ثقافة وفنون

عذراً حبيبي..

 

‭}‬ عبير حمدان
تساقط الحبر عند أعتاب القصيدة
وذابت كل النذور..
تأتيني ليلا كعابر ريحٍ
لا ينحني
لا يلتمس نبضي
ولا ينسكب طيّ تأوهاتي
تأتيني كزبد البحر
تجر نثرات رمالي
حتى باتت كل شواطئي صخرية
وسفني متكسرة
لم أعد تلك الطفلة
بياض العمر لوّنني
وانت تسكن ابتساماتي
وما تخبئه الروح من دمع..
مالح كل هذا البكاء
لم أعد تلك الأنثى الملونة بالشفق
وأنت تأخذ ما تبقى من خيوط الغبار
تغزل شمساً أخرى
وتؤلف فجراً حيث رميت كل الكواكب
كيف أراقص خيالي
والفلك بلا بريق أنفاسك
والنجوم لففتها في غفلة مني
حتى رذاذ العطر تبخر
لم أعد تلك الحالمة
فالأحلام لا تبصر ذاتها
عند حدود الحكاية…
يا من رصفت الأقحوان على تقاطيعي
وضممت سنابلي وتذوقت ندى الدوالي
كيف تلملم أشلاءك وتمضي؟؟
كيف تعبر الدروب دون أن تمر ببالي
كيف استردّ من ذاتك ذاتي؟؟
عذراً حبيبي
سرقتني غفوتي
واشتعل ليلي الطويل
حيث اخترقت حرارة الرصيف البحري وجهي
فرشت لك كل الخصلات وبريق النظرات
وخططت على صدرك تشققات حمراء
وصمت لا ينتهي وصلاة
عذراً حبيبي
غلفني ارتعاشي
فتسللتُ طي جلدك
وارتشفت كل أنوائك
وتركت روحي حيث القيت مرساتك
لم تعد الريح عاتية
تكسر جنونها حيث يعلو كل هذا الجليد
بيني وبينك خط استوائي
ورغبة محتضرة
وبقايا قصيدة لم أكتبها
وصور تمزقت
وانتظار تملكه الممات
عذرا…
لكني أخلع توقي وخوفي
وانتزع من جموحك ليلي
فقد آن لبركاني أن يستكين
وكل الجمرات ستبتلع نشوتها
وكل الحمم ستمسي رماداً
لم أعد تلك الدوائر المتصاعدة من تبغك
لم أعد كتابك وبحرك
سأنزع أبجدية اناملك عن جسدي
سأغتسل من كل ذنوبي وملحي
وأتخطى صمتي
إلى حيث لا يسيل الشمع والوله
إلى حيث لا أراك
غلى حيث لا تراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى