أخيرة

نافذة ضوء

دعائم حركة النهضة القومية الاجتماعية

 

‭}‬ يوسف المسمار*
تقوم حركة النهضة السورية القومية الاجتماعية على أربع دعائم هي الحرية والنظام والواجب والقوة متماسكة في ما بينها ومتكاملة، بحيث لا تنفصل عن بعضها وتبقى هي ذاتها. إنها قواعد نهضة وليس نهضة فرد او نهضة مجموع اشخاص او نهضة مجموع فئوي في قلب مجتمع، بل نهضة مجتمع تام بكمال وجوده الديناميكي المتحرك الفاعل النامي في الوجود الذي يعني الحركة لا السكون ويعني فعالية الحياة لا العدم.
ومن حيث هي قواعد نهضة الحياة القومية الاجتماعية الفاعلة فهي في الوقت ذاته مناقب قيمية وقيم مناقبية ترتقي بمجتمع الأمة الناهضة ويسمو مجتمع الأمة التامة بها الى أبعد آفاق المثل الإنسانية العليا.
هذه هي زوبعة نهضة الحرية والنظام والقوة والواجب المتحركة بدون توقف، والدائمة الدوران، والمجددة نفسها والمتجدّدة ذاتياً معرفة نافعة، وحكمة فاضلة، وعلماً هادياً، وفناً متفوقاً، وحياةً متألقة بكل حق وخير وجمال.
ولكن الحرية القومية الاجتماعية التي تقوم عليها حركة القومية الاجتماعية ليست اي حرية بل حرية الوجود لا العدم وحرية اكتساب المعرفة النافعة للنهوض بالأمة، وحرية العمل والسعي لتحقيق نهضة الأمة وإحلالها المكان اللائق بين الأمم الحيّة الحرة الناهضة، والسير والصراع بإرادة حرة لتحقيق خير المطالب وبلوغ مشارف الانطلاق الى أرقى المثل العليا.
والنظام القومي الاجتماعي ليس أي نظام بل نظام الحركة لا السكون ونظام الفكر والنهج المؤدّي الى سلامة نهوض الأمة والحامي لكل قواعدها وفضائلها من الاختلاط بمثالب الفوضى ومفاسد التخبط والعمى.
والواجب القومي الاجتماعي ليس أي واجب بل واجب المبادرة والفعل بنشاط وواجب تحمُّل مسؤولية الخروج من عالم الآوهام والخرافات والتقاليد والعادات البالية التي حنّطت عقلية ونفسية ابناء الأمة وألقت بهم في مستنقعات الخمول والملل والاستهتار والابتعاد عن تحمل مسؤولية العمل للخير العام والمصير الأفضل للمجتمع.
والقوة القومية الاجتماعية ليست أي قوة بل قوة النمو الدائم والقوة المادية – الروحية الفاعلة في الحياة التي تبني مآثر المجد، وترتقي بالفكر والحكمة والفلسفة والعلم وكل معرفة نافعة، وتحقق وتبدع كل ما يجعل حياة الأمة أجمل وأسعد وأعز.
فقواعد حريتنا ونظامنا وقوتنا وواجبنا تُحتِّم علينا كأبناء للحياة الجيّدة الجديدة أن لا نترك مواطنا نشعر ان فيه طاقة التخلص من عهود الظلام إلا ونستقطبه ونتوحد معه ونسير معاً لبناء حياتنا العزيزة، وهي نفسها تلك القواعد التي نخونها عندما لم نواجه ولا نتصدى ونقف في وجه كل مواطن مهما كانت افكاره دينية او دنيوية يعيش عبداً للأوهام والخرافات والعادات والتقاليد البالية والارتهان لقوى العدوان التي تشتريه بدرهم ليخون شعبه وبلاده.
ومن يريدنا أن نساوي اليوم بين من يدّمر معالم بلادنا ويقتل أبناء شعبنا لمصلحة أعدائنا ويطلب منا أن نتساهل مع الخونة العقوقين دينيين طائفيين او مدنيين يقف الى جانب أعدائنا من حيث يدري ومن حيث لا يدري.
أما من يقف من أبناء أمتنا الى جانب قضية الأمة ونهضتها والمحافظة على سيادتها وبناء مجدها، فإنه هو هو بالذات الأبن البار للأمة الذي يشرفنا العمل والجهاد معه سواء كان دينياً أو مدنياً أو علمانيا.
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى