الوطن

«اللقاء الإعلامي الوطني» نظم وقفة تضامنية تحت شعار «جنين تهزم الاحتلال وتقاوم بأشلاء أطفالها»

 

ريم عبيد
تحت شعار «جنين تهزم الاحتلال وتقاوم بأشلاء أطفالها»، نظم اللقاء الإعلامي الوطني، في بيروت، وقفة تضامنية مع الشعب الفسلطيني، انتصاراً ودعماً للتضحيات التي يقدّمها مخيم جنين وباقي المدن الفلسطينية في وجه الاحتلال وغطرسته، واستنكاراً للصمت الدولي والعربي أمام جرائم العصابات الصهيونية.
بدقيقة صمت بدأت الفعالية التي شارك فيها وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال د. مصطفى بيرم، مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، اللقاء الإعلامي الوطني، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، وجوه سياسية وإعلامية وجمع من المناضلين والمؤيدين للقضية الفلسطينية.
أولى الكلمات كانت لوزير العمل الذي حيا أبطال جنين، مؤكداً أنهم الذين يزرعون في الأرض أجنة العزة والكرامة، مشيراً الى أنّ بذرة الكرامة قدرها ان تتفتح وروداً تنثر شذاها ليتلقفها كلّ ابيّ رغم الحصار والضغط والتشريد ..
أضاف بيرم: «إرادة المقاومة هي من تنتصر، والإيمان بالقضية»، معتبراً «أنّ رهان الإسرائيليين على انّ الحفيد سينسى قضية فلسطين هو رهان خائب، لأنّ جيل الأحفاد ها هو يؤسّس لعودة مؤزرة».
وأردف قائلاً: «جنين عنوان البطولة والكرامة، وأبطالها لم ينتظروا أحداً، وهم الآن يأخذون حقهم بأيديهم، لافتاً الى أنّ المقاومين هم أهل هذه الأرض، وهم أهل الحق، والنصر لجنين…
مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله أكد انّ الرهان اليوم هو على الغباء والحمق الصهيوني الذي سيحوّل الكيان من دولة قوية الى دولة ضعيفة أمام ضربات ابطال المقاومة .
وأكد حب الله، أنّ ما حصل في جنين ليس أول جريمة ترتكب، اذ انّ تاريخ الكيان «الاسرائيلي» هو تاريخ من المجازر…
ودعا حب الله «كلّ الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن تأتي الى فلسطين وترقب جرائم إسرائيل»، معتبراً «انّ المعركة القائمة في الضفة لتحريرها، هي بداية معركة التحرير، مؤكداً أنه كلما شدّت اسرائيل واشتدّ الوطيس بين المقاومة وبينها كلما اقترب التحرير».
وختم كلامه بالقول «انّ الاسرائيلي يستخدم كلّ إمكانياته لاستهداف الضفة، وهذا مؤشر خير، فكما تحرّر لبنان ستتحرّر الضفة الغربية، وكما تحرّرت غزة ستتحرّر جنين.
أمين عام جبهة العمل الاسلامي الشيخ زهير الجعيد، قال في كلمته: «كلنا نتكلم بنفس اللغة فلا نطيل، وكلنا بنفس المكان، وجنين تشتكي، تتألم، وهي مجروحة».
ولفت الجعيد، الى أنّ كلّ العربان اليوم الذي يطبّعون ويذبحون الشعب الفلسطيني هم ليسوا منا ولسنا منهم، مؤكداً أنّ أهل هذا المحور، ولبنانه وشعبه الملتفّ حول المقاومة، الى اليمن الى الحشد الشعبي، وسورية وإيران وفنزويلا، هم جزء من الشعب الفلسطيني المقاوم».
وشدّد الأمين العام للمركز الاسلامي الشيخ محمد اللبابيدي في كلمته على «أنّ البعض يخطئ حين يظنّ انّ الوقفة الآن هي مع جنين، ذلك أنّ جنين هي من تقف مع الجميع، مشيراً الى انّ هؤلاء الشباب المجاهدين هم شهداء هذه الأمة، وقد نموا وتربّوا ورضعوا مع حليب أمهاتهم حب الأمة…
وحيا رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي مقاومي جنين الذين سطروا بأجسادهم أروع الملاحم واستعادوا الكرامة المهدورة لدى النظام العربي.
وقال البرجاوي: «إنّ جنين ليست وحدها، وغزة تنتفض لجنين وتنصرها، مشيراً الى أنّ محور المقاومة يمتدّ من اليمن الى العراق الى سورية»، مؤكداً «أنّ هذا الكيان قد يكون استطاع محاصرة الحركات المقاومة حين كانت مع العرب، أما الآن فإنّ محوراً يرأسه السيد حسن نصرالله لا يمكن أن يحاصَر».
كلمة الأحزاب اللبنانية ألقاها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي الذي قال:
ليس غريباً على عاصمة المقاومة بيروت أن تجمع هذا الحشد المبارك من الإعلاميين الذين ينتصرون لفلسطين أرضاً وشعباً وتاريخاً وثقافة وحضارة.
اعتاد ساسة كيان عصابات الاحتلال أن يوردوا في مذكراتهم أنّ أبناء أمتنا لا يجيدون قراءة التاريخ، ويقعون في الأخطاء ذاتها. لكن الثابت أنّ هذا الوصف لا ينطبق إلا على أولئك الساسة.
ففي عدوانهم على أهلنا في فلسطين، اختاروا الشعب الخطأ. لأنهم لو قرأوا التاريخ جيدا، لعلموا أنهم يقاتلون شعباً كلّ فرد فيه يقول «لو لم يبقَ سواي، سأقاتل».
كما اختار هؤلاء الساسة الأرض الخطأ. وهنا أتحدث عن جنين فقط دون انتقاص من حق باقي أرضنا الفلسطينية.
فعندما اجتاح بونابرت أرضنا، كان جيش الاحتلال الفرنسي يتغدى من القمح المزروع في جنين. فأقدم أهلها على حرق محاصيل القمح حتى لا يتمكّن جيش العدو من أكل رغيف واحد.
بهذا الإيمان يخوض أبناء شعبنا داخل الأرض المحتلة حرب الوجود بكلّ ما تحويه الكلمة من معنى. ويقولون للغاصب «لو لم يبقَ من فلسطين تحت الإحتلال سوى رأس عكوب، فلن نترك من يدنا السلاح حتى إنجاز التحرير الكامل».
بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون. وبما نحن وبما سنكون سيظلّ هتافنا الواحد ببندقيتنا الواحدة «لتحي فلسطين».
من جهته، أشار ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هيثم ابو الغزلان إلى أنّ جنين هي الحدث وهي عنوان المقاومة، وستبقى عنوان الصراع، وبالشهداء سترسم ملامح المرحلة المقبلة التي ستكون نصراً وعزاً لأبنائنا.
وأردف قائلاً، «من كان يقول انّ اسرائيل ستخرج مدحورة من لبنان، وها هي خرجت، مشيراً الى انّ الأهداف التي أرادها الصهيوني في الأمس بأنه لا يريد ان تخرج عمليات من جنين، كان يبتغي منها ان يخرج روح المقاومة من جنين، وكان يخشى ان تتنتقل الى 48، ولكن رسائل المجاهدين وصلت، وها هم بدمائهم يرسمون المرحلة المقبلة. والنصر ليس لجنين وإنما لكل فلسطين.
وتابع قائلاً: «ما شهدناه في معركة وحدة الساحات رسالة فهمتها إسرائيل جيداً، فجنين تمثل عنوان صمود وتحدّ ولن يتركها أهلها لا من غزة ولا من الضفة ولا من 48 ولا في الشتات، وما هذه الفعالية إلا دليل على انّ جنين ليست وحدها…
وختم حديثه مؤكداً أنّ «المقاومة كلّ المقاومة وكلّ المجاهدين على امتداد محور المقاومة مع جنين حتى التحرير..
الكاتب والباحث صالح أبو عزة، وهو ابن جنين، أشار الى أنه جاء من جنين منذ أشهر، وقال: «المدن تنكسر، والمدن حينما تحاصر تهزم، لكن جنين رغم الحصار والألم والجراح، تنظر الى شوارعها تجدها باسمة مفتخرة لأنّ اسمها يرتفع عالياً بين مدن وقرى فلسطين، وبين مدن العرب والإسلام وهذا العالم».
أضاف: «لا تجد في أروقتها من يتألم وجعاً، وإنما يتألم لأنه يريد أن يرى العرب يتشاركون هذا الفخر، في مواجهة أسوأ احتلال شهدته البلاد…
واكد أبو عزة، أنّ جنين تميّز بين من يخذلها وبين من يقف معها، ومن يخذلها هو الذي خسر، وجنين ما زالت على العهد وستبقى كذلك حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، وحتى عودة إبنائها الى فلسطين.
وكانت لمنظم الفعالية، اللقاء الإعلامي الوطني، كلمة ألقاها الصحافي والكاتب السياسي وعضو اللقاء روني ألفا، الذي قال: «أحمل اليكم من صلاتي أبانا الذي في السماوات ومن صلاتي إليك الورد يا مريم يُهدى من أيادينا، أحمل اليكم سلام السيد المسيح المقاوم الأول، هذا المقاوم الذي غلب مضطهديه، وغلب العالم، وكان الاستشهادي الأول».
وأشار كيف لا تستشهدون وكيف لا تقاومون وكيف لا تحررون فلسطين تيمناً بالمعلم والمقاوم الأول؟
أضاف: «في الحديث عن جنين يبدو أنهم يجهلون أنها تقاوم من العام 1799، أيّ أكثر من ٢٢٠ سنة، مؤكداً انّ مدينة كجنين لا تموت، وإنما تستشهد تقاوم وتنتصر.
واعتبر ألفاً «أننا هنا لنبحث بموقف بمقال بخطاب، وكنا نتمنى ان تعرض علينا تحية الدماء لكنا قدّمناها ..
وتوجه الى أبطال جنين قائلاً: «لبنان معكم.. المقاومة ليست فقط في جنين وإنما في لبنان وسورية والعراق واليمن وفنزويلا، الى آخر الزمان، وقد بقيت بضع سنوات فقط لنصلي في القدس.
وختم كلمته بالتأكيد على أنّ اللقاء الإعلامي الوطني يحيّي المقاومين، ويؤكد لهم أنه ينظم هذه الفعاليات تباعاً للتأكيد على انّ الكلمة أقوى من السيف، وإذا طلب منا استخدام السيف سنستخدمه ولن نتردّد…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى