دردشة صباحية
هل فقدنا
الإحساس الجميل بالغضب؟
يكتبها الياس عشّي
في العودة إلى شعراء العصر الجاهلي، نقرأ:
«شبّ الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم على الإعجاب بنفسه، والفخر بقومه. وحدث أن دعاه ملك الحيرة عمرو بنُ هند لزيارته، ودعا أمّه لزيارة أمّ الملك. وحصل، في أثناء الزيارة، أن طلبت أمّ الملك من أمّ الشاعر ما اعتبرته مذلّاً لها، عندما أمرتها بإحضار جفنة كانت بعيدة عن متناولها، فصاحت: واذلّاه! فغضب ابنها، وثار، وضرب الملكَ بسيفه وقتله».
مكرهاً أعود إلى الماضي، إلى أناس من لحم ودم، وكانوا إذا ذُلّوا غضبوا، وإذا غضبوا حسب أعداؤهم أنّ الناس كلَّهم غضاباً كما قال الشاعر الأموي جرير.
اعذروني وأنا أقطع بكم كلّ المسافة الزمنية لتروا معي كم كانت الرمال نظيفة قبل أن ينفجر نفطها ويصادر لونها الذهبي.
مكرهاً أصرخ مع جوليا «وين الملايين، وين الشعب العربي، وين الغضب العربي، وين الشرف العربي، وين وين وين»؟