أخيرة

نافذة ضوء

الصراع الفكري
في المفهوم القومي الاجتماعي

‭}‬ يوسف المسمار*
إن الصراع الفكري في الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الأهم، ولا يرفض الصراع الفكري الا الضعيف العاجز. والصراع الفكري هو وسيلتنا الفضلى لإقناع أبناء أمتنا بصحة عقيدتنا. فمن يقتنع بصحتها ينتسب اليها عن وعي، ومن ينتسب عن وعي يكون إيمانه بها واعياً. ومن كان الوعي أساس إيمانه، كان أقدر على خوض الصراع الفكري والانتصار.
وفي هذا المجال فنحن لا نحتكر الوعي والعمل الصالح لأنفسنا فقط، ولا ننكر على أبناء أمتنا وعيهم وأعمالهم الصالحة بل نعمل على ترسيخ تفاعل الوعي والعمل الصالح بين جميع بنات وأبناء أمتنا فيزداد الوعي وعياً والصلاح صلاحاً، فلسنا إلا أبناء لهذه الأمة المنكوبة بأمراضها الداخلية وباعتداءات الأعداء عليها. والصراع الفكري الذين ينمّي الوعي، ويعمّق المعرفة، ويوسع أبعاد النظر، ويزيد الصلاح، ويرفع من قيمة العطاء والتضحية الفردية لصالح تقدّم المجتمع هو الوسيلة المثلى لتمتين أواصر المجتمع.
وأعظم انتصار نحققه في أمتنا حين يفهم أبناؤها الذين هم اخواننا ويستوعبون بشكل أعمق حقيقة عقيدتنا وحزبنا وغايتنا فينتصرون بنا وننتصر بهم وننتصر جميعاً بتحقق الأخوة القومية الاجتماعية التي تجعل كل مواطن مثقفاً معلّماً، وعاملاً منتجاً مبدعاً، وجندياً خفيراً. فيكون بذلك نصراً للأمة ونصراً لأبنائها.
وهكذا نكون مصابيح نور تهدي في الداخل والخارج كل من يؤمن بإنسانية الإنسان قيمة القيم العليا، وتنعش بصر كل مَن أعمته الأنانية واستفحلت فيه عصبية الهمجية فعادت إليه قوة البصيرة التي تريه أن خيره من خير مجتمعه.
إن مدرسة حزبنا باقية بمبدأ الصراع الفكري الذي يعني الاجتهاد برقي الفكر والعلم والفن والإبداع والإنتاج بوجهيه المادي والروحي، وحزبنا باقٍ باستمراره في ساحة الصراع بتعثراتنا كما في إنجازاتنا، وفي ان انكساراتنا كما في انتصاراتنا لأنه حركة نهضة تعمل للأجود والأفضل.
والغاية من الصراع الفكري هي الخروج من عتمة الجهالة والتجهيل، والضلالة والتضليل الى ميادين الوضوح والحياة الأرقى والأجمل ولا قيمة لصراعٍ فكري ان لم يكن فكراً يسابق فكراً في اجتثاث الخرافات، وإبداعاً ينافس إبداعاً في طرد الأوهام، وتنويراً ينير ويستنير، وإنتاجاً معرفياً لا يكتفي بما كان بل يعمل لما يجب ان يكون.
إن صراعنا الفكري القومي الاجتماعي هو مسيرة بدأها رفقاؤنا ورفيقاتنا بالإنتاج والإبداع والبطولة والتضحية ونحن استمرارٌ لهم في ما أدّوه من منجزات، وحين لا نكون كما كانوا وفوق ما كانوا، ولا ننتج مثل ما انتجوا وأفضل مما أنتجوا، ونبدع مثل ما أبدعوا وأعظم مما أبدعوا، ونمهد الطريق لمن يأتي بعدنا بأوضح وأرقى ما يكون التمهيد نقصّر في فهمنا للصراع الفكري القومي الاجتماعي الذي يعني وصل جميل الماضي بجمال ما في الحاضر تمهيداً لإنجاز ما هو أجمل وأكثر جمالاً في المستقبل.
لقد قال أنطون سعاده: «إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ».
وتغيير وجه التاريخ لا يتحقق بدون صراع وفعل، والصراع الفكري هو في مقدّمة كل أنواع الصراع وهيهات هيهات بدون صراع فكري وفعل عملي ومثابرة في الجهاد يمكن تغيير وجه التاريخ.
*باحث وشاعر قومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى