الوطن

انعقاد ملتقى «شهيد القدس« بذكرى القائدين سليماني والمهندس ورفاقهما والكلمات تجدّد العهد على مواصلة النضال والتمسك بنهج المقاومة

بدعوة من التعبئة التربوية في حزب الله والهيئات الشبابية لفصائل المقاومة الفلسطينية، إنعقد ملتقى «شهيد القدس» في مجمع الإمام الخميني الثقافي ـ بيروت، إحياء لذكرى استشهاد قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس ورفقائهما.
وخلال الملتقى أكد عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ منسق اللجنة الشبابية والطلابية لدعم القضية الفلسطينية إيهاب المقداد أنّ اغتيال القائدين سليماني والمهندس بالغ الخطورة، خصوصاً أنّ للقائدين الشهيدين دور أساسي في مواجهة الإرهاب.
وأشار المقداد إلى أنّ ساح الجهاد تشهد للفريق سليماني دوره في مقارعة عدوين واضحين: الأول عدو وجودي يتمثل بكيان الاحتلال الصهيوني الجاثم على أرضنا في فلسطين والجولان وأجزاء من جنوب لبنان. والثاني العدو المتمثل بالمجموعات الإرهابية التي تعمل لمصلحة العدو الأول.
أضاف: للفريق سليماني مآثر عديدة، وله ميزة إضافية بأن تولى مسؤولية «قائد فيلق القدس» وأصبح يحمل بعد الاستشهاد لقب «شهيد القدس».
وقال: من باب الوفاء لدماء الشهداء وحرصاً على ترسيخ نهج المقاومة والتضحية والإستشهاد بين عنصر الشباب في الأمة، نقترح عقد مؤتمر طلابي يشارك فيه شباب من كلّ دول وأحزاب المقاومة، ومن الدول والأحزاب الداعمة والمؤيدة لحقنا في مواجهة الاحتلال والارهاب. يتمّ فيه وضع خطة موحدة لمواجهة العدو في كافة الساحات بما فيها المحافل الدولية وخصوصاً القانونية منها، وملاحقة المجرمين الصهانية من قادة عسكريين وسياسيين ومحاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم بحق أبناء شعبنا.
ودعا المقداد الى القيام بحملة واسعة بهدف تحرير الأسرى من معتقلات الاحتلال، وجثامين الشهداء من مقابر الأرقام وثلاجات العدو. لأنّ حرية الأسرى حقّ لهم علينا، وتجنّبا لأن يلحق بأحدهم ذات مصير الشهيد الأسير ناصر أبو حميد الذي ارتقى نتيجة الجريمة الموصوفة المتمثلة بالإهمال الطبي المتعمّد المفضي إلى الاستشهاد. وبالمناسبة نهنّئ الأسير المحرر كريم يونس بانتزاعه حريته من العدو الغاصب بعد 40 عاماً من الصمود سجلت في صفحات عز الأمة بحروف من نور.
وختم: في الذكرى الثالثة لانتقال الشهداء المهندس وسليماني ورفقائهما من ساحات الصراع دفاعاً عن الحق إلى وجدان الأمة وتاريخها المليء بوقفات العز، نؤكد على تمسكنا بالمقاومة بكافة أشكالها سبيلاً وحيداً لتحرير أرضنا المحتلة التي بتنا نرى حريتها أقرب من أيّ وقت مضى.
حضر الملتقى سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني وعدد من ممثلي الأحزاب والفصائل والمنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينة والعربية والدولية.
الحاج حسن
انطلقت أعمال الملتقى بجلسة افتتاحية ألقى فيها مسؤول الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية في حزب الله علي الحاج حسن كلمة الملتقى فقال:
قسماً بدمك يا حاج قاسم.. أنّ دماءك فعلت فينا نحن الشباب فعل المطر الصافي بالأرض فأحيت فينا الروح وفجرت فينا الوعي الثوري، وزادتنا قوةً وقدرةً وصلابةً وعزماً وتصميماً على اقتلاع جذور الطغاة..
قسماً أنّ محور القدس صار أقوى وأفعل وأكثر قدرة على الحسم، وصار سيف القدس أمضى، وصارت الضفة مركزاً للمقاومين، وملأ الأسود المنفردة من الشباب الاستشهاديين قلب الكيان بالرعب والخوف، وكلّ ذلك صار بفضلك…
البطش
ثم تحدث القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش من غزة عبر تقنية الفيديو فقال: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وانحيازها للمستضعفين أخذت على عاتقها دعم المقاومة الإسلامية في فلسطين رافضة الاعتراف بشرعية الاحتلال او التطبيع معه او السكوت عنه والتعايش مع الأمر الواقع، بل استلت سيفاً من سيوفها ودرعاً لمواجهة المشاريع الصهيو أميركية ووقع الاختيار على الابن البار بالإسلام على قاسم سليماني ليكون سيفاً بتاراً ودرعاً لحماية وحدة ومشروع الامة الذي بدأ في الـ 79 من القرن الماضي استجابة من الثورة لآهات المستضعفين في فلسطين وبيت المقدس.
كان الشهيد قاسم سليماني صادق الوعد حاسم الموقف شديد البأس لم يساوم لم يهن لم يتراجع ولم يبدّل خياراته. حوّل كل إمكانيات فيلق القدس والحرس الثوري لإعلاء شأن فلسطين وعزيز مقدراتها. فتح مستودعات لتطوير خبراتها وفتح الطريق واسعاً أمام قياداتها وعناصرها ليشكلوا جبهة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية على حدود فلسطين لتحمل على عاتقها مشروع مواجهة الاحتلال.
وختم: «انّ دماء الحاج قاسم سليماني تتطلب منا ان نبقى على العهد وان نصون الوصية بأن نبقى على اختيار الجهاد والمقاومة وعدم الاعتراف بالاحتلال وبشرعية وجوده على أرض فلسطين ورفض كلّ أشكال التطبيع والانبطاح أمام المشيئة الأميركية والعمل على تجسيد محور المقاومة كواقع ملموس على الأرض لاستكمال تشديد حزام النار الذي أراده قاسم سليماني حول هذا الكيان مقدمة لإزالته.
أماني
وأكّد السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، أنّ شهادة اللواء قاسم سيلماني والحاج أبي مهدي المهندس، تشكّل بشارة بتسريع خروج القوات الأميركية من المنطقة، وزوال الاحتلال الإسرائيلي.
وفي كلمته خلال الملتقى، أكّد السفير أماني، أنّه بعد مرور 43 سنة على انتصار الثورة الاسلامية في إيران، فإنّ شهادة هؤلاء القادة، سيزيد من انتصار خط المقاومة، بوجه كلّ أعدائه. وشدّد السفير أماني، على أنّ شهادة اللواء قاسم سيلماني والحاج أبي مهدي المهندس، «سيسرّع بداية زوال الكيان الصهيوني، بأكثر مما يتصوّره الاعداء.
وأكّد أماني، أنّه بعد مرور ثلاث سنوات على عملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس، وعلى عكس ما كان يتوقّعه الأعداء، فإنّ المقاومة زادت من قوتها، وحققت المزيد من الانتصارات، على صعيد المنطقة.
قاووق
كلمة حزب الله ألقاها عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق الذي قال انه بعد ثلاث سنوات يثبت لنا كلّ يوم انّ الحاج قاسم أقوى من القتل، وهو كان في حياته قائداً لفيلق القدس وصار بشهادته نهجاً وملهماً لكلّ الأحرار والشرفاء في العالم.
وأكد الشيخ قاووق أنهم أرادوا باغتيال الحاج سليماني اغتيال مشروع محور المقاومة وإسقاطه من أجل تصفية القضية الفلسطينية. وثبت بعد 3 سنوات على شهادة الحاج قاسم انّ محور المقاومة أصبح أكثر قوة وعدداً وعدة لأنّ شهادة الحاج شكلت ولادة جديدة لهذا المحور فأصبح أكثر رسوخاً وقوة، وبعد 3 سنوات يثبت لنا كلّ يوم انّ الحاج قاسم أقوى من القتل، فبعد شهادته أصبح نهجاً وملهماً للثوار والأحرار في العالم وهو كتب بدمه الزكي نهاية الوجود الأميركي في العراق وبشهادته وضع محور المقاومة على طريق النصر الأكبر ووضع الكيان «الإسرائيلي« على طريق النكبة الكبرى.
وأضاف الشيخ قاووق: لتعلم أميركا ولتعلم «إسرائيل« وأتباعهم انه كلما تطورت مُسيّرات محور المقاومة وكلما تعاظمت القدرات الصاروخية لمحور المقاومة فالحاج قاسم منتصر، وكلما قصفت تل أبيب بالصواريخ فالحاج قاسم منتصر، وفي ايّ مواجهة مقبلة سنقاتل بسلاح وروح الحاج قاسم لنحقق النصر الأكبر الذي سيحمل توقيع الحاج قاسم سليماني.
وختم الشيخ قاووق بالقول: «عهدنا انّ هذه الدماء أمانة غالية على قلوب المجاهدين لن يقع هذا الدم طالما هو في عهدة المقاومين وفي عهدة سيد الوعد الصادق السيد حسن نصر اللهS.
الجلسة الثانية
وبعد استراحة قصيرة عقدت الجلسة الثانية فتحدث الأمين العام لاتحاد الشباب العربي طلال خانكان فأكد أنّ ذكرى قاسم سليماني حاضرة في وجدان شباب الأمة ولن تقوى قوى الشر والاستسلام على نزع مكانة هذا القائد الجهادي، مهما امتلكت من وسائل ودست دسائس الفرقة والانقسام.
كلمة شباب إيران ألقاها مختار حداد فقال انّ الجمهورية الإسلامية وضعت فلسطين في سلم أولوياتها فكان إعلان يوم عالمي للقدس وشكلت قوة خاصة لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة الكيان الصهيوني لتحرير القدس الشريف.
كما ألقيت في الملتقى، كلمات لرئيس منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية بدر جبريل ورئيس اتحاد شبيبة الثورة في الجمهورية العربية السورية سومر ظاهر، وممثل فصائل المقاومة العراقية نصر الشمر، وأمين سر المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية ربيع مصطفى، ورئيس مجلس إدارة هيئة شباب القدس أشرف عبد اللطيف، ومسؤول الشباب في التيار الشعبي في تونس ذويب اسماعيل، وعميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ منسق اللجنة الشبابية والطلابية لدعم القضية الفلسطينية إيهاب المقداد، ومسؤول الشباب في حزب الرفاه في موريتانيا محمد المختار محمد ومساعد أمين عام هيئة دعم المقاومة في السودان محمد الفضل اسماعيل، وعضو اللجنة المركزية العامة في حزب التقارب الاجتماعي في فنزويلا فيليبي راميريز، والناشط البحراني مصطفى الاسكافي، وعضو القيادة الشبابية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شذا عبد العال، وممثل شباب حركة الجهاد الاسلامي عرفات ابو زايد، وسكرتير العلاقات الدولية للشباب الشيوعي الفنزويلي ليندا رويز، وممثل رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية وعضو المكتب التنفيذي في الاتحاد عمار قعدة، وممثل شباب لجان العمل في المخيمات الفلسطينية في لبنان عمر الاشقر، وعضو العلاقات الخارجية في الشبيبة الشيوعية ليل ماريا ليتش.
عهد الشباب للشهيد سليماني
وفي ختام الملتقى صدر عن الاتحادات والهيئات والمنظمات الشبابية والطلابية المشاركة في ختام فعاليات ملتقى شهيد القدس الشبابي توصيات تحت اسم «عهد الشباب للشهيد الحاج قاسم سليمانيS، تضمّنت:
التأكيد على أنّ مواجهة المشروع الأميركي ـ الصهيوني في المنطقة هي من أولى الأولويات الاتحادات والهيئات والمنظمات الشبابية والطلابية، كما أنه من الواجب علينا جيمعاً استنكار وفضح الجريمة النكراء والجبانة التي أقدمت عليها الإدارة المجرمة للشيطان الأكبر الأميركي بحيث أنّ هذا اليوم سيظلّ وصمة عار على جبين الأميركيين.
التأكيد على المكانة الكبيرة للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والذي يستحق أن يكون نموذجاً ثورياً عالمياً يُحتذى من قبل الشباب جيلاً بعد جيل، وقيمة أخلاقية وجهادية ثورية وإنسانية يجب أن تدرس تجربته للاستفادة منها على المستويات الشبابية والطلابية والوطنية والعربية والإسلامية والأممية. فالأمين العام لحزب الله كان قد اعتبر أنّ «الشهيد قاسم سليماني تحوّل بعد استشهاده إلى رمز ملهم«، لذا من الضرورة علينا التعريف بهذه الشخصية الاستثنائية الفذة ورفع مستوى وعي الشباب لدورها ومكانتها.
اعتبار القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للشباب وأنّ القدس هي محورها، وهي القضية التي كانت الشغل الشاغل للشهيد الحاج قاسم.
التاكيد بأنّ الشباب جنود لفلسطين والقدس لن نتأخر في الدفاع عنها في أيّ ميدان يتطلب منا الحضور فيه المواجهة والاشتباك مع العدو. وأنّ الشعب والشباب الفلسطيني يشكل نموذجاً لكلّ المظلومين والمستضعفين في هذا العالم بصموده ومقاومته وتضحيته، ونتوجه بالتحية له ونعلن وقوفنا معه.
مواجهة التطبيع والمطبعين الساقطين والخونة وتجريمهم والتشهير بهم، واجب على كلّ شاب لكي نكون كما كان الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وكما أرادنا أن نكون، وأننا سنعمل بكلّ ما أوتينا من قوة لمواجهة التطبيع وفضح المطبعين.
تبنّي أن يكون يوم شهادة الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما يوماً عالمياً للمقاومة وفاءً للشهداء وتأكيداً على تمسكنا كشباب بخيار ونهج المقاومة حتى النصر.
التوصية بأن يتحوّل هذا الملتقى إلى إطار دائم تنبثق منه لجنة متابعة تعمل على وضع رؤية وبرنامج عمل وتتواصل مع مختلف الاتحادات والأطر والمنظمات الشبابية والطلابية العربية والإسلامية والعالمية التحررية من أجل إطلاق حراك شبابي دائم يجسّد أفكار الشهيد الحاج قاسم سليماني.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى