أخيرة

دبوس

بين الوهم والحقيقة

ما يحدث في واقع الحال بين محور المقاومة والجبهة التي تمّ استحداثها من الأوهام وإضفاء شرعية زائفة عليها لأهداف نهبوية استعمارية هو صراع بين الحقيقة الراسخة المتأصّلة الضاربة جذورها عميقاً في التاريخ والجغرافيا، وبين تجسيد مشوّه لخيال مريض أريدَ له أن يكون أداة لتكريس الهيمنة ومن ثم النهب المتواصل للثروات وشفط كلّ ما هو على سطح الأرض من خيرات وما هو في باطنها من ذهب أصفر وأسود وأحمر من كلّ الصنوف والألوان، مخلوق عجيب خرج علينا على هيئة إنسان من أصقاع الشمال والغرب، أبرم عهداً شيطانياً مع بعض من قاطني الأرض من بني يعقوب الأشرار، والذين كادوا في السابق لنبي الله يوسف، وألقوه في غيابة الجب كيما يموت وهو شقيقهم.
التقى الجمعان على كراهية الحق، ونزعة لامتناهية للاستحواذ، ونظرة متعالية إلى الآخر، لا تراه إلّا ميتاً او مقطّع الأوصال، التقيا، فتفتّق العقل الشيطاني على مجموعة من التوجهات المارقة، وكان الديدن دائماً، إلغاء الآخر كيما يتسنّى نهب ثرواته. فطفق لورنس العرب خلال تجواله في جزيرة العرب يبحث عن عائلات ذات صفات سيكولوجية بعينها لتسليمها سدة الحكم بعد ذلك، حتى يجري لاحقاً نهب الثروات وتقاسمها، ولا بأس بإلقاء قليل من الفتات للشعوب، فالثروة القادمة مرعبة، خاصةً بعد اختراع آلة الاحتراق الداخلي واستشراف الأهمية المطلقة للدابة الميكانيكية التي سترى النور لاحقاً، والتي لن يقيّض لها الحركة إلّا بالذهب الأسود الذي سيتدفق من تحت رمال صحارى العرب…
قسّمت الأرض بالمسطرة، بطريقة تجعل من هاتيك العائلات التي ستتولى الحكم في قابل الأيام غير قابلة للحياة بدون الاعتماد على الغرب، واستجلب الشريك الآخر الى «أرض الميعاد»، ليكون الامتداد الفيزيائي لهذا الغرب المجرم، وحاملة الطائرات العملاقة، التي ستقوم بدور القوة الضاربة في الميدان لكلّ من تحدّثه نفسه بالتصدي لهذا المشروع النهبوي الاستعماري بامتياز…
اصطناع في اصطناع في اصطناع، محاولات حثيثة لقتل الأصل ولإزالة الرواسخ، في سبيل إنشاء المفتعل لمنافع دنيوية، معركة بين الطبيعة والفطرة، وبين الاصطناع والتزييف والتزوير والاختلاق، بين المقاومة وبين الأوهام والهلوسة.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى