ثقافة وفنون

السيدة فيروز…

‭}‬ د. كلود عطية*
اللقاء معك، يا سيدة الغناء، يختصر كلّ اللقاءات، وإذا نحن، وجهاً لوجه، أمام بداية البدايات.. حيث، من قبل، لا معنى للفن، ولا للموسيقى، ولا حتى للمسرح والسينما وكلّ الفنون…
قد يكون الكلام هذا ضرباً من جنون، ولكن… هي فيروز الطفولة والشباب والنهايات، هي الذاكرة المحفورة في الروح، والصوتُ الذي يردّد في حضرة الصمت كلماتٍ وأنغاماً وألحانَ الحياة.
كيف لي أن أراسل فيروز من موقع المسؤولية، من عمدة الثقافة والفنون الجميلة التي كانت لتنهضَ بالأرض، وتلامس بالنضال السماواتِ.
كيف سأخاطب فيروز بالكلمة، والكلمة هي التي نسجت الحب في حياتي، وجعلتني أقربَ إلى النغم والصوت والإبداع، وهذّبت لغتي القومية، فكنت منصفاً لذاتي، وأفكاري، ومشاعري المسجونة في قفص ذكرياتي.
كيف أخاطبك، سيدتي، وأنت الحرف والكلمة والصوت، وأنت مع الرحابنة كنت قلادة متوهّجة بين أعمدة بعلبك، وبصرى الشام، والمسرح الدمشقي.
لن ننسى أبداً يوم التقى بك وبالرحبانيين الشاعر عمر أبو ريشة وخاطبكم قائلاً: خذوا شعري كله، واعطوني قصيدتكم «لقاء الأمس».
دومي لنا، سيدتي، وللبنان، ولهذه الأمة التي لا تقاربها أمم الأرض كلها .
*عميد الثقافة والفنون الجميلة
في الحزب السوري القومي الاجتماعي

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى