أخيرة

آخر الكلام

المكتبة المنزلية…
العمود الفقري لبيتك

‭}‬ صباح العلي
أوّل كلمة نزلت في القرآن الكريم «اقرأ» ورغم ذلك تشير الدراسات أنّ متوسط معدّل القراءة في العالم العربي لا يتعدّى ربع صفحة للفرد سنوياً!
الكثير من المنازل تمّ تصميمها من غير أن يفكر الوالدان في وجود مكتبة منزليّة، أو حتى ركن صغير يعدّ كخزانة كتب. رغم أنّ المكتبة المنزليّة تعدّ من أهمّ أنواع المكتبات؛ لأنّ وجودها في المنزل يخلق جوّاً ثقافياً لأفراد المنزل. وهي كذلك تعمل على غرس حبّ القراءة في الأفراد في عمّر مبكّر.
فالمكتبة المنزليّة ليست مجرّد مجموعة من الكتب أو مجرّد ديكور في المنزل وإنّما يجب ان تكون من أهمّ مقتنيات البيت، كما يجب أن تفهرس وتنظّم بطريقة من طرق الترتيب المعروفة أو أن تكون منظّمة بطريقة يبتدعها أصحابها.
تشير الدراسات إلى انّ تأسيس مكتبة منزلية يعدّ من الوسائل التي تساعد على التنمية وتشجيع القراءة عند أفراد الأسرة. فعندما يبدأ الطفل منذ سنواته الأولى بحمل الكتاب المخصّص لعمره، يألف وجوده، ويصبح هذا الكتاب جزءاً من حياته اليوميّة. وحين يكبر قليلاً تزداد هذه العلاقة بينهما ويبدأ بشراء كتبه المفضّلة ويطالع فيها متى شاء وفي أيّ وقت كان.
فالقراءة هي مفتاح المعرفة الذي يمدّنا بالمعلومات عمّا يقع في الكون من أحداث، وما يدور في المحيط من وقائع، وما وصلت عليه العقول من خبرات، وهي إلى جانب ذلك متعة تعين على ملء أوقات الفراغ بنشاط مثمر ومفيد.
فالمعلومة التي يمنحها الكتاب أعمق، وأكثر دقّة من المعلومة التي نقرأها على وسائل التواصل الاجتماعي.
المكتبة المنزليّة حاجة أساسية للفرد لأنها كذلك توسّع دائرة خبراته، وتفتح أمامه ابواب الثقافة، وتحقق له التسلية المفيدة، وتكسبه حصيلة لغوية كبيرة تجعله يتحدث ويكتب بشكل أفضل، وتعطيه القدرة على التخيّل وبُعد النظر، وتنمّي لديه مَلكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم لديه كما تعطيه القدرة على حلّ المشكلات التي تواجهه.
إنّ الدول المتقدّمة اتبعت عملية إنشاء مكتبات ضخمة تساعد من خلالها أبناءها على القراءة بشكل مستمرّ وكسلوك يومي مُتبع.
فمكتبة الكونغرس الأميركيّة هي أكبر مكتبة في العالم، والأكثر تكلفة وأماناً.
وفي زمن المأمون العباسي كان يعطي وزن الكتاب المترجم من لغة أخرى إلى العربية ذهباً وهذا يؤكد على دور الكتاب وأهميته من الزمن القديم.
كما كان أسوأ ما في دخول التتار إلى بغداد هو إحراق مكتبتها ورمي كتبها في نهر دجلة، فبغداد بعد سنوان عادت ولكنّ كتبها ضاعت إلى الأبد فمن هنا تبدأ سيطرة الأمم، ومن هنا يبدأ زوالها.
ويوم معركة بدر اشترط الرسول على أسرى قريش الذين يعرفون القراءة والكتابة ان يعلّم كلّ واحد منهم عشرة من المسلمين، فانتصر عليهم وقال لهم: «أريد أقلامكم هذه الأمة يجب أن تقرأ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى