أخيرة

نافذة ضوء

عيد الفرحِ العظيم
Dia da grande alegria

‭}‬ يوسف المسمار*
إن عيدنا الأكبر كأشخاص ومواطنين هو يوم نعي ونفهم أننا لا يمكن أن نرتقي بانعزاليّتنا كأفراد يتباهون بأنانيّاتهم، ولا كمجموعات فئوية تتفاخر بكثرة عددها أمام أقليّات عددية، ويقود الأفراد والفئات الكثيرة والقليلة العدد أفراد أنانيّون ساعدتهم الظروف على خداع غيرهم بالفتن، وشوّهوا نفوس غيرهم بالإشاعات والأضاليل.
وبتضارب عقائد الأفراد والفئات بتضارب آراء ونيات وغايات من يقود مجتمعنا في الحياة كمجموعات متضاربة الأهداف والمقاصد ساءت حالنا وشوّهت نفوسنا فابتعدنا عن قضية حياتنا العامة بهيجان الأحقاد وفوران الأنانيّات بين الأفراد والتكتلات والفئويات والطائفيات التي سهلّت للأعداء المتربّصين بنا التسلل الى داخل نفوسنا حتى صرنا شظايا أسر وعشائر وفئويات لا يستقر حالها على وضع، ولا تستقرّ أوضاعها على عمل باستثناء التهاتر والتنابذ والتضارب والتقاتل الذي ليس من نتائجه إلا الخراب.
وهذا هو الويل الكبير الذي حلّ بأمتنا ويكاد يخرجنا من التاريخ لولا بقية قليلة منا رفعت ترس مقاومة التمزق الروحي والتضعضع الفكري والنعرات البغيضة، وامتشقت حسام مهاجمة الباطل والظلم والعدوان.
إن الحياة الكريمة لا تكون كريمة إلا بالوعي السليم، والوعي السليم لا يكون وعياً سليماً إلا إذا دفع صاحبه الى الحصول على الحرية والتمتّع بفضيلتها.
والحرية حتى تكون حريّة لا يمكن أن تتحقق إلا بنظام الحياة الراقية العزيزة وليس بالعيش الذليل.
ونظام الحياة العزيزة محالٌ قيامه بدون تحمّل مسؤولية النهوض وواجب السعي الى الارتقاء.
والنهوض والارتقاء لا يتحققان بدون العوامل المادية والروحية التي تتفاعل في ما بينها وتتّحد وتتوحّد وتصبح وحدة مادية روحية تتمظهر وتتجلى وتتألق بمظاهر الوعي القومي الاجتماعي، والحرية القومية الاجتماعية، والنظام القومي الاجتماعي، والقوة القومية الاجتماعية التي هي من مظاهر الحضارة الإنسانية العامة بأوضح مظاهرها، وأحقّ معانيها، وأخير مردودها، وأجمل روائعها، وأقوى بناء لها في الوجود، وأوعى غاية تتجه اليها ويجذبها اليه مثال أعلى عظيم يطارد القمم العظيمة على الدوام.
إن الحياة تتعزّز فقط بالتفاهم والإلفة والتلاقي الحضاري القائم على الحق والعدل والاحترام المتبادل الصادق بحيث تتفاعل فينا عوامل الخير بالصراحة والمحبة والأخوة القومية الاجتماعية التي هدفها الدائم خير كل واحد منا وخير شعبنا كله، وخير الإنسانية في كل مكان.
هذا هو عيد الفرح العظيم الذي يُحرّك أبناء شعبنا جميعاً نحو النجاح والرقي والفلاح.
إن الغرض المهم من جميع رسالات الأنبياء والحكماء والمفكّرين الصالحين هو التواصل والتلاقي وتوطيد العلاقات الإنسانية بالفضائل العالية ليحيوا حياة التعارف والمحبة والاحترام والتعاون.
المهم، اذاً، هو أن نعمل جميعاً لنحقق عيد الفرح العظيم لكل أبناء شعبنا ليتمكّن شعبنا من المشاركة والمساهمة في تحقيق فرح جميع الشعوب.
إن عيد الفرح العظيم هو عندما يعمّ الوعي السليم فيُحترم الحق ويُنبذ الباطل، وينتهي العدوان وتتوطّد العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات والأمم، وتنتصر أخلاق التعاون على كل ما يؤدي إلى التخلف والانحطاط والخراب.
وهذه بعض أهداف رسالة الثقافة السورية القومية الاجتماعية التي تهدف الى توطيد العلاقات الإنسانية بين الأمم بالفضائل العالية من أجل حياة كريمة دائمة السعي الى كل ما هو أرقى وأفضل.

*المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية البرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى