أخيرة

دردشة

 

قصة للأطفال برسم رجال السياسة

يكتبها الياس عشّي

شبّ حريق في غابة.
تكوّم عصفور تحت جناحيه خائفاً من ألسنة النار أن تلتهمه. صرخ طالباً النجدة، لكنّ صوته خافت، والمسعفين لا يصلون.
العصفور يفكّر… يفتش عن مخرج… يلتفت فيرى جدولاً من الماء ليس بعيداً عنه.
يطير إليه، ويحمل بمنقاره نقاطاً من الماء، ويبدأ عملية الإطفاء: العصافير الأخرى تهزأ منه، وتتساءل:
ماذا بإمكانه أن يفعل والنار في كلّ مكان، والغابة كلّها تحترق؟
لم يأبه العصفور… إنه يؤدي واجبه، وخير له أن يحترق، وأن يكون الأضحية بين جماعة من العصافير تلعن النار ولا تفعل شيئاً.
تزداد حركته، ويزداد خطر الموت، لكنه غير آبه. «إنه الواجب»… كان يقول في نفسه «لو أنّ العصافير ساعدته لانطفأ الحريق».
احترقت الغابة، ومات من مات، وفرّ من فرّ… لكن العصفور كان الوحيد الذي صار شهيداً.
إنها حكاية لبنان، لبنان الذي يحترق ولا من يأبه:
بعضهم يشعل النار في كلّ مكان، والبعض الآخر يتفرّج، وفريق يهرب، وقلة من الناس يغامرون كي يبقى هذا اللبنان منارة علم لا سوق نخاسة، وشارعاً يرحل نحو الإبداع، وقلماً يصنع الأبجدية.
اليوم… اليوم بالذات، نحن بحاجة إلى عصافير تحمل في مناقيرها، وتحت أجنحتها، المياه، وتساهم في إطفاء الحريق، وتضحّي حتى الموت كي تبقى الشمس مشرقة.
هل سنرى هذا المشهد؟ أم أنّ رجال السياسة وتجارها قد اشتروا كلّ شيء حتى العصافير؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى