أخيرة

دبوس

الانطباعية في السياسة الغربية

 

في التكوين الكيميائي للعقل البالغ التعقيد في الشخصية الغربية قناعة متأصّلة في المبالغة لإحداث موقف انطباعي لدى المتلقّي أملاً في تكوين حالة لا أساس لها من الناحية العملية الفيزيائية، ولكن لإثبات حيثية مفتعلة، وللوصول الى أهداف سيكولوجية يترتب عليها إنجازات كمية، تنظر على سبيل المثال لا الحصر الى داخل الإطار التلفزيوني للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهو يتحدث في إحدى المناسبات، لا بدّ دائماً أن تجد في مجمل الخلفية التي تتكوّن عادة من إثني عشر شخصاً يزيدون أو ينقصون قليلاً، رجلاً وامرأة من أصول أفريقية، يحملان شعارات ترامب، وينفعلان ويهللان بنفس الطريقة التي ينفعل بها البيض، رغم عنصرية ترامب وفاشيته وكراهيته للأقليات وللأعراق الأخرى، إلّا أنّ الماكينة الفكرية التي تخطط له وتنظم لقاءاته وحملاته تصرّ على أن تتخذ إجراءات شكلية كيما تعطي انطباعاً مخاتلاً لإخفاء حقيقة الرجل العنصرية بلمسات انطباعية، ولا بأس ان تكون مندوبة أميركا في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد من أصول افريقية، ولا بأس كذلك ان تكون كارين جان بيار المتحدثة باسم البيت الأبيض سوداء

كلّ هذا هو لزوم الحبكة، حتى نظهر بمظهر لا عنصري، وواقع الأمر انّ المجتمع الأنجلوساكسوني في أغلبيته مفعم بالعنصرية، ولكنه في نهاية المطاف ينتمي الى المادة التي لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وهي أيضاً مخاتلة، يتدفق بعيداً عن المركز نقيض ما يتشبّث بالمركز، الخبيئة مفعمة بالعنصرية والرغبة في إلغاء الآخر والأنانية المفرطة، ويتدفق بعيداً نحو السطح مظهر ناعم يحاول ان يضفي انطباعاً مخاتلاً بنقيض كلّ ذلك الشرّ في المركز، تلك هي المادة، وتلك هي واحدة من طبائع المادة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى