ماذا يعني سقف سعر النفط الروسي؟

– قرّرت واشنطن وحلفاؤها فرض سقف لسعر بيع النفط الروسي بـ 60 دولاراً للبرميل، ومعنى القرار أن الدول الغربية والأوروبية تحديداً ستكون مستعدّة لشراء النفط الروسي والسماح لأساطيل سفنها بنقله وشركات التأمين الغربية بتغطية عمليات البيع والنقل. حصرا في العقود التي تحترم هذا السقف. والقرار محاولة للهروب من قرار منع استيراد ونقل النفط الروسي والتأمين عليه، ومحاولة إغراء روسيا بالقبول باعتماد سعر أدنى من السوق بقرابة الـ 20% لتفادي المنع والقطيعة.
– روسيا أعلنت رفض القرار وحذرت من خطورة تأثيره على استقرار أسواق الطاقة العالمية، وقالت إنها لن تبيع نفطها لأي من الدول التي تلتزم بقرار وضع سقف لسعره، وهذا يعني أن الأمور ستتحرّك بين احتمالين، الأول أن تكون روسيا قادرة على تجاهل القرار الغربي بالاستناد إلى قدرتها على تسويق كميات النفط التي تطرحها في الأسواق العالمية لدى دول لا تلتزم القرار الغربي وخصوصاً الصين والهند. والاحتمال الثاني أن تكون روسيا قد قررت تحويل القرار الغربي إلى عقوبة للغرب، عبر حجب كميات تجارية ضخمة كانت تطرحها في الأسواق عن البيع، ما يتسبب بأزمة طلب مرتفعة على النفط ويتسبب برفع الأسعار العالمية، وتقف تتفرّج على الدول الغربية والأوروبية تحترق بنيران غبائها، كما فعلت في سوق الغاز.
– بين حد أدنى يتحوّل فيه القرار الغربي الذي بنيت عليه أحلام وآمال كبار بأنه الضربة القاضية لروسيا، الى مجرد حبر على الورق لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، وحد أعلى يتسبّب به القرار الغربي الأحمق بإشعال أزمة كبرى في سوق النفط يحترق بنيرانها، حقيقة تتكرّر وهي أن القيادات الأوروبية والأميركية تعيش انفصالاً عن الواقع، وهي أسيرة لعبة حسابات الكترونية سرعان ما تكذبها الوقائع.

التعليق السياسي