أخيرة

دردشة صباحية

طفلة في ليلة العيد*

‭}‬ يكتبها الياس عشي
في ليلة الميلاد سنة 1975 كان المطر والصقيع يلفّ المدينة، وكنت أسير في شارع عزمي، فلمحت طفلة حافية القدمين، ممزقة الثياب، تقف أمام واجهة تعرض ألعاب العيد بكلّ أنواعها. وقبل أن أصل إلى البيت كانت هذه القصيدة:
على دربٍ
رأيت طفلةً ترنو إلى لُعبٍ
بعينيها سؤالاتٌ:
يسوعُ الطفلُ هل يأتي؟
وإنْ جاءَ
فهل يرنو إلى صُغرى؟
إلى من عاشتِ البردَ
وإسماً دون عنوانِ؟
بقربِ كوخِنا قصرٌ
يمزّقُ عتمةَ الليلِ
يمزّقني
يفتّتني
يمرجحني على حبل من الشكِّ
ويرميني
بدائرةٍ
من الحقد…
أيا ربي
لماذا الشكُّ والحقدُ
بقلبِ الطفلةِ الصغرى؟
لماذا الشكُّ والحقدُ؟
لأنّ الطفلَ لا يولدْ
بكوخٍ دون جدرانِ
ولا يأتي لأطفالٍ
لباسهمُ من العفْنِ
طعامُهمُ من التبنِ…
يسوعُ الطفلُ لا يأبه
لأمثالي
فلِمْ آبهْ
لميلاده؟
وسارت طفلةُ الدربِ
على الدربِ
على وحلٍ من العيدِ
على صوت المزاريبِ
بعينيها سؤالاتٌ:
يسوعُ الطفلُ هل يأتي؟
ولمْ تأبهْ
لأنّ العيدَ قد مات
بعينيها
بكوخٍ فيه أطفالٌ
يموتون
منَ البردِ.
*نزولًا عند رغبة البعض أعيد نشر هذه القصيدة بمناسبة عيد ميلاد السيّد المسيح

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى