الوطن

ندوة في مخيم برج البراجنة بعنوان: «الإعلام الفلسطيني في لبنان: المأزق والحلول»

ألقى الكاتب الصحافي الفلسطيني عبد معروف محاضرة بعنوان «الإعلام الفلسطيني في لبنان: المأزق والحلول»، في قاعة رابطة الكابري الاجتماعية في مخيم برج البراجنة، بحضور شخصيات وفاعليات شعبية وثقافية وتربوية من أبناء المخيم.
نظمت الندوة لجنة الثقافة والتعليم في المخيم، وقدّم لها الصحافي أحمد الحاج، وتناولت نقاطاً بارزة في وضع الإعلام الفلسطيني في لبنان، وأسباب تراجع تأثيره وأزمته والمأزق الذي يمرّ به في هذه المرحلة بالذات.
في بداية المحاضرة أعرب الإعلامي عبد معروف عن اعتزازه بهذا اللقاء الذي كان فرصة للاجتماع بهذه النخب الثقافية والتربوية الفلسطينية، وأيضاً لأنّ الندوة تناولت موضوعاً هاماً وهو الإعلام الفلسطيني. مشدداً على أهمية هذه اللقاءات والندوات، داعياً إلى تشكيل الأطر الثقافية وتنظيم الحوارات والنقاشات الإعلامية، للمساهمة في رفع مستوى وعي الشعب وخاصة قطاع الشباب وللمساهمة في بلورة رأي عام مساند للقضية وللقضايا الإنسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان..
وحول اختيار عنوان المحاضرة «الإعلام الفلسطيني في لبنان.. المأزق والحلول»، شدّد المحاضر على انّ اختيار هذا العنوان جاء لأسباب كثيرة أبرزها أهمية دور الإعلام في رفع مستوى المعرفة والوعي وتعزيز الإرادات والهمم، والدعوة إلى الوحدة والحشد في ميادين الصراع.
وجاء في المحاضرة أنّ الاعلام الفلسطيني لعب دوراً ريادياً في مراحل القضية الفلسطينية، واستذكر مجلات فلسطين الثورة والهدف، والحرية ونضال الشعب والدراسات الفلسطينية، وعمل مركز الأبحاث والتخطيط والإعلام الموحد، وغيرها من المراكز والمؤسسات الإعلامية التي كانت ناشطة في إصدار الكتب والنشرات التعبوية والتحريضية والتوثيقية.
وتناولت المحاضر دور الشهداء الإعلاميين والصحافيين من أمثال: غسان كنفاني، كمال ناصر، ماجد أبو شرار، حنا مقبل، ناجي علوش، وناجي العلي، اسماعيل شموط، والشعراء: محمود درويش، معين بسيسو، سميح القاسم وغيرهم العشرات والعشرات ممن كتبوا بالدم لفلسطين، وشدّد على أنّ هذه الرموز الإعلامية شكلت منارة لإعلام فلسطيني خلال عقود وواكبت نضالات الثورة وعملياتها الميدانية، وبذلت الجهود من أجل بلورة رأي عام فلسطيني وعربي ودولي مساند للقضية الفلسطينية عام.
وأكد معروف أنّ الوفاء لهؤلاء الشهداء هو باستمرار مسيرتهم وتطوير أعمالهم الثقافية والسير على خطاهم دفاعاً عن حقوق الشعب والقضية.
وتناولت المحاضرة بشكل تفصلي استمرّ لحوالي ساعة ونصف الساعة عناوين مهمة في حال الإعلام الفلسطيني في لبنان، ورأت أنّ هذا الإعلام اليوم هو إعلام الفصائل، وليس إعلام الشعب، وهذا يعني أنّ المؤسسات والمنابر الصحافية الفلسطينية هي مؤسسات تسلط الضوء على نشاطات الفصائل وتحركات القيادات، ولا تتناول بأيّ حال من الأحوال، معاناة الشعب الفلسطيني وأزماته، ولا تحقق في أسباب هذه المعاناة ولا في خلفياتها ولا في مخاطرها، وبالتالي ليس هناك اهتمام شعبي بإعلام الفصائل، وليس هناك إعلام فلسطيني جادّ في لبنان يعمل على تأدية مهمته ويقوم بمسؤولياته الوطنية بأسلوب احترافي ومهني رفيع المستوى، لذلك لم يكن الإعلام الفلسطيني في لبنان على مستوى مخاطر المرحلة ولا على مستوى الأزمات والمعاناة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في لبنان تحديداً.
وهذا يعني أنّ الاعلام الفلسطيني في مأزق، مأزق حقيقي، برز أيضاً من خلال حالة الانقسام والفوضى التي يعيش فيها هذا الإعلام من جهة، وأيضاً من خلال ضعف الكادر الإعلامي الذي وجد لنفسه مهمة الدفاع عن الفصيل والقائد والمسؤول، وليس معالجة قضايا ومعاناة الشعب والبحث عن أسبابها وخلفياتها.
لذلك كان يسهل على إعلام الفصائل أن تنقل لنا الخبر من هنا وهناك، لكن إعلام الفصائل هذا لم يتمكّن ولم يعمل ويبذل الجهود من أجل أن يشرح للشعب لماذا وقع هذا الحدث، وما هي خلفياته وأسبابه ومخاطره، لذلك يشعر الشعب أنّ إعلام الفصائل لم يعد إعلامه، ولا يعبّر عن آماله وآلامه.. بل هو إعلام الفصيل، وبالتالي ولأنّ الفصائل تعيش مرحلة الانقسام والأزمات الداخلية، فهذا يعني انّ الإعلام الفلسطيني يعيش نفس الأزمات وهو تعبير واضح ومرآة لأزمات الفصائل نفسها.
لذلك فالإعلام الفلسطيني لم يتمكن من المساهمة في رفع مستوى وعي الشعب ولم يتمكّن من إخراج الشعب من حالة اليأس والإحباط التي يتعرّض لها، ولم يعالج هذا الإعلام قضايا الجهل والفوضى والمخدرات والهجرة بقوارب الموت، وإطلاق النار العشوائي في أزقة المخيمات.
وبالتالي فإنّ مأزق الاعلام الفلسطيني في لبنان هو مأزق الحياة السياسية الفلسطينية هو مأزق الحركة السياسية الفلسطينية.
وأكدت المحاضرة مجدّداً أنّ كلّ المشهد الإعلامي الفلسطيني في لبنان يؤكد أنه يمرّ في مأزق له مخاطره، ومن الضروري العمل من أجل معالجته والبحث عن حلول من خلال دفع الجهات المعنية لتأهيل وسائل إعلامها وإعلامييها، ليكون وطنياً ومهنياً على مستوى المرحلة الخطرة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في لبنان وقضيته الوطنية.
كما تكون الحلول من خلال توسيع دوائر الحوار والنقاش والتقييم ودفع الفصائل لأن تتحمّل مسؤولياتها وأن تعمل بشكل جاد للاهتمام بقضايا شعبها، والعمل لتشكيل إعلام قادر ونافذ يتحمّل مسؤوليته التاريخية في الدفاع عن حقوق الشعب الوطنية والاجتماعية والمعيشية.
ودعت المحاضرة النخب الثقافية والفكرية لتشكيل ألأطرها وعقد اجتماعاتها وتنظيم الحوارات للخروج من الأزمات، ذلك لأنّ الشعب الفلسطيني في لبنان يعيش حالة من التيه والضياع، دفعته للهجرة بقوارب الموت وتفشي المخدرات الجهل والتسرّب المدرسي.
وبعد حوالي ساعة من المحاضرة، فتح باب الحوار والنقاش وتوجيه الأسئلة الذي استمرّ لأكثر من نصف ساعة، ما أشار إلى تفاعل بين المحاضر والحضور، وتفاعل الحضور مع موضوع المحاضرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى