مقالات وآراء

التلويح بالقنبلة القذرة مؤشر لنهاية الحرب؟

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
ليس من فراغ أن ترفع روسيا الصوت عالياً محذرة من إقدام أوكرانيا على إنتاج «القنبلة القذرة» على جبهات أوكرانيا واتهام روسيا باستعمالها لاحقاً!
يبدو انّ الروس متأكدين من هذه «البروباغندا الأوكرانية» بدليل ادّعاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأنّ الروس اتخذوا الترتيبات الخاصة، وهذا يعني شيئاً واحداً انّ روسيا حضّرت بالفعل لكلّ ذلك.
ولأن الروس استشعروا هذا الخطر وباتوا متأكدين من أنّ بريطانيا تمدّ الأوكرانيين بالتقنيات الضرورية لإنتاج القنبلة، أجرى رئيس الأركان العامة الروسية فاليري غيزاسيمون اتصالاً عبر الهاتف برئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي للمرة الأولى منذ أيار الماضي، وناقشا العديد من القضايا الأمنية ذات الصلة، واتفقا على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة واعتبار ما دار بينهما شأناً خاصاً، وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تليغرام انّ المكالمة تناولت احتمال استخدام أوكرانيا القنبلة القذرة.
كذلك اتصل الجنرال الروسي بنظيره البريطاني الذي طلب الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة لإدارة مخاطر سوء التقدير وتسهيل التهدئة.
وذُكر أيضاً انّ هذه الاتصالات جاءت في أعقاب محادثات وثيقة بين المسؤولين الروس وآخرين في حلف الناتو…
ما هي القنبلة القذرة وما هي خصائصها؟
القنبلة القذرة ليست سلاح دمار شامل لكنها سلاح تخريب شامل يهدف الى التلويث حسب توصيف اللجنة التنظيمية النووية الأميركية.
وانّ هذا السلاح الذي تقول عنه موسكو انّ كييف تستعدّ لاستخدامه فيما تنفي أوكرانيا ذلك وتدّعي انّ روسيا اتخذتها حجة لضرب أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة المدمّرة ومنها القنبلة القذرة التي هي قنبلة تقليدية محاطة بمواد مشعّة لنشرها على شكل غبار عند وقوع الانفجار.
وبينما تُعدّ القنبلة القذرة أقلّ تعقيداً في تصميمها وتحتوي على متفجرات تقليدية، لكنها تستطيع ان تلوّث مساحات جغرافية عن طريق الإشعاعات المباشرة وتكفي للإصابة بأمراض خطيرة وفورية.
وثمة تساؤل؟
هل اتصال رئيس الأركان الروسي بنظيريه الأميركي والبريطاني، هو مقدمات لوقف الحرب؟ او على الأقلّ للسيطرة عليها وعدم انفلاتها الى استعمال وسائل غير تقليدية؟ وضرورة الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة لتفادي ايّ تهوّر كاستعمال القنبلة القذرة؟ او غيرها.
وكان لافتاً وصف المحادثات بـ «الخاصة».
لا نستطيع الجزم بأيّ احتمال، في ضوء العقوبات الأميركية الشديدة ورغبتها في امتداد الحرب لأطول فترة ممكنة لاستنزاف القدرات الروسية. وتقول وسائل إعلام أميركية انّ العقوبات وضوابط التصدير الروسي المتوقف سيؤدّي الى تأثيرات كبيرة على الجيش الروسي والى تراجع القدرة على إنتاج الذخائر الدقيقة التي ستتضاءل بشكل كبير. وتدّعي صحيفة «نيويورك تايمز» بأنّ روسيا ستضطر لشراء دبابات من كوريا الشمالية وطائرات مُسيّرة من إيران!
ونعتقد انّ مثل هذا التبسيط غايته المساهمة في الحرب الإعلامية الأميركية الغربية العالمية على روسيا، ما يجعل المستجدات منوطة بأوقاتها، كالخطاب الشديد للرئيس الصيني في المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى