ثقافة وفنون

جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم إعلان أسماء الفائزين الاوائل في مركز رسالات الثقافي برعاية السيد نصرالله

عبير حمدان
المقاومة لا تنحصر في الميدان العسكري وحسب، إنما هي أسلوب حياة في مختلف القطاعات، هي أن نحدد مفاهيم الحرية المسؤولة ونوثق التجارب المشرفة التي أسست لانتصاراتنا لتصبح لغتنا نبراساً للاجيال القادمة التي يجب ان تحفظ تاريخها صوناً للجغرافيا بعيداً عن أي حدود فاصلة بين أحرار هذا الشرق.
المقاومة هي القصيدة التي لا تنتهي والنص الروائي الذي يتعاقب ويشكل سلسلة مُحال قطعها. هي القصص اليومية والسيناريو الوحيد الذي لا تؤطره أي شاشة حيث يتعداها الى المدى الرحب كاسراً القيود.
والأدب المقاوم مسؤولية تحتم على مَن يعتنقه الالتزام بمبدأ الصراع حتى الحرف الأخير وذرة التراب الأخيرة على امتداد الوطن، والوطن لا ينحصر بجواز سفر بل هو كل جزء من الأرض السليبة التي سنشهد تحريرها حتماً.
عام 2021 انطلقت «جائزة سليماني العالميَّة للأدب المقاوم» تخليداً وتمجيداً لذكرى سيد شهداء محور المقاومة قائد قوة القدس في الحرس الثوري الاسلامي اللواء الحاج قاسم سليماني، وتعمل لإعلاء شأن الإبداع المقاوم ونقل مسرح قضايا الأمة إلى العالمية وجعلها قضايا إنسانية كبرى تمتلك عناصر قوتها وإثبات قدرة الإبداع للارتقاء بالمزاج الشعبي فناً وموضوعاً وصونه من أي انحراف وابتذال.
أقامت «جمعية أسفار» حفل توزيع جائزة قاسم سليماني العالمية للأدب المقاوم، برعاية السيد حسن نصرالله، وذلك في قاعة مسرح مركز رسالات الثقافي ـ بلدية الغبيري.
تقدّم الحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى والنواب محمد رعد، إيهاب حمادة وإبراهيم الموسوي ورئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني وفالح الفياض رئيس الحشد الشعبي العراقي ووفد من السفارة الفلسطينية وشخصيات ثقافية وإعلامية.
استهل الحفل بعرض قصير عن الجائزة وانطلاقتها العام الماضي وتفاصيل المشاركة فيها، الى كلمة جمعية أسفار التي ألقاها الكاتب عبد القدوس الأمين متناولاً فيها مسيرة الشهيد قاسم سليماني وأهمية الأدب في توثيق إنجازات كل المقاومين والاحرار بعيداً عن اي حدود، ومشدداً على معاني الشهادة حين ترتبط بالانتصار.
حمادة: الجائزة تشبه سليماني الذي عبر الجغرافيا الى كل مقاوم حر في هذا العالم
وعلى هامش الحفل سألت «البناء» الأستاذ سديف حمادة عضو لجنة جمعية أسفار حول الجائزة، فقال: «عدد المشاركين في الجائزة أصبح ثلاثة أضعاف فبعد أن كان 150 مشاركاً في الدورة الاولى وأصبح 450 هذا العام، وأضيف الى القصة والرواية والقصيدة فئة السيناريو، والفائزون ليسوا محليين بل من مختلف الدول المشاركة، من المغرب ومن تونس ومن الجزائر ومصر وسورية والعراق ومن إيران».
وأضاف: «أهمية هذه الجائزة أنها تشبه قاسم سليماني من حيث العبور، هو الذي عبر الجغرافيا الإيرانية الى كل مقاوم حر في هذا العالم، واهمية قاسم سليماني أنه لم يكتفِ بالعالم العربي إنما تعداه لمجتمع يمكن أن يكون مناهضاً للاستبكار. فقضية سليماني هي قضية المستضعفين الذين يواجهون المستكبرين بمعزل عن إنتمائهم الديني والعرقي والإثني، ونحن حاولنا أن في هذه الجائزة أن نكسر الحواجز والحدود ونلغي جواز السفر، وهناك توجه أن نستقبل نصوصاً بلغات مختلفة ولا نكتفي فقط باللغة العربية، وايضاً نستقدم حكاماً بارعين بلغتهم الأم حتى نتمكن من إنصاف المشاركين في جائزة سليماني العالمية».
وحول طبيعة النصوص، قال حمادة: «الشرط الاساسي ان تكون النصوص مقاومة، أي في سياق الأدب المقاوم كي يبقى التركيز على القضية الأساس التي حملها القائد الشهيد سليماني، ولكل من يتساءل حول إطلاق جائزة أدبية عالمية تحمل أسم شخصية عسكرية نود إعلامه أنها شخصية مثقفة قبل أن تكون عسكرية، كان قارئاً نهماً ومهتماً بالبعد الثقافي، هو اعتبر الميدان النضالي العسكري وسيلة لتحقيق القيمة الثقافية الانسانية الكبرى، هو يؤدي التحية لكل شخصية مهما كان انتماؤها شرط ان تكون مواجهة للمحتل وللعدو الصهيوني».
وعن دور الإعلام في هذا الإطار، قال: «كل من يقرّر المشاركة في هذا المشروع الثقافي الأدبي المقاوم استشهادي وانت تعلمين أن الاعلام محكوم بالمال، ونحن لا نملك المال والإمكانيات التي يمتلكها من هم على المقلب الآخر، نحن لا نملك المال انما لدينا القضية والقيم والمبادئ، ومن يختار هذا التصنيف اهلا وسهلا به، وكل طرف هنا يظهر معدنه وخياراته المقاومة».
وختم حمادة: «تم اختيار الفائزين وفق معايير اعتمدها الحكام الذين لهم باع طويل في مجالاتهم الادبية والثقافية والفكرية، ونحن كلنا ثقة بخبرتهم وتقييمهم ورؤيتهم».
غندور: مساحة ثقافية راقية
من جهتها أكدت قمر غندور (فئة السيناريو) أن الرقي هو المقياس الأساسي الذي يدفع أي مهتم إلى المشاركة في جائزة سليماني العالمية، وقالت: «جائزة سليماني مساحة ثقافية راقية تفتح الآفاق لكل من يمتلك المقدرة على تقديم مساهمة مفيدة وراقية في مجال الثقافة، والسيناريو الذي قدمته هو أول عمل لي، وعنوانه «مطلوب ممثلين» وهو يتناول قصة فتاة صغيرة تحاول مع صديقتها تنفيذ مسرحية في المسرح الذي لجأوا اليه خلال عدوان تموز 2006، ومن هنا أحببت الإشارة الى كيفية عيش الاطفال خلال الحرب، ومن جهة ثانية أردت التأكيد على الأمل الذي يولد من الفن حتى في الأوقات الصعبة».
وأضافت غندور: «أنا خريجة هندسة، ولكني بدأت دراسة السيناريو العام الماضي، وفي الحقيقة النص استوحيته من تجربتي خلال حرب تموز، حيث كنت بعمر صغير وكنت أتدرّب مع رفيقاتي على عمل مسرحي ولم نعرضها بسبب الحرب. ومن هنا أتت الفكرة الآن وعملت على ترجمتها من خلال السيناريو الذي قدمته كمشاركة في الجائزة».
وختمت: «هذه المشاركة تضاعف مسؤوليتي واليوم أفكر ماذا يمكن أن أقدم أفضل، والمقاومة محور يجمع كل المحاور ووجودنا كله فعل مقاومة. وسأبقى ضمن الاطار الفني والثقافي الراقي البعيد عن الاستهلاك وبالطبع الاعلام يلعب دوراً كبيراً في مسيرة كل من يطمح لإيصال رسالته وتكريس حضوره».
حمادي: معركتنا حضارية
ببعدها الفكري والأدبي
من جهته، اعتبر الشيخ علي حمادي (فئة السيناريو) أن العالم يجب أن يعرف سليماني، وقال: «هذه ليست مسابقة وحسب إنما يجب أن يعرف العالم من هو قاسم سليماني ومن هم الابطال الحقيقيون بعيداً عن الحفل والجوائز، الأمر أبعد من ذلك، إنه هوية فعلية في مواجهة الظلم والشر المستفحل في هذا العالم».
وأضاف: «معركتنا حضارية تشمل البعد العسكري والسياسي والفكري والأدبي، نحن نجحنا في الجانب العسكري وحضرنا حيث يجب أن نكون، ولأننا انتصرنا يعمد أعداؤنا الى تشويه صورتنا ويحاولون طمس حقيقة ما حصل، لكن هيهات».
وختم: «السيناريو الذي شاركت به يتناول القيم الروحية التي يمتلكها القائد سليماني وفق ما أنظر إليه، حين نكتب فنحن ننقل شعورنا بالنص الذي نترجمه على الأوراق، وكنت أشعر أني سأكون ضمن الأوائل وطموحي بالفوز لم أستبعده على الإطلاق».
ضاهر: المقاومة قضيتنا
اما هلا ضاهر «فئة القصة القصيرة» فقالت: «جذبني أن الجائزة تحمل اسم سليماني وجميعنا يعلم ما يرمز إليه هذا الاسم ولدوره الريادي في مسيرة المقاومة لذلك اخترت المشاركة، والقضية التي نكتب من أجلها هي قضية المقاومة لذلك أتقنت العمل وسلمت الأمر لله تعالى، والجهاد بالقلم هو أهم أشكال المقاومة فنحن لا نجاهد فقط بالسلاح إنما بالفكر والثقافة والوعي».
وتابعت: «قصتي تحكي عن جريح وأسير وتجسّد مفهوم الوفاء بينهما كأصدقاء، وفي حال كانت في المراتب الأولى سترونها مطبوعة، دور الإعلام ضروري وأساسي في مسيرتنا كي نصون قضيتنا ونحقق الانتصار».
الفائزون بجائزة سليماني 2023
فئة القصيدة العَموديَّة:
ـ آيات علي جرادي من لبنان عن قصيدتها «أفئدة تهوى الرحيل».
ـ حسن عكلة ثجيل من العراق عن قصيدته «قراءة في أوراق الفتى الشرقي».
ـ ضياء سيّد علي إبراهيم الكيلاني من مصر عن قصيدته «أمثلة من رصاص».
ـ فراس كاظم متاني من العراق عن قصيدته «نداء اليتيمة».
ـ قاسم محمد صالح الشمري من العراق عن قصيدته «العابرون لأسمائهم».
فئة الرواية:
حسن علي نعيم من لبنان عن روايته «أبواب قادش».
حوراء نبيل حرب من لبنان عن روايتها «التراب المتمرّد».
فتح الله عمَر من سورية عن روايته «مهمّة في ديزنغوف».
مريم الأمين من لبنان عن روايتها «إنَّ معي خضرا».
نجاح إبراهيم إبراهيم من سورية عن روايتها «الطريق».
فئة القصَّة القصيرة:
آلاء حسين شمس الدين من لبنان عن قصّتها «يد الله تحيطني ويد مريم».
حوراء فؤاد حجازي من لبنان عن قصّتها «يحيى».
رقية غلام حسين كريمي من إيران عن قصّتها «من الموصل إلى الموصل».
عبد الرحيم سليلي من المغرب عن قصّته «في هذه المدينة.. في تلك البلاد».
هلا إبراهيم ضاهر من لبنان عن قصّتها «العكّاز الخشبي».
فئة سيناريو الفيلم القصير:
أحمد علي بزّي من لبنان عن سيناريو فيلم «منهم».
روز إبراهيم اسماعيل من سورية عن سيناريو فيلم «كعك المقدس».
علي حسين حمادي من لبنان عن سيناريو فيلم «وميض السيف».
قمر علي غندور من لبنان عن سيناريو فيلم «مطلوب ممثلين».
ليلى موسى سويدان من لبنان عن سيناريو فيلم «زكاة الفطرة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى