكي والسلاح الديناميكي

تطوير الأسلحة التقليدية كان على قدم وساق في الغرب ومنذ اللحظة التي أدرك فيها هذا الغرب انّ السلاح النووي هو سلاح استاتيكي غير قابل للاستعمال، ولذلك وبسبب التفوّق الاقتصادي الغربي أدرجت ميزانيات ضخمة لتحقيق ذلك، وتمّ تحقيق إنجازات جوهرية، ولقد كان من ضمن الأهداف التي نجح الغرب ومن ثم «إسرائيل» في تحقيقه أنّ بإمكان الآلة العسكرية لديهما أن تقذف العدو بكميات هائلة من النيران من خلال التطوير النوعي لسلاح الطيران والصواريخ والمدفعية بما يُقاس في كثير من المناسبات بعدد القنابل الذرية، على سبيل المثال قيل عقب حرب تموز 2006 ضدّ لبنان ومقاومته انّ كمية النيران التي ألقيت على لبنان على مدى الـ 33 يوماً من القتال بأسلحة تقليدية يعادل عدد من القنابل الذرية، وكذلك الغزو الأميركي للعراق قيست كمية النيران التي أسقطت آنذاك على العراق بعدد من القنابل الذرية، التفوّق الغربي في تكنولوجيا الأسلحة التقليدية آخذ في الانحسار لمصلحة الشرق، ولكنه ما زال يحظى بكمية من الإنفاق تفو ق تلك التي يتأتى لروسيا رصده لمصلحة تطوير التكنولوجيا، ولكن في ما يتعلق بالأسلحة النووية وبالذات التكتيكية فإنّ روسيا متفوّقة، ومن بديهيات الأمور بأنّ المرء في حالة القتال يستخدم السلاح الأكثر فاعلية لديه والأكثر إيذاءً للعدو، ولذلك لا أستبعد أبداً في حالة تطور الأمور عميقاً في التصعيد أن تلجأ روسيا الى استخدام السلاح الذري التكتيكي ضدّ التجمعات العسكرية والوسائط اللوجستية الأوكرانية

وفي واقع الحال فإنّ التهديد النووي سيبقى ماثلاً من الآن فصاعداً ككابوس يقضّ مضاجع البشرية ولا أرى إلا هذا، إما ان تمتلك وتطوّر كلّ دول العالم سلاحاً نووياً، أو تنزع هذه الأسلحة من كلّ دول العالم، هنالك دور استاتيكي للسلاح الذري تمارسه الدول الغربية المالكة لهذه الأسلحة لابتزاز شعوب العالم، ونهب ثرواتها، وتركيعها والتنمّر عليها.

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى